أبدت الصحف العالمية اهتمامًا غير عادي بمحاكمة مبارك ونجليه ووصفتها صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية ب«اللحظة الحاسمة» في تاريخ الشعب المصري الذي يري الرئيس المخلوع في قفص الاتهام بعد 30 عامًا نصب نفسه فيها إلهًا علي الشعب. أما صحيفة «جارديان» البريطانية فكتبت أن الفرعون المصري الذي خلع عن العرش لم يكن ليغادر طوعًا وإنما غادر بالقوة وسط الدماء والنار، وكتب مراسلها جاك شنيكر، الذي تم اعتقاله يوم جمعة الغضب مع عدد من الصحفيين الذين كانوا يغطون أحداث الثورة إن الحكم بالإعدام ليس كافيًا لإخماد الغضب الشعبي، فالحكم بالإعدام ناتج عن محاكمة مبارك علي جريمة ارتكبها خلال 18 يومًا هي مدة الثورة فقط في حين أنه ينبغي محاكمته عن الثلاثين عامًا التي حكم فيهم البلاد بالحديد والنار. أما صحيفة «إندبندنت» فقد رصدت الحدث باعتباره أول محاكمة لديكتاتور عربي خلعه شعبه في خضم ثورات الربيع العربي.. وتساءلت عن مصير القذافي وعلي عبدالله صالح وبشار الأسد، مشيرة إلي أن المحاكمة التاريخية بمثابة كابوس مخيف لهم. وعرضت «ديلي تليجراف» البريطانية مع تغطيتها عددًا من تعليقات «تويتر» علي المحاكمة، كان أبرزها تعليقًا لإحدي الفتيات تقول فيه إن مبارك يعبث بأنفه علي الهواء مباشرة، وتلك «جريمة» في حد ذاتها يجب أن يعاقب عليها. وفي صحيفة«إندبندنت» كتب روبرت فيسك عن محاكمة مبارك أن الجميع كان يساوره الشك في ظهور مبارك في القفص وأن ظهوره بغاية الأهمية إلا أن الأهم هو استكمال مشوار الإصلاح بعد الثورة وأطلق فيسك علي مبارك اسم «ملك البطيخ» في إشارة إلي اللقب الذي تم اطلاقه علي الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عام 1982 عندما حذر ضابطًا إسرائيليًا من أن الفلسطينيين يضعون المتفجرات داخل البطيخ. ويقول فيسك إن القضبان جديدة بحيث يمكنك أن تشم رائحة الطلاء الجديد التي تختلط برائحة أرواح الضحايا الذين سقطوا بينما كان «ملك البطيخ» يحاول جاهدًا التشبث بالسلطة. وفي النهاية يكتب فيسك أن الناس المفجوعة تنتظر الأمر بفارغ الصبر علي الإفطار، فمنظر الرئيس السابق داخل القفص قد يذكرهم بأنه كانت هناك ثورة.. لكن هناك أمورًا أهم يجب أن تتم.