خادم الحرمين فى زيارة تاريخية لموسكو

تحظى زيارة العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، إلى موسكو اهتماما عالميا، لما تحمله من أهمية على مختلف الأصعدة، السياسية والاقتصادية والإقليمية.
وتعد الزيارة الرسمية، المقرر بدئها غدًا الخميس، هى الأولى لملك سعودى إلى موسكو، فى ظل تحالف استراتيجى متنامٍ بين الدولتين، يجرى العمل على تأسيسه لاحتواء الأزمات فى المنطقة، وتحديدًا فى الملفات التى تتداخل فيها الدولتين (فى مقدمتها الأزمة السورية)، كما أن الأزمة القطرية ستكون حاضرة على رأس مباحثات سلمان - بوتين، خصوصا أن السعودية ترى أن موسكو لم تتخذ موقفًا حازمًا تجاه السياسة القطرية الداعمة للمنظمات الإرهابية، بل التزمت الحياد فى أزمة مقاطعة «الدوحة»، رغم الخلاف الروسى القطرى على سوق تصدير الغاز الطبيعي.
وتسعى السعودية إلى تعزيز العلاقات السياسية مع الجانب الروسي، على أساس المصالح المشتركة بين البلدين، ولإعادة التوازن فى سوق النفط العالمية، خصوصًا أن السعودية أكبر منتج للنفط فى أوبك، وروسيا تتزعم المنتجين من خارج المنظمة. فمن المتوقع أن تحدث الزيارة تأثيرا فى مختلف القضايا التى تمر بها المنطقة، مثل الحرب فى اليمن، وإعادة الهدوء إلى سوريا، وحسم قضية التدخل الإيرانى فى المنطقة.
وكان ولى العهد، الأمير محمد بن سلمان، قد زار موسكو فى مايو الماضي، والتقى الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، وبحث معه العديد من الملفات؛ فى محاولة من السعودية الحليف التقليدى للولايات المتحدة الأمريكية إلى نسج علاقات أكثر توازنا مع روسيا، بالتزامن مع الانسحاب الأمريكى من المنطقة، وتعاظم الدور الروسى الذى بدا أكثر تأثيرا فى القضايا التى تمر بها المنطقة.
ومن المتوقع ان يتم الاعلان خلال الزيارة عن تدشين صندوق بمليار دولار للاستثمار فى مشروعات للطاقة، حيث تسعى الدولتان إلى تعزيز سوق النفط العالمية التى مرت بظروف استثنائية خلال السنوات الثلاث الماضية، من خلال خفض إنتاج النفط بمقدار 1.8 مليون برميل يوميا، فى مسعى لدعم أسعار البترول التى انخفضت بشكل حاد، مما اثر على اقتصادات الدول المنتجة للنفط، وفى مقدمتها السعودية التى يمثل البترول نسبة 90٪ من صادراتها.