منذ تعرف الجمهور المصرى على النجمة الأردنية صبا مبارك، وهم يعلمون أنها من الفنانين الذين لا يهدفون للظهور والتواجد على الشاشة دون وجود عمل يضيف لها. فالفرص التى تعرض عليها كبطولات ربما تكون متوافرة ولكنها لم تقنعها كإضافة لشيء يتذكرها به جمهورها. واستمرارا للدفاع عن قضايا الوطن العربي، قدمت صبا فيلمها «مسافر حلب/اسطنبول» لمناقشة أوضاع اللاجئين السوريين ومعاناتهم، لتتحدث مع «روزاليوسف» عن الفيلم والقصص الواقعية التى ارتبط بها، بالإضافة إلى دخولها عالم الإنتاج وتقييمها للأدوار التى تعرض عليها حاليا.. فإلى نص الحوار. ■ ما أكثر ما جذبك فى فكرة فيلم «مسافر»؟ - عرضت المخرجة أنداش أوغلو على الفكرة ومنذ أن بدأت قراءة السيناريو لم أتمالك نفسى من البكاء، وذلك من عمق البعد الإنسانى والمأساة التى عكستها فى الفيلم، وبالفعل طالبت بالتحدث معها ففوجئت أن الفيلم عن قصص واقعية وسيقوم أبطالها الحقيقيون بمشاركتى بطولة الفيلم حتى أن الطفلة الصغيرة التى تقوم بدور البطولة الأساسية هى أيضا من اللاجئين وتقف لأول مرة أمام الكاميرا، وقد قمت بالموافقة عليهاخلال 3 دقائق فقط. ■ لماذا أصررت على المشاركة بالإنتاج بالعمل؟ - هذا ليس أول عمل إنتاجى لى فأنا أملك شركة إنتاج بالأردن وأقدم من خلالها عدة مشاريع، ولكن إيمانى بالقضية جعلنى اصمم على المشاركة بإنتاج الفيلم لأنه ليس من الممكن أن يتناول الفيلم قضية عربية شائكة ولا يوجد به رأس مال عربى مساهم، فهذه قضيتنا وصممت أن أشارك بها. فعندما نجد عملا جادًا ويقدم بشكل جيد يجب تدعيمه، ولكن بشرط ألا يستخدم القضية لاستعطاف الجمهور أو استخدامه بشكل مبتذل. ■ هل قابلت الشخصية الواقعية التى تقدمينها بالأحداث؟ نعم وجلست لأتعرف أكثر على قصتها وعلى معاناتها، واحتراما لها لا أستطيع أن أعلن عن اسمها ، ولكنها إحدى اللاجئات على الحدود السورية التركية والتى تتطلع للسفر إلى بلد آخر للعيش به، وهذا هو حلمها ولكن حتى الآن لم يتحقق. ■ تم تداول أخبار حول فقدان بطلة الفيلم أثناء هجرتها بالبحر، فما صحة هذا الأمر؟ - بالفعل هناك فتاة صغيرة تقوم بدور رئيسى بالفيلم وقد تحققت معها أحداث الفيلم باستطاعتها السفر مع أهلها عبر القوارب المطاطية لإحدى الدول الأوروبية. وقد فزعنا كثيرا وحاولنا البحث عنها لعدة أشهر لحين علمنا بأنها قد وصلت بالفعل إلى اليونان وبدأنا فى إرسال كتب لتعليم اللغة العربية لها. ■ ما آخر التطورات الخاصة بإنتاج الفيلم؟ - الفيلم يمر حاليا بمراحل الإنتاج الأخيرة حيث يتبقى له بعض اللمسات البسيطة ليكون جاهزا للمشاركة بمهرجانات دولية، على أن يتم عرضه بالسينمات بعد الوقوف على المهرجانات التى سيشارك بها. فنحن لانزال فى مرحلة التقديم. ■ هل تعتقدين أنه سيتم توزيعه تجاريا؟ - أنا كمنتجة مؤمنة بضرورة القضية وأهميتها ويجب تقديمها للجمهور، ولكن للتوزيع حسابات أخرى، ولكن بشكل عام هذا النوع من الأفلام ليس صعبا ويحمل مميزات التجارى، وبالتالى يطرح بالسينمات ولكن فكرة تحقيق الإيرادات من عدمها هذا يتوقف على موعد عرضه والموسم الخاص به وعدد دور العرض والبلدن المعروض بها، بالإضافة أيضا إلى تحكم أذواق ومزاج الجمهور العام، وحتى لأى سبب حتى ولو لم يتم تحقيقه للإيرادات المطلوبة فهو سيتم بيعه للتليفزيونات والمهرجانات وغيرها من منافذ التوزيع الأخرى، فهو فيلم يعيش طويلا. ■ ما الصعوبات التى مررت بها بالتصوير؟ - التصوير كله تم فى تركيا بدءا من حدودها ثم فى أماكن متفرقة تتشابه فى الطبيعة الجغرافية، وذلك لصعوبة التصوير بسوريا فى هذا الوقت العصيب، والصعوبة كانت بالتحضير، فلكى أقترب من اللاجئين قمت بمعاشرة الناس هنا بل والبيات فى مخيمات اللاجئين لأيام فالأمر كان مجهدًا نفسيا وإنسانيا، ولكنه علمنى التواضع لان أى أحد يمكن أن تحدث له هذه الكارثة، كما أنه أشعرنى بالمسئولية لأن هؤلاء الناس يحتاجون للدعم حتى ولو بال«طبطبة»، كما أنه أعاد ترتيب حسابتى ورؤيتى للأمور، فمهما حاولنا وصف صعوبتها لن نستطيع لأنها مشاعر صعبة. ■ هل مشاركتك بمهرجان فينيسيا مؤخرا كانت لدعم «مسافر»؟ - لا تماما لقد تم اختيارى ضمن لجنة تجمع نخبة من سينمائى الوطن العربى لمناقشة أهم العراقيل والمشاكل التى تقابل الإنتاج العربى، وتحدثنا عن التقدم الذى وصل إليه الإنتاج كطريقة لدعم هذه الصناعة وذلك لنشر صورة بلادنا العربية أمام العالم أن يأتوا للتصوير بها، فنحن لدينا عدة أماكن جغرافية بديعة، بالإضافة إلى توافر الطاقات البشرية والممثلين وغيرها من عوامل تشجيع صناع السينما العالميين. ■ كيف تتابعين ردود الفعل حول مسلسلك «حكايات بنات»؟ - مبدئيا أنا لم أكن أعلم بموعد طرح المسلسل وكنت طوال الفترة الماضية مشغولة بعدة أمور ومهرجانات خارج مصر، حتى أنى عندما عدت منذ فترة قصيرة فوجئت بالإعلان الخاص به فى الشوارع، ولكن أعتقد أنه حقق نجاحًا ومناقشات كبيرة على السوشيال ميديا وغيرها. وهذا ليس غريبا فقد حقق نجاحًا كبيرًا منذ فترة بعد عرضه على القنوات المشفرة والتى يتابعها قطاع محدد من الوطن العربى. ■ هل كنت بالفعل تفكرين فى الاعتذار عن استكماله كما نشر؟ - هذه شائعات ليس لها أساس من الصحة، فمسلسل «حكايات بنات» من أقرب الأعمال إلى قلبى وأحبه جدا لأنه مختلف وقريب من الناس، وهذا مشروع يشبهنى ويشبه فتيات كثيرة، ولعل هذه الشائعات جاءت بسبب عدم اعتياد الجمهور على تقديمى أدوار الفتيات الرومانسية، واعتيادهم على تقديمى لدور الفتاة القوية والأعمال التى تحمل قضايا، ولكن على العكس فأنا أحب التنوع وتقديم كل الألوان. ■هل سيكون هناك أجزاء أخرى تعاقدت عليها؟ - لا أعلم حتى الآن فنحن انتهينا من تصوير الجزءين الثانى والثالث وفكرة وجود أجزاء أخرى تعتمد على نسب المشاهدة والتفاعل على السوشيال ميديا وكيفية استقبال الجمهور للأجزاء الجديدة، وبشكل عام أنا أشجع جمهور المسلسل على المشاركة برأيه والتعبير عن رغبته فى تقديم أجزاء جديدة إذا أراد. وفى كل الأحوال أنا بالطبع سوف استمر به لو قرروا تقديم أجزاء أخرى منه. ■ هل تجدين أن الدراما التى تعرض خارج الموسم الرمضانى تحقق نجاحاً أكبر؟ - لا أملك أرقاما وإحصائيات محددة لكى أجزم ما منا الذى حقق نجاحًا أكبر، ولكننى سعيدة بخلق موسم درمى جديد بعيدا عن رمضان، لأن موسم رمضان وحده لا يكفى ويتسبب فى ظلم أعمال كثيرة، فلا أجد أى معنى بأن يتم عرض المسلسلات والانتاج فى شهر واحد وباقى السنة نعاود عرضها مرة أخرى، بينما نستطيع تقسيم العملية ليتم ضخ أعمال جديدة على مدار العام. ■ ما السبب فى دخولك عالم الإنتاج؟ ولماذا لم تقومى بإنتاج أعمال لنفسك؟ - أولا أنا لم أقدم عملا أو قمت بالمشاركة به كممثلة سوى «مسافر»، و بشكل عام أنا شركتى مقرها بدبى وتنتج أعمالا للأردن بشكل خاص، بينما أتخصص كممثلة فى مصر، وجاءت لى الفكرة عن رغبتى فى تقديم أعمال للسوق أتحمس لها وأريد أن أكون جزءًا من صناعها. كما أننى لدى طموح للعمل فى كل مجالات الفن فأنا أعشق مهنتى بكل تفاصيلها، ولدى رغبة قوية حاليا لأخوض مجال الإخراج أيضا.
صبا مبارك مع المحررة ■ لماذا ابتعدتى عن السينما المصرية؟ - عرض على العديد من الأعمال ولكنها لم تكن مناسبة لى ولن تضيف لى الجديد، فبالنسبة لى السينما مختلفة عن أى شىء يجب أن أقدم بها عملًا يكون بالفعل جيدًا ويجذبنى وله قصة مهمة. ■ هل توجد هناك خطوط حمراء فى قبولك للأدوار؟ - كل شىء له ظرفه ونوعه، ولو كنت تتحدث عن العرى مثلا فأنا سيدة عربية أولا وأخيرا ولى حدودى، ومع ذلك أنا أحترم كل الحريات فلا أحكم على أحد ولا أجبره على شىء، فهذا الأمر نسبى وصعب وشائك فأنا لدى حدودى التى أحافظ عليها، وبالمناسبة انا ضد ما يسمى بالسينما النظيفة وغيرها من المسميات، فالفن هو الفن بكل أشكاله. ■ شاركت مؤخرا بلجنة تحكيم بمهرجانى الايمى ومالمو الإسبانى، حدثينا عن تجربتك؟ - بالنسبة لمسابقة الايمى فهذه ليست المرة الأولى لى حيث شاركت بها العام الماضى وهى تعتبر من أهم الجوائز فى الدراما العالمية، وبالنسبة لمهرجان مالمو فهو من المهرجانات العريقة جدا بأوروبا ويدعم السينما العربية بأوروبا، وعندما تم عرض برنامج الأفلام على تحمست جدا لهذه الدورة التى شرفت بالمشاركة بها. ■ ماذا تضيف عضوية لجان التحكيم للفنان؟ - تضيف الكثير من الخبرات والإطلاع على الرؤى المختلفة، بالإضافة إلى أنها تحمل على عاتقك مسئولية التحكيم وعدم ظلم الأفلام وإبراز مدى نجاح الأعمال من خلال الجوائز التى يحصل عليها. ■ ماذا عن مهرجان الأردن السينمائى؟ - لا أستطيع الكشف عن العديد من التفاصيل لأنه غير مسموح لى بذلك ولكنى متحمسة جدا لرؤية أول مهرجان سينمائى دولى ببلدى، فاخيرا سيكون لدينا مهرجان يقدم سينمائيين عرض وعاملين وأردنيين أيضا من على أرض عمان. ولم يتم تحديد موعد نهائى له لكنه سيكون vفى 2018. ■ ماذا عن جديدك؟ - مازلت فى مرحلة القراءة وأنا بطيئة بخطواتى لأنى أرغب فى دراسة كل خطوة أقدم عليها، وأبحث دائما عن التغيير وأبتعد عن النمطية فلا أحب أن يتم حبسى فى دور معين حتى ولو قدمته بشكل جيد، بل فى كل عمل أسعى للبحث عن الجديد لذلك أنا كثيرة الاعتذار، فأنا لدى طموح أنى أكمل عملى بالفن بدلا من أكون مجرد ظاهرة وتنتهى.