يبدو أن محور الشر فى منطقة الشرق الأوسط «ايرانوتركيا» قد تلاقت مصالحهم فتناسوا عداءهم التاريخى الذى استمر لسنوات طويلة، بعد صراع قد يكون هو الأطول فى تاريخ الشرق الأوسط حول الأراضى والنفوذ؛ ومؤخرا قرروا توسيع نفوذهم فى دول المنطقة، وظهر ذلك فى الاتفاق «المبدئى» على عقد صفقة بين أنقرة وطهران برعاية موسكو تتضمن مقايضة وجود عسكرى فى إدلب، مقابل سيطرة إيرانية على جنوب العاصمة دمشق وتوسيع منطقة السيدة زينب، مما يعنى توفير كتلة تأثير دائم على القرار السياسى فى دمشق. وفى منتصف أغسطس الماضى، سافر وفد رفيع من القادة العسكريين الإيرانيين إلى أنقرة حيث تم توقيع معاهدة استراتيجية جديدة بين البلدين؛ بهدف «تعزيز التعاون العسكرى» ضد تنظيم داعش الإرهابى الذى تحاربه الدولتان فى سوريا؛ ولكن فى الواقع يتمحور الاتفاق حول قضية مختلفة تماما «استقلال الأكراد». فخلال السنوات الثلاث الماضية، أثبتت قوات البيشمركة أنها من أكثر القوات فاعلية فى الحرب ضد داعش، ونالوا دعما من الولاياتالمتحدة والقوى الأخرى؛ مما تولد لدى الأكراد شعور بتعاظم إمكاناتهم السياسية. وهذا سيخلق مشكلة لتركياوإيران، إذ إن لدى كل منهما أقلية كردية حيث يشكل الأكراد فى تركيا حوالى خمس تعداد السكان، وأكثر من 10% فى إيران؛ ولذا يبدو قلق أنقرة وطهران من أن يثير توجه أكراد العراق نحو تقرير المصير زخما مماثلا بين الأكراد فى كلا البلدين. هذه المخاوف قادت البلدين إلى مضاعفة جهودهما فى قمع أى طموحات كردية محتملة على أراضيهما؛ حيث قامت حكومة الرئيس التركى أردوغان بتشديد القيود المشددة أصلا على أى نشاط يعبر عن ثقافة الأكراد وتقاليدهم، لاستئصال المعارضة السياسية. وتفعل إيران الشيء ذاته تقريبا، وبحسب تقرير للخارجية الأمريكية، أن أكراد إيران يواجهون على نحو روتينى، قمعا من القضاء وأجهزة الأمن، وقتل خارج إطار القانون والاعتقال التعسفى والتعذيب فى أماكن الاحتجاز.