فى الحلقة الخامسة من مذكرات فلول للإعلامى تامر عبد المنعم يتحدث خلالها عن الفرق بين معايشة أحداث يناير فى المعادى عنها فى المنيل والفرق فى التعامل مع تلك الفترة، فضلًا عن تغيرات كبيرة فى المشهد السياسى وإلى نص الحلقة: المنيل عند حمايا السابق جد البنات كان وضعه مختلف فأبناء المنيل يختلفوا تمامًا عن أبناء المعادى فأولا عددهم أكبر بكتير وتواجدهم بلجانهم الشعبية كان مكثف ومالوش أول من آخر ده غير إن نوعية الشاب من دول فى المنيل مختلف خالص عن الشاب بتاع المعادى فالمنيلاوى أصيع بكتير وبنيانه أقوى وأشرس وقلبه أجرأ والمعدات اللى شايلها ربنا ما يوريك لا تقولى عصاية بيسبول ولا بندقية رش ولا شومة والكلام ده خالص.. أقل حاجة شفتها سنجة فى حجم السيف صداها تشمه من أول الشارع يعنى لو عوَّر بيه حد مالوش حل غير البتر!! طبعًا ده إدانى الفرصة إنى أنام وأحط فى بطنى بطيخة صيفى فتأمين المنيل أظن إنه ما يقلش عن تأمين بيت الريس مبارك نفسه. صحيت الضهرية وكان التعديل الوزارى بتاع حكومة الفريق أحمد شفيق اللى فجأة بقى اسمه الدكتور أحمد شفيق مش عارف ليه بس مش مهم!! المهم إن من ضمن الوزراء اللى حلفوا اليمين الدكتور سمير... - الدكتور سمير بتاع الترينج؟! - أيوه يا بيه هو بشحمه ولحمه. - بقى وزير إيه؟! - المالية... وزير المالية الدكتور سمير رضوان جارى... - حلو يعنى ربنا بعتلك حراسة تحت البيت فى المعادى من حيث لا تدرى... - والله فرحت له جدًا لأنه راجل مهذب وفرحت أكثر إنى اكتشفت أخيرًا إنه مش دكتور بشرى زى ما كنت فاكر طول السنين اللى فاتت!! اللواء عمر سليمان كمان بقى نائب لرئيس الجمهورية وعلى طول اجتمع مع مجموعات وممثلين أحزاب وائتلافات وعالم عليا النعمة نصها ما حلمش يقابل مأمور قسم المطرية بس نقول إيه بقى فورة؟! - يومها ظهرت أغنية قيل بعد كده إنها كانت ممنوعة. - أغنية إيه دى؟! - إزاى بتاعة محمد منير. - أيوه صح ده ما فيش قناة ما كانتش بتذيعها. - وبدأت بقى سلسلة أخبار القبض على أحمد عز وحبيب العادلى وماجد الشربينى بقى أمن التنظيم وشالوا صفوت بيه وحطوا حسام بدراوى اللى نزل بعد كام يوم التحرير وقطع كارنيهه ومع ذلك وبالرغم من نجاح الفورة إلا أنه ما خدش حاجة؟! - فى وسط كل الهيصة والمتغيرات دى دخلت عليا أم العيال قالتلى: أنا فى مصيبة.. - قلبى كان هيقف: فيه إيه؟! - نسيت غيارات البنات. - قصدك الفانلات والأندرات؟! - أيوه. - وهى دى مصيبة؟! حرام عليكى يا شيخة إنتى هتجبيلى ذبحة فى مرة من المرات. - اتصرف. - أعمل إيه يعنى. - روح البيت فى المعادى هاتلهم وتعالى. - الساعة أربعة يا أم العيال... الحظر بدأ وبعدين أنا جعان وما اتغدتش. - بعين حمرا: هحضرلك الغدا تاكل وتنزل تجيب الحاجة. مشيت من قدامى وسابتنى قدام التليفزيون وما فيش أقل من خمس دقايق لقيتها راجعة بالأكل وحطته قدامى. كلت وشربت واستحميت ولبست ونزلت وركبت على كرسى القيادة وكان معايا. - أيمن شيكو. - مين اللى قالك؟! - هو فيه غيره؟! خدنا بعضنا وطلعنا على المعادى وكالعادة عدينا على كماين جيش وخرجت لهم طبعًا كارنيه المركز الصحفى وعدينا على لجنة شعبية ورفعنا مساحات وسلمنا على ناس وشوارع شالتنا وشوارع حطتنا ووصلنا مدخل المعادى وكله ماشى سكينة فى جاتوه لحد ما نزلنا من الكوبرى اللى بيودى على قسم المعادى. - إيه اللى حصل. - لقينا دبابتين قافلين الطريق وقصادهم قوة من الجيش برئاسة عميد شكله صارم وله هيبة بالصراحة.. قاللى بمنتهى الذوق إنه استحالة يشيل الدبابة عشان خاطرى فالحل إنى أنزل أتمشى أروح أجيب الحاجة وأرجع للعربية تانى فواققت بس سبت أيمن.. ووصلت عند العمارة تقريبا بعد خمس ست دقايق ولقيت كل الجيران وفى وسطهم الدكتور سمير رضوان وحراسته بيرحبوا بيا وفى اللحظة دى سمعنا صوت باب فيلا يسرى بيتفتح وخرج يسرى مبتسما كالعادة ووراه أحمد ابنه برضه مبتسم وحماده السواق شايل الترابيزة والكراسى البلاستيك ومبتسم.. كل اللى واقفين التفتوا ليسرى اللى بمجرد إنه شاف الدكتور سمير فتح دراعاته وابتسامته وسعت وبصوته الجهورى رحب بيه: حبيب قلبى يا معالى الوزير! طبعا كلنا ما عدا الحراسة وقعنا من الضحك واضطريت أسيبهم وأطلع قوام قوام أجيب شنطة الغيارات وأول ما نزلت لقيت حاجة غريبة أوي. - إيه لقيت إيه؟! - الواد أيمن شيكو والعربية. - تحت البيت؟! إزاي؟ طلع الواد أيمن كان بيخدم فى سلاح المدرعات والعميد اللى كان واقف عند منزل الكوبرى ده كان القائد بتاعه وعرفه وسابه نخش بالعربية بعد ما وسعله الطريق على أد العربية بالمدرعات.. تصور! - كويس أهو وَّفر عليك إنك تمشى شايل الغيارات لحد العربية. - ياريته ما وَّفر ولا هبب. - إشمعنى؟! سلمت على جيرانهم كلهم وركبت العربية على كرسى القيادة وأيمن ركب جنبى واتحركنا على المنيل وفى نفس مكان المدرعات قصاد قسم الشرطة وقفنا كمين جيش.. سبحان الله قصاد قسم الشرطة ويوقفك كمين جيش له فى ذلك حكم (بعد مصمصة شفايف) مصمصت أنا كمان شفايفى وفضلت ساكت. - مالك يا بنى مبلم ليه كده؟! ما تكمل. - هكمل يا باشا بس ممكن بعد ميه وسيجارة؟! فى قرف: لأ تكمل الأول وبعدين تولع السيجارة. - فتشوا العربية وفتشونى أنا وأيمن تفتيش ذاتي. - الله! ما طلعتش الكارنيه ليه؟! - طلعتوا والضابط كان عارفنى وسلم عليا وقاللى إنه شاف فيلم المشخصاتى وبيحبه أوى وطلب منى كمان أقلد له وردة الجزائرية! ومع ذلك فتشنى تصور؟! - أتصور ما أتصورش ليه! ما البلد فى حالة طوارئ. - هو ده اللى حسيته فى لحظتها.. البلد فى طوارئ بجد وواضح إن الموضوع ما فيهوش هزار المهم مشى هطول عليك الضابط لقى معايا مسدسى الشخصى وكورباج. - إنت مش مرخص سلاح بتقول؟! - مرخص سلاح بس مش مرخص كورباج! - عمل إيه فيك؟! - أخد الكورباج وساب لى المسدس بعد ما شاف الرخصة وقالى البلد مش حمل أسلحة بيضا. - المرة دى عدت. - مع إن الكورباج كان بنى مش أبيض بس تمام اللى تشوفه سعادتك! خدت ديلى فى سنانى ورجعت على المنيل مع شيكو وطقت فى دماغى فكرة بس عليا الطلاق ما قايلها قبل ما أشرب سيجارتي. - فى نظرة وعيد سمح لى بالتدخين بإشارة دون أن ينطق. أول مرة أشوف بلد بحالها بتتخطف! - ما كدبش عليك حسيت إن فيه ناس احتكرتنا. - احتقرتنا إزاى يعني؟! - بضحكة أحمد زكى: لأ مش احتقرتنا بقولك احتكرتنا. - ليه يا بنى هو إحنا سلع تموينية! - للأسف إتعاملوا معانا كلنا بالمنطق ده.. خمسين ستين واحد خطفوا البلد كلها وبقوا يتكلموا باسمنا ويحركونا زى ما هم عاوزين. - تقصد مين بالخمسين ستين واحد دول؟! (فى خبث ودهاء) - حمدين على أيمن نور على إبراهيم عيسى على البرادعى اللى شبه عم شكشك على البلتاجى والكتاتنى والمرشد والأسوانى وحمزة وأبو الفتوح وإسحاق وقنديل وحمزاوى أبو حظاظة وعمرو واخد وأبو النجا استغفر الله العظيم أشكال عجيبة طلعت على السطح من أنهى داهية مش عارف والغريبة إن الناس كانت مصدقاهم وشايفينهم فى منتهى الوطنية. - إنت ما صدقتهمش؟! ضحكت بصوت مرتفع فنظر لى فى ذهول كررت الضحكة مرة واثنين وثلاثة الذى جعله هو الآخر يضحك تدريجيا (على طريقة فيلم الزوجة 13 حينما ضحك رشدى أباظة ثم عبد المنعم إبراهيم ومن بعدهما حسن فايق) - بمجرد إنى رأيته يضحك توقفت على الفور عن الضحك: - إنت بتضحك على إيه! فى إحراج: عليك. - أنا يا باشا من أول يوم هارش العالم دى ومش ذنبى إن ما حدش صدقني.. أقولك على حاجة غريبة أوى؟! - قول. - الأيام أثبتت إن كل اللى مبارك كان محجمه كان مش مضبوط. - تصدق فعلا! - أديك إنت بنفسك اعترفت أهو (فى فرحة) متوترا: اعترفت؟! اعترفت بإيه؟! بقولك إيه قوللى على الفكرة اللى طقت فى دماغك وبلاش الحركات دى معايا. - ما أنا بقول أهو يا باشا حسيت إن فيه كام واحد عاوزين يمشونا على مزاجهم لتنفيذ مخطط ما إيه هو؟! الله أعلم. قلت مبدهاش إحنا لازم نكون رجالة ونقف وقفة رجالة ونصنع وجهة نظر مختلفة يمكن الناس تتحرك وتغير موقفها السلبى اللى هيودينا فى داهية. فى اهتمام يخرج قلما ويدون: ها وعملت إيه؟! - بدأت أكتب على الفيس بوك وقررت إنى أنزل مصطفى محمود وأكلم الناس أنزلها معايا منهم اللى استجاب ومنهم اللى خاف ومنهم اللى قلب عليا. نزلت بعد خطاب مبارك الثانى والمشهور إعلاميا بالخطاب العاطفى والله والله والله كنت بطولى أنا وشيكو وعمرو الدبة فى ميدان مصطفى محمود. - مين عمرو الدبة ده؟! - ده كان معايا فى المدرسة وحبيبى ومن الناس اللى نزلت ضد مبارك يوم 25 ويوم 28 يناير. - وده إيه اللى نزلوا معاك ده؟! إنت هتستعمانى يا هرم؟! - عرف غلطته وحب يكفر عن ذنبه وأقولك على حاجة كمان. - قول. - طلب منى أعمله مداخلة فى التليفزيون المصرى عشان يعتذر للرئيس. - وعملت إيه؟! - أومااال واعتذر وساعتها الخمسين ستين واحد أشاعوا إن اللى بيعمل المداخلات دى بتوع أمن الدولة! المهم نزلنا ولقيت المحامى المعروف محمد حموده واقف جنبى وشوية ونزل نقيب الممثلين أشرف زكى وسهام جلال وزينة وشوية ولقيت المستشار مرتضى منصور وهى ساعة زمن وميدان مصطفى محمود ده بقى اد التحرير ويمكن أكتر لكن للأسف مفيش قناة توحد ربنا عرفت تنقله الظاهر الخمسين ستين واحد إياهم كانوا مسيطرين على القنوات كمان مش على عقول الشباب الثوار الأحرار اللى هيكملوا المشوار وبس! - كمل يا تامر. - أعمل إيه يا باشا ما إنت عارف الباقي. - باقى إيه؟! - المظاهرات التأييدية نجحت وروحت نمت وصحيت على موقعة الجمل! - صمت تام. - أكمل؟! - ها؟! - بقولك أكمل؟! - لا أنا بقول تشرب سيجارة! - ضحكت وأخرجت سيجارتى وميلت عليه.. تسمح تولع لي؟! (إستيفان روستى ستايل). - لقطة مكبرة لولاعة المحقق تشعل سيجارتى.