التراويح جمع ترويحة - وهي المرة الواحدة من الراحة - وسميت بذلك لأنهم كانوا أول ما اجتمعوا عليها يستريحون بين كل تسليمتين، كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله - أو بعد كل أربع ركعات - وتعرف كذلك بقيام رمضان. قيل إنها سنة وقيل فرض كفاية، ولم يداوم النبي (صلي الله عليه وسلم) علي فعلها خشية أن تفرض علي الأمة وقد لا تستطيعها. وفضلها عظيم فعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: "سمعت رسول الله (صلي الله عليه وسلم) يقول: "لرمضان من قامه إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه".، وفي رواية في الصحيح كذلك عنه: "من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه". وصلاة التراويح هي صلاة قيام الليل في رمضان.. وهي وإن اختصت بشهر رمضان، فإنها داخلة في عموم قيام الليل. ووقتها من بعد صلاة العشاء إلي طلوع الفجر، وصلاتها في آخر الليل أفضل من فعلها في أوله لمن تيسر لهم، واتفقوا عليه، لقول عمر (رضي الله عنهما): "والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون. وعدد ركعاتها إحدي عشرة ركعة، وهو ما واظب عليه (صلي الله عليه وسلم)، كما صح عن عائشة رضي الله عنها وقد سئلت: كيف كانت صلاته (صلي الله عليه وسلم) في رمضان؟ فقالت: ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره عن إحدي عشرة ركعة، يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثاً". وإن كان الأمر فيه سعة.. وروت أعداد كثيرة لعدد ركعاتها تصل إلي إحدي وأربعين ركعة، وكلها -ما عدا- الإحدي عشرة، أُثرت عن الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين، وأنهم إذا أطالوا القراءة قللوا عدد الركعات وإذا أخفوا القراءة زادوا في عدد الركعات. والأفضل أن تكون صلاة التراويح إحدي عشرة ركعة مع إطالة القراءة، ومن صلي بأكثر من ذلك فلا حرج عليه، وهو مأجور. ويقول احمد سليمان المدير التنفيذي لرابطة الجامعات الإسلامية أن صلاة التراويح سنة لقول رسول الله (صلي الله عليه وسلم): "إن الله فرض عليكم صيام رمضان، وسننت لكم قيامه". وأداؤها جماعة سنة، لما ورد أن رسول الله (صلي الله عليه وسلم) أمَّ المسلمين في أوائل رمضان، وفي العشر الأواخر منه، عدة مرات. أما في توحيد صلاة التراويح، وجمع الناس فيها علي إمام واحد: فعن عروة بن الزبير رحمه الله أن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أخبرته، أن رسول الله (صلي الله عليه وسلم) خرج مرة في جوف الليل فصلي في المسجد فصلي رجال بصلاته، فأصبح الناس يتحدثون بذلك، فاجتمع أكثر منهم، فخرج في الليلة الثانية، فصلي فصلوا بصلاته، وأصبح الناس يتحدثون بذلك، وكثر أهل المسجد في الليلة الثالثة حتي ضاق بهم المسجد، فلما كانت الليلة الرابعة لم يخرج إليهم رسول الله (صلي الله عليه وسلم) حتي خرج لصلاة الفجر، فلما قضي الصلاة أقبل علي الناس بوجهه ثم تشهد وقال: "أما بعد فإنه لم يخْفَ علي شأنكم الليلة، لكني خشيت أن تفرض عليكم، فتعجزوا عنها" فكان رسول الله (صلي الله عليه وسلم) يرغبهم في قيام رمضان من غير أن يوجبه عليهم ويقول: "من قام رمضان إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه ". وتوفي رسول الله (صلي الله عليه وسلم) والأمر علي هذا. ثم كان الأمر علي ذلك في خلافة أبي بكر الصديق، وصدراً من خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنهما. ثم إن عمر (رضي الله عنه) خرج ليلة من رمضان فطاف في المسجد، وأهل المسجد جماعات ومتفرقون، يصلي الرجل لنفسه، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط، فقال عمر: والله إني لأظن لو جمعنا هؤلاء علي قارئ واحد لكان أمثل، ثم عزم علي أن يجمعهم علي قارئ واحد، فأمر أبي بن كعب أن يقوم بهم في رمضان، فخرج والناس يصلون بصلاة قارئهم فأعجبه ما رأي وقال: نعمت البدعة هذه. ثم جعل سيدنا عمر بعد ذلك لصلاة التراويح إمامين، يقومان في الليلة الواحدة بالتناوب، يبتدئ الثاني حيث ينتهي الأول، وذلك رفقاً بالإمام، وترويحاً للمأمومين، وتنشيطاً لهم. وبعد ذلك كان عمر إذا دخل شهر رمضان، صلي المغرب، ثم تشهّد بخطبة خفيفة، ثم قال: فإن هذا الشهر، شهر كتب الله عليكم صيامه، ولم يكتب عليكم قيامه، من استطاع منكم أن يقوم فإنه من نوافل الخير. وهكذا، فإن توحيد صلاة التراويح بإمام واحد هي من سنن عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)، وقد حثنا رسول الله (صلي الله عليه وسلم) علي التمسك بسنة الخلفاء الراشدين والتزامها، فقال: " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ". كما جاء في موقع مركز بحوث ودراسات المدينةالمنورة. وبعد فإن إقامة هذه الشعيرة تعد من أعظم القربات التي يتقرب بها العبد المسلم إلي ربه وخالقه.. فعن عروة بن الزبير أن عمر (رضي الله عنهم جميعا) جمع الناس علي قيام شهر رمضان، الرجال علي أبي بن كعب، والنساء علي سليمان بن أبي حثمة.