أخذت الأزمة مع قطر منحى تصاعديا جديدا ينبئ عن اقتراب مرحلة الحسم، رغم الهدوء الذى ساد اجتماع وزراء خارجية الدول الداعية لمكافحة الارهاب أمس الأول فى القاهرة، والذى أضفى عزما وتصميما على المضى قدما فى القضاء على الارهاب الذى تقوده وتتزعمه إمارة الارهاب، وإنهاء الأزمة قبل بداية موسم الحج. الخيارات باتت مفتوحة، والسيناريوهات صعبة، والحسم العسكرى مطروحا بقوة، والدوحة تدرك ذلك، خصوصا بعد حالة التوحد الدولى بضرورة القضاء على الإرهاب. وعلمت «روزاليوسف» أن «تنظيم الحمدين» يفكر بشكل جدى فى عزل «أمير الفتنة» وإسناد شئون الإمارة إلى شقيقه عبد الله بن حمد آل ثانى نائب أمير إمارة الإرهاب، المولود فى العام 1988، وهو النجل السابع للأمير حمد بن خليفة أمير دولة قطر السابق من زوجته الثالثة الشيخة نورة بنت خالد حمد عبد الله آل ثانى، إلا أن الشيخة موزة بنت حمد المسند، والدة تميم تعترض وبشدة على عزل ابنها. فى حال إتمام ذلك الإجراء فلن يرضى الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، لقناعتها بأن الأمير الأب هو الحاكم الفعلى لقطر، وهو الذى يدير سياساتها منطلقًا من عقيدته وأيديولوجيته الإرهابية. العالم يفكر الآن فى مرحلة ما بعد حكم آل ثانى، فالأزمة الحالية ستطيح حتما بدعاة وداعمى وممولى الإرهاب، ليس فى الدوحة فحسب، بل قد يصل الأمر إلى تركيا، بعدما أفصحت فى العلن أنها حليفة قوية لقطر، فتركيا أصبحت الهدف الثانى أمام الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، حيث توجد قناعة كاملة لدى الرباعى العربى والدول الكبرى الفاعلة أن تميم و«الحمدين» وأردوغان هم دعاة وممولو الإرهاب فى العالم. الكرة بكل أبعادها، وكامل استدارتها فى الملعب القطري، قطر تنحدر بسرعة فائقة الى الهاوية، الحكم فى الدوحة غير قادر على استيعاب حجم المأزق الراهن، وليس لديه الوعى الكافى الذى يؤهله للتعامل مع الأزمة الراهنة التى أوشكت أن تعصف بحكم آل ثانى الذى اعتمد على الارهاب والمال والخيانة والدم،هذه كانت أدوات تنظيم الحمدين ( الشيخ حمد بن خليفة أمير قطر السابق ورئيس وزرائه ووزير خارجيته السابق حمد بن جبر آل ثاني) فى الحكم لما يقرب من ربع قرن. الدول الداعية لمكافحة الارهاب عازمة على إنهاء تنظيم الحمدين مؤسسى دولة الارهاب والاخوان فى الخليج، وتبنت فى ذلك استراتيجية محددة الامد تكتمل بنهاية العام الجارى على الاكثر للقضاء على هذا التنظيم الماسونى الذى أنفق المليارات وسفك الدماء فى سيناء والقطيف وليبيا والبحرين، والذى عاد الى الواجهة من جديد ليدير الازمة التى صنعها، وهو الذى كان يعتقد أن ابتعاده الصورى عن سدة الحكم فى قطر قد يعصمه من المحاكمة و يعفيه من تهم الاجرام والارهاب التى ستلاحقهما، وهذا هو الذى التساؤل الذى ساقه المستشار الاعلامى بالديوان الملكى السعودي، سعود القحطاني، هل ظنّ «تنظيم الحمدين» أن الدماء التى سفكت فى العوامية وليبيا وسيناء والبحرين وغيرهم ستذهب سدى؟ ألم يفكرا بيوم كشف حساب؟ ، مضيفًا «ما تم كشفه فى المؤتمر الصحفى الليبى مؤخرًا عن دور تنظيم الحمدين فى سفك دماء الشعب الليبى ليس إلا غيضًا من فيض لافتا ان مشكلة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب هى مع تنظيم الحمدين، وليست مع الشعب القطرى الشقيق إطلاقًا. تنظيم الحمدين الذى حدد أهدافه منذ استيلائه على حكم قطر عام 1995 ووضع استراتيجيته الشاملة بالتعاون مع كل من تنظيم الاخوان الارهابي، وتنظيم الولى الفقيه فى ايران، ونجح فى اقناع امريكا أوباما بأن خيارها الأفضل فى المنطقة هو فى الاعتماد على الإخوان فهم براجماتيون وسيخدمون المصالح الأمريكية أفضل من الأنظمة القائمة «على حد قول حمد بن جبر» وبالفعل اتفق الحمدين مع الاخوان على اسقاط مصر اولا ثم السعودية ثانيا للسيطرة على بلاد الحرمين، لكن تكسرت اهدافهم وخابت مساعيهم فى 30 يونيو حينما هب الشعب المصرى وانحاز له جيش مصر العظيم الذى نجح فى القضاء علي استراتيجية الشر وإسقاط دولة الإخوان.