جامعة قناة السويس تواصل تمكين طلابها.. الملتقى التوظيفي السادس ب"السياحة والفنادق" يجمع كبرى المؤسسات    ليلة في حب وردة وبليغ حمدي.. «الأوبرا» تحتفي بروائع زمن الفن الجميل    بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من مسجد الشهيد بالقليوبية    العملة الخضراء الآن.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الجمعة 30 مايو بعد آخر انخفاض    وزير المالية: نعمل على خفض زمن وتكلفة الإفراج الجمركى لتقليل أعباء الإنتاج    كأس العالم للأندية.. ريال مدريد يعلن رسميا ضم أرنولد قادما من ليفربول    «حماس»: المقترح الأمريكي الذي وافقت عليه إسرائيل لا يستجيب لمطالبنا    طهران: تقرير الاستخبارات النمساوية المشكك في سلمية برنامجنا النووي كاذب    أول تعليق من أسامة نبيه بعد قرعة كأس العالم للشباب    موعد نتيجة الصف الأول الثانوي 2025 الترم الثاني محافظة المنوفية    ضبط 9 عناصر إجرامية بحوزتهم 33 كيلو مخدرات ب«أسوان ودمياط»    أجرت مقابلة تلفزيونية بعد يومين من الولادة.. ريا أبي راشد تتحدث عن زواجها والأمومة (فيديو)    ديو "إهدى حبة" يتصدر التريند.. ديانا حداد والدوزي يشعلان الصيف    نائب وزير الصحة يتفقد عددا من المنشآت الصحية فى البحر الأحمر    رئيس هيئة الاعتماد والرقابة الصحية يستقبل وفد اتحاد المستشفيات العربية    فتح باب القبول بالدراسات العليا في جميع الجامعات الحكومية لضباط القوات المسلحة    الجامعات الخاصة والأهلية تفتح باب التقديم المبكر للعام الدراسي الجديد.. قائمة بالمؤسسات المعتمدة.. ووزير التعليم العالي يوجه بسرعة إعلان نتائج الامتحانات    جيش الاحتلال يعلن انضمام لواء كفير إلى الفرقة 36 للقتال في خان يونس    أفضل دعاء في العشر الأوائل من ذي الحجة للمغفرة مكتوب (ردده الآن كثيرًا)    سعر الخضار والفاكهة اليوم الجمعة 30 مايو 2025 فى المنوفية.. الطماطم 12جنيه    نقابة المهندسين تبدأ فى تسفير أفواج الحجاج إلى الأراضي المقدسة    ريا أبي راشد: أجريت مقابلة تلفزيونية مع مات ديمون بعد ولادة ابنتي بيومين فقط    ذكرى رحيل "سمراء النيل" مديحة يسري.. وجه السينما المبتسم الذي لا يُنسى    ماسك يكشف عن خلاف مع إدارة ترامب    تكبير ودعاء وصدقة.. كيف ترفع أجرك في أيام ذي الحجة؟    رئيس التنظيم والإدارة يستعرض التجربة المصرية في تطبيق معايير الحوكمة    إمام عاشور يحسم الجدل: باقٍ مع الأهلي ولا أفكر في الرحيل    حملة للتبرع بالدم بمديرية أمن البحر الأحمر    بري يرفض الاحتكاكات بين بعض اللبنانيين في جنوب البلاد واليونيفيل ويدعو لمعالجة الوضع بحكمة    ملاكي دخلت في موتوسيكل.. كواليس مصرع شخص وإصابة 3 آخرين بحادث تصادم بالحوامدية    رئيسة القومي للمرأة تلتقي الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف    "الشربيني": بدء إرسال رسائل نصية SMS للمتقدمين ب"سكن لكل المصريين 5" بنتيجة ترتيب الأولويات    وزيرا الاتصالات والتنمية المحلية يشهدان توقيع اتفاق لتوفير الأجهزة التكنولوجية لمجمعات حياة كريمة    غدا.. وزير الصناعة والنقل يلتقي مستثمري البحيرة لبحث التحديات الصناعية    القومي للبحوث يرسل قافلة طبية إلى قرية دمهوج -مركز قويسنا- محافظة المنوفية    المضارون من الإيجار القديم: مد العقود لأكثر من 5 سنوات ظلم للملاك واستمرار لمعاناتهم بعد 70 عامًا    زلزال بقوة 4.8 ريختر درجة يضرب إقليم ألباي في الفلبين    تواجد بنزيما.. تشكيل اتحاد جدة المتوقع أمام القادسية في كأس الملك    طريقك أخضر‌‍.. تفاصيل الحالة المرورية الجمعة 30 مايو بشوارع وميادين القاهرة الكبرى    ماكرون يتحدث مجددا عن الاعتراف بدولة فلسطينية.. ماذا قال؟    مصرع وإصابة 4 أشخاص في حادث تصادم بطريق مصر السويس الصحراوي    انخفاض أسعار الذهب الفورية اليوم الجمعة    «عانت بشدة لمدة سنة».. سبب وفاة الفنانة سارة الغامدي    الإفتاء: الأضحية المعيبة لا تُجزئُ عن المضحي    رئيس وزراء اليابان يحذر من التوتر بشأن الرسوم الجمركية الأمريكية    3 ساعات حذِرة .. تحذير بشأن حالة الطقس اليوم : «شغلوا الكشافات»    «تعامل بتشدد».. تعليق ناري من طاهر أبو زيد على انسحاب الأهلي من القمة    موعد مباراة الاتحاد والقادسية في نهائي كأس خادم الحرمين والقنوات الناقلة    "فوز إنتر ميامي وتعادل الإسماعيلي".. نتائج مباريات أمس الخميس 29 مايو    مدحت العدل يصدر بيانا شديد اللهجة بشأن شكوى جمعية المؤلفين.. ما علاقة حسين الجسمي؟    «مالوش طلبات مالية».. إبراهيم عبد الجواد يكشف اقتراب الزمالك من ضم صفقة سوبر    البرلمان يوافق نهائيًا على تعديلات قوانين الانتخابات    "الإفتاء توضح" بعد الجدل الدائر.. حكم صلاة الجمعة إذا وافقت يوم عيد؟    22 مصابًا في انقلاب "أوتوبيس" بالسادات في المنوفية    بعد أنباء رحيله.. كونتي مستمر مع نابولي    العرض الموسيقي «صوت وصورة» يعيد روح أم كلثوم على مسرح قصر النيل    هل يجوز الجمع بين نية صيام العشر من ذي الحجة وأيام قضاء رمضان؟    «الإسعاف»| 123 سنة إنقاذ.. 3200 سيارة حديثة و186 مقعدا لاستقبال البلاغات يوميًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د.هانى الناظر: لو كنت وزيراً للصحة لحولت الوزارة لواحدة من أهم مصادر الدخل للدولة


مى كرم جبر
اكد د. هانى الناظر استشارى الأمراض الجلدية ورئيس المركز القومى للبحوث العلمية الأسبق، بأن اعداد المصابين بأمراض جلدية ليسوا قليلين نتيجة أسباب كثيرة منها زواج الاقارب، كما شدد على أن دخولنا مجال صناعة الدواء سيغنينا عن تحكم شركات الدواء الاجنبية فى السوق المصرية، وأن مصر هى أكبر سوق فى العالم لشركات الأدوية العالمية، واستعرض الناظر حلمه بتأسيس أول مستشفى متخصص فى علاج الأمراض الجلدية بالمجان لغير القادرين ، و فرص ريادة مصر فى مجال السياحة العلاجية، وشرح رؤيته لتطوير قطاع الصحة كما لو كان وزيرًا، كما أجاب الناظر عن العديد من التساؤلات الأخرى فى حواره ل«روزاليوسف».
■ صرحت بأنك تتمنى تأسيس أول مستشفى متخصص لعلاج الأمراض الجلدية على مستوى عالمى، حدثنى عن حلمك؟
هى فكرة بدأت الحلم بسيط ومشروع، و هو أن تكون بمصر أكبر مستشفى بالشرق الأوسط لعلاج الأمراض الجلدية على غرار مستشفى «سان لوى» بفرنسا، وأن يكون بها رعاية طبية متكاملة مجانية للمرضى غير القادرين، لكن فى الحقيقة الفكرة تحتاج إلى دعم كبير من الدولة والقطاع الخاص وحتى اسهامات المواطنين.
■ لماذا طرأت ببالك هذه الفكرة فى الوقت الحالى؟
- من خلال خبرتى فى مجال الامراض الجلدية، يمكن أن أقول إن أعداد المصابين بأمراض جلدية فى مصر ليسوا قليلين نتيجة أسباب كثيرة، منها زواج الاقارب، وسوء التغذية وقلة الوعى بشكل عام، والعلاج أصبح مكلف للغاية، علاوة على أن بعض الأمراض الجلدية مزمنة تلازم المريض طوال حياته مثل الصدفية، والبعض الاخر قد تؤدى مضاعفاته للوفاة، لذلك لابد من وجود مستشفى متخصص فى علاج الامراض الجلدية مدعم بوحدة طوارئ ورعاية مركزة، وطاقم من الاطباء و التمريض المدربين بشكل محترف على التعامل مع الامراض الجلدية ومضاعفاتها،لأن وصف العلاج الخاطئ قد يصيب المريض ببعض الأمراض مثل حساسية البنسلين، أو يعرض حياته للخطر على أسوأ تقدير.
لذلك فكرت أن يكون لدينا مستشفى اهلى مجانى قائم على المساهمات، ويقدم خدمة طبية على أعلى مستوى من خلال استخدام أحدث وسائل الفحص والتشخيص ومعامل تحاليل متخصصة فى تحاليل الجلدية وهذا أمر نادر الوجود فى مصر.
علاوة على وحدة متخصصة لعلاج الامراض الجلدية الوراثية لانها منتشرة بكثافة.
■ هل يوجد حصر بأنواع الأمراض الجلدية ومدى انتشارها ؟
- عدد مرضى الصدفية فى مصر نحو مليون ، ومرضى البهاق مليون ايضًا.. يعنى 2 مليون يعانون من نوعين فقط من الامراض الجلدية وضيفى لهم آلافًا ممن يعانون من باقى الأمراض مثل قشر السمك والثعلبة، أما الأمراض الفطرية فشريحة كبيرة من الشباب يعانون منها، يمكن القول إن 90 % من المصريين يعانون من أمراض جلدية تتراوح بين البسيطة والحرجة.. لذلك أحلم بهذا المستشفى الذى سيخدم قطاعًا عريضًا من المصريين وأحلم ايضًا بأن يتلقى غير القادرين رعاية طبية مجانية بهذا المستشفى ابتداء من مراحل الكشف والتشخيص إلى صرف جرعات الدواء كاملة مجانًا.
■ بالتأكيد أى اسهام فى مجال الرعاية الطبية يلقى قبولًا شديدًا من كل فئات المجتمع ، لكن أود أن أعرف منك كيف جاءت ردود الفعل على هذه الفكرة عندما بدأت فى طرحتها؟
- طرحتها فى البداية على الفيس بوك ولاقت حماسًا شديدًا لم أكن اتوقعه، ففى غضون دقائق بسيطة انتشر البوست بشكل كبير وكانت تعليقات الناس مرضية للغاية، وقد أبدى العديد من زملائى الدكاترة حماسهم الشديد للعمل بهذا المستشفى دون مقابل واولهم انا بالتأكيد، ولا ينقصنا إلا الأرض الذى يبنى عليه المستشفى وأنا على ثقة ان هناك من سيتحمس للفكرة ويتبرع بالارض ثم بعد ذلك تؤسس جمعية تتولى تحصيل التبرعات، لكن دائمًا البداية تكون صعبة ونحن بحاجة الى دعم قوى.
■ يمكن القول إن لك تجربة مشابهة منذ التسعينيات وهى منتجع سفاجا الصحى، حدثنا عنه.
- أسست فى سفاجا مشروعًا وأطلقت عليه اسم «مشروع علاج المرضى غير القادرين»، بدأت قصته عندما أجريت بعض الأبحاث على البيئة الطبيعية فى منطقة سفاجا، بهدف علاج مرضى الصدفية بنظام يسمى «الاستشفاء البيئى» يعتمد فقط على مياه البحر واشعة الشمس دون اى علاجات كيميائية أو أدوية لها أعراض جانبية، وفكرة العلاج كلها معتمدة على أن المريض يستحم فى مياه البحر ويعرض بشرته لأشعة الشمس فى أوقات محددة مرتين يوميًا، وأجرينا عدة ابحاث على تحس حالة المرضى لمدة 3 سنوات وأعلنا النتائج فى مؤتمر عام 1995، ومن بعدها أصبحت منطقة سفاجا لها شهرة فى علاج مرض الصدفية، مع العلم ان هذا المرض تحديدًا علاجه صعب للغاية لانه يعد مرضًا مزمنًا، والأدوية التى اكشفت مؤخرًا لها أضرار خطيرة على صحة المريض بشكل عام ، اما العلاج فى سفاجا هو آمن
جدًا ونتيجته فعالة تظهر بعد 4 اسابيع ولا يوجد أى علاج كيميائى يحقق هذه النتيجة السريعة .. يعنى علاج آمن من الطبيعة وببلاش لا يكلف الدولة شيئًا، لذلك اطلقنا عليه « مشروع العلاج لغير القادرين،
وبالتأكيد يوجد أيضًا منتجعات صحية للأجانب والعرب ومدفوعة وليست مجانية لأنها تعد سياحة علاجية، انا اشرف على العلاج بنفسى.. أنا كل خميس موجود فى سفاجا.
■ إلى أى مدى ممكن أن تساهم السياحة العلاجية فى زيادة الدخل القومى ؟
- ستساهم بشكل ضخم جدًا، لأن الله حبا مصر بالبيئة الصالحة للسياحة العلاجية، تقريبًا فى جميع أنحاء الجمهورية، مثل سيناء وسيوة والواحات والوادى الجديد وحلوان واسوان ووادى النطرون لو قمنا باستغلال هذه المناطق ستحقق دخلًا للبلد يفوق تحويلات المصريين بالخارج، لان المريض يقضى شهرًا للعلاج فى مصر، لكن هذه المشروعات تحتاج لدعم كبير حتى تحقق نفس النجاح الذى حققته سفاجا.
■ هل اجريت أبحاثًا على هذه المناطق لاستغلالها فى السياحة العلاجية ؟
- حتى الآن لم اقم بذلك لكن هناك حقائق معروفة، حيث تم إجراء أبحاث علمية على التربة الرملية بأسوان واكتشف أنها تعالج مرض الروماتويد، وعيون المياه الكبريتية بالوادى الجديد وبالمناسبة مصر بها أكثر من 1300 عين للمياه الكبريتية وأجريت عليها العديد من الأبحاث، المياه الجوفية بعين الصيرة يمكن استخدامها كعلاج وطميها ايضا، ولو أسس مصنع خاص بمنتجات المياه عين الصيرة سيحقق شهرة عالمية، لأنها لا تقل جودة عن البحر الميت، لكنها جميعًا تحتاج إلى اهتمام وتطوير حتى عيون حلوان التى يتردد عليها الكثيرون تحتاج الى تطوير أيضًا، وعائد هذه المشروعات كبير جدًا ويمكن للقطاع الخاص ان يساهم فى تطويرها.
■ لو كنت وزيرًا للصحة ما القرارات التى تتخذها؟
- عدة قرارات.. أولًا: التكثيف من حملات التوعية من خلال ادارة العلاج الوقائى بوزارة الصحة، وبالتأكيد هذه الحملات لها تكلفتها لكنها ستكون أقل بكثير من المبلغ المستقطع من ميزانية الدولة للانفاق على العلاج،إذا جازت المقارنة لانها ستساهم بشكل كبير فى رفع الوعى الصحى لدى المواطنين والتقليل من نسب حدوث المرض وما تتكبده الدولة من الانفاق على العلاج وستوفر 40 % من ميزانية وزارة الصحة، يمكن استغلالها فى أمور أخرى كتطوير المستشفيات.
وسأبدأ على الفور بحملة توعية ضد زواج الأقارب وما ينتج عنه من أمراض تكلف الدولة مليارات الجنيهات سنويًا، كما أنها ستجنب الأجيال القادمة كمًا غير عادى من الامراض فى الجلد والجهاز الهضمى والهرمونات والعظم وغيرها من الأمراض المزمنة التى تنهك ميزانية الأسرة وميزانية الدولة بشكل عام.
الحملة الثانية هى التوعية بمرض السكر فعلى سبيل المثال كانت نسبة الإصابة بهذا المرض فى انجلترا 9% من عدد السكان وبعد الحملات انخفضت إلى 1% فقط ، ومصر تنفق ملايين الجنيهات على علاجات مرض السكر المستوردة والمضاعفات التى تصيب القلب والعيون.
والحملة الثالثة لترشيد استهلاك الدواء كما هو معمول به فى الدول المتقدمة.
أما القرار الثانى الذى سوف اتخذه هو توفير تأمين صحى حقيقى يغطى جميع طبقات المصريين من أغنى فرد إلى أفقر فرد، بحيث يحقق عدالة اجتماعية فى مجال الصحة بمعنى أن يتلقى الغنى رعاية صحية
متميزة يدفع ثمنها ويتلقى الفقير نفس المعاملة والرعاية على نفقة الدولة وهذا موجود فى دول كثيرة منها ألمانيا على سبيل المثال، ونستطيع نحن ان نحقق هذا فى مصر.
والقرار الثالث هو انى سأسعى بكل ما أتيت من صلاحيات ان تكون هناك صناعة دواء مصرية وطنية قوية، ونحن مؤهلون لأن نكون دولة مصنعة و مصدرة للدواء ، ولدينا جميع الامكانيات لتحقيق ذلك ولا ينقصنا إلا الإرادة.
والقرار الرابع هو تصنيف مصر كدولة رائدة فى مجال السياحة العلاجية، والاستفادة من كل شبر بالجمهورية يصلح لذلك، وسبب اهتمامى بهذا الأمر هو العائد الذى سيعوض هارد إنفاق وزارة الصحة، ويحولها لجهة تحقق دخلًا للدولة.
وبشكل عام نجاح أى وزير هو زيادة الموارد المالية بافكار مبتكرة وتخفيف العبء على ميزانية الدولة.
■ بعض الدول تتعامل مع صناعة الدواء كمشروع قومى، تسخر له كافة طاقتها لانها تعلم جيدًا أنه سيدر عليها اضعاف ما انفقته فى اكتشافه وتصنيعه، لماذا ليست لدينا هذه الثقافة؟
- بالفعل يوجد ادوية مصرية التركيبة والصناعة، مثل دواء البروكسيمول الذى اخترعه المرحوم د.احمد سالم من نبات الحلف بر لعلاج حصوة الحالب، ويوجد ادوية أخرى لكنها أقل من طموحاتنا فصناعة الدواء تتطلب بحثًا علميًا قوى، ومنذ ان كنت رئيسا للمركز القومى للبحوث العلمية وأنا أعمل مع د.مصطفى السيد على علاج السرطان بجزيئات الذهب لأن أبحاث الدواء تأخذ من 10 إلى 15سنة حتى تخرج بالنتيجة المرضية.
■ هل منافسة الشركات الاجنبية تقطع علينا الطريق لتحقيق ذلك؟
- بالتأكيد لأن دخولنا مجال صناعة الدواء سيغنينا عن تحكم شركات الدواء الأجنبية فى السوق المصرية، ومصر هى أكبر سوق فى العالم لشركات الادوية العالمية، لأننا شعب عشوائى فى صرف الأدوية واستخدامها، لذلك الشركات الاجنبية لا تجرؤ على الانسحاب من السوق المصرية لانهم هيخسروا «هيلاقوا بلد أحسن من كده فين» يحققون من ورائه مكاسب مهولة لن يجدوها فى أى دولة اخرى.
ويوجد سبب آخر يعوق صناعة الدواء فى مصر هو عدم رغبة المستثمر المصرى بضخ أمواله فى هذاالمجال، ولابد للحكومة ان تعمل على تشجيع المستثمرين، وأمامنا فرص كثيرة واعدة اذا تم استغلالها سنتفوق على الهند فى مجال صناعة الدواء.
■ هل توجد أمراض جلدية محسوبة على الفقراء؟
- مشكلة الأمراض الجلدية أنها لا تفرق بين غنى وفقير لكن سوء التغذية ممكن يتسبب فى مشاكل كثيرة للشعر والبشرة مثل مرض الثعلبة، و امراض فطرية نتيجة لسوء النظافة الشخصية، والقراع أيضًا ينتشر فى الأطفال، الطبقة الفقيرة.
■ هل ترى ان الخدمات التى تقدمها الوحدات الصحية فى القرى كافية؟
- الوحدات الصحية تؤدى دورها، لكن يمكن تحسين خدماتها ببعض الوسائل البسيطة، حيث يوجد الآن تقنية جديدة فى التشخيص وهى العلاج عن بعد وهذا ما أقوم أنا به بشكل مبسط عبر صفحتى على الفيس بوك، حيث أقوم بعلاج ومتابعة حالات فى الأقصر أو السعودية مثلًا وأنا فى القاهرة، وهذا أسلوب جيد لتوصيل الخدمات الطبية للمناطق البعيدة عن المستشفيات المركزية فى المحافظات مثل حلايب وشلاتين، ويمكن تطبيق هذه التقنية من خلال الاستعانة بكاميرات تنقل الشخيص الحى على الهواء بالمستشفيات المركزية وبالتالى سيقوم طبيبان بالكشف على المريض فى نفس الوقت الطبيب الممارس ويتابعه عبر الكاميرا الطبيب الاستشارى.
■ المستشفيات الحكومية تعانى من الاهمال الذى يؤثر سلبًا على الخدمة الطبية المقدمة للمرضى والوزارة تتحجج بعد وجود اعتمادات مالية . ما الحل من وجهة نظرك؟
لابد ان تخلق المستشفيات لنفسها ميزانيتها الخاصة البعيدة عن مخصصات الدولة، وان تحقق دخلًا تصرف منه على اعمال التطوير، لان منظومة الصحة 5 محاور اساسية هى طبيب ، وهيئة معاونة، المريض، وسائل تشخيص وعلاج، ومقر تلقى الخدمات الطبية سواء كان مستشفى كبيرا أو وحدة صحية، والتطوير يجب ان يشمل الخمسة عناصر، حيث يجب توفير الدورات التدريبية للأطباء وتحسين دخلهم وتشجيعهم على المشاركة فى المؤتمرات الدولية وكذلك الأمر بالنسبة لطاقم التمريض، أما المريض نفسه فهو يخضع أيضًا لمنظومة التطوير من خلال حملات التوعية، والمستشفيات يجب ان تخضع للتحديث المستمر فى أجهزتها ومعداتها، ويجب العمل على كل المحاور فى نفس الوقت من خلال استراتيجية واضحة تعتمدها الحكومة ولا ترتبط بشخص الوزير بحيث يتولى كل المسئولين تنفيذها من أكبرهم إلى أصغر مسئول.
■ دعنى انقلك إلى «التقاليع» التى ظهرت مؤخرًا فى مجال العناية بالبشرة وهى كريمات الذهب والكافيار، هل هى بالفعل تحتوى على جزيئات الذهب الخالص وتؤخر ظهور علامات تقدم السن؟
- أى كريمات يقال إنها تمنع ظهور التجاعيد هذا كذب وتضليل لا يمكن منع تقدم العمر وإلا كنا اخترعنا دواء يطيل عمر الانسان وهذا غير منطقى، لكن توجد علاجات تجميلية لعلامات تقدم السن مثل حقن البشرة بالفيلر والبوتوكس، وعلى كل سيدة تهتم بجمالها ان تتجنب العوامل التى تساهم فى ظهور التجاعيد المبكرة مثل التعرض المستمر لاشعة الشمس والتدخين والسهر والقلق والتوتر.
■ هل تتفق معى ان النصب باسم عيادات الأمراض الجلدية زاد فى الفترة الاخيرة بشكل مقلق ؟
- للاسف زاد خلال الفترة الماضية ويتم التغرير بالمواطنين وتقديم العديد من المغريات فى مراكز وعيادات لا يعمل بها أطباء من الأساس، فمن يمارس المهنة لابد أن يكون دكتور استشاريًا له خبرته وسمعته فى المجال.
ونحن حاليًا فى فصل الصيف و هو موسم النصب من قبل مراكزالتجميل الوهمية، وأخطر ما تقوم به هذه المراكز هو فرد الشعر المجعد بمواد تحتوى على الفورمالين المسرطن، وانصح الفتيات بعدم القيام بفرد الشعر تحت أى مسمى لأن فى الفترة الأخيرة ظهر ما يسمى بالنانو بروتين و البوتوكس والكولاجين كبديل آمن للكرياتين وللأسف هذا كذب، لان جميع هذه المسميات لها نفس التركيبة وتحتوى على الفورمالين وهو مادة مسرطنة تدمر الشعر، وتصيبه باعلى درجات التلف والضعف الشديد، حيث يتكسر لجزيئات صغيرة جدًا اشبه بالرمال أو الدقيق وهذه كارثة، وعادة تنخدع الفتيات لأن أول مرة فرد ترى شعرها أملس وناعم و تستمر فى التكرار إلى أن تفاجأ بتلف كل الشعر مع المرة الثالثة أو الرابعة من الفرد.
■ وهل يوجد علاج للشعر التالف من مواد الفرد؟
- يوجد بالتأكيد لكنه يأخذ وقتًا طويلًا حتى يتعافى.
■ ما هى ايضا الأمراض الجلدية التى تصاب بها الفتيات بسبب هوس الموضة فى الصيف ؟
- من اشهر الامراض الالتهابات التى تسببها رسومات الحناء السوداء على البشرة، و قد حذرت الفتيات أكثر من مرة على صفحتى على الفيس البوك و طالبتهن بعدم رسم الحنة نهائيا ، لأن المواد التى تضاف لنبات الحناء كى تثبت لونها تشكل خطورة كبيرة على البشرة.
■ يرتبط الصيف بالأمراض الجلدية خصوصًا خلال فترة المصيف، ما نصيحتك لتجنب هذا؟
- أنصح الامهات بتحضير شنطة صغيرة بها بعض العلاجات اللازمة خلال فترة المصيف، تتكون الشنطة من 5 أشياء رئيسية.. أولًا: كريم واق للشمس ويوجد منه أنواع مصرية الصنع بأسعار رخيصة.
ثانيا : غسول كالمينا وهو موجود فى أى صيدلية وهو علاج سريع لأى التهاب، حيث يقضى عليه تمامًا.
ويلطف احساس الحرقان الذى يصيب البشرة ، يدهن ثلاث مرات يوميًا على المنطقة الملتهبة .
ثالثًا: محلول بيتادين المطهر لأن عادة الاطفال يفضلون السير حفاة على الرمال أو يقومون ببعض الأنشطة والألعاب تعرضهم للإصابات مثل ركوب الدراجات، لذلك لابد من تطهير أى جروح بواسطة المحلول.
رابعًا: زجاجة خل ويدهن منها على الجلد المصاب بلدعات قنديل البحر، لأن حموضة الخل تعادل قلوية المادة التى يفرزها القنديل والتصيب البشرة بالتهابات مؤلمة جدًا وتترك بقعًا غامقة على الجلد تستمر لشهور، ويفضل غسل البشرة المصابة بمياه البحر جيدًا ثم تدهن بالخل.
خامسًا: صابونة الجلسرين وهى ممتازة للجلد الحساس وليس لها أى آثار جانبية ومناسبة لبشرة الأطفال، وآمن تمامًا لكل أنواع الصابون والشامبو التى تحتوى على نسب عالية من الكيماويات الضارة.
وأحذر بشدة من استخدام لوف الاستحمام لأنه نسيج نباتى ينمو عليه نوع من البكتيريا يصيب الجلد ويؤثر على نضارة البشر، كما أنصح باستخدام الشمسية والقباعات خلال التعرض لأشعة الشمس حتى داخل القاهرة نفسها.. «مش عيب خالص» والشمسية تحمينا من مشاكل عديدة مثل ضربة الشمس وحروق الجلد والنمش وبقع الكلف، الامر الآخر الذى يجب ان يتغيرفى ثقافتنا تماما هو الاستحمام بالماء الساخن فى الصيف وهذا خطأ لانه يزيد من الاصابة بحمو النيل.
■ ارتفعت أسعار ادوية الامراض الجلدية على وجه التحديد بشكل مبالغ فيه ، كيف تتعامل انت كطبيب مع هذه المشكلة؟
- الآن الكثير من الأدوية الجلدية تصنع فى مصر وأنا اناشد الأطباء الاعتماد على الأدوية المصرية فىعلاج الامراض الجلدية ويجب على المريض ان يقول لطبيبه «اكتبلى دواء مصريًا»، و روشتتى أنا شخصيًا كلها أدوية مصرية ولا أكتب أى أدوية مستوردة للمرضى، حتى الادوية التجميلية كلها ادوية مصرية 100٪.
■ ما أكثر الشكاوى التى تتلقاها من السيدات ؟
- سقوط الشعر، الشكوى المتكررة لكل السيدات، والمفاجأة بالنسبة لى عندما ارسلنا قافلة علاجية للفيوم،70 % من الشكاوى كانت عن سقوط الشعر وكنت أتوقع أن أرى أمراضًا جلدية خطيرة ومزمنة وهذا خالف توقعاتى.
■ الشعر يتطلب العناية وعادة ما تكون مستحضراته مكلفة للغاية، فهل توجد عناية رخيصة الثمن للشعر؟
- الآن تتوافر بالصيدليات شامبوهات مصرية أسعارها رخيصة وجودتها عالية، و بالنسبة لشكوى الفتيات من الضرر الذى يصيب الشعر بسبب ملوحة البحر والشمس والكلور فى حمامات السباحة، أنصح بأن يدهن الشعر بأى نوع من الزيوت قبل السباحة لأنها تغلفه وتشكل عامل حماية له من الأضرار والجفاف، وبالنسبة لتساقط الشعر انصح بتركيبة عبارة عن خليط من 4 زيوت بكميات متساوية هى زيت الزيتون، اللوز الحلو، السمسم، وأخيرًا زيت بذور الجزر، تخلط جميعًا وتدلك بها فروة الرأس ويدهن على الشعر ثم يترك خلال الليل ويغسل الشعر فى الصباح ويكرر اسبوعيًا، خلال شهرين سيقل التساقط بشكل ملحوظ.
■ ماذا عن العناية بالبشرة هل توجد مستحضرات رخيصة الثمن وتعطى نتيجة جيدة؟
- نعم بالفعل يوجد فمثلًا الفيزلين لعلاج جفاف الجلد وتشقق الكعب وهو متوافر فى الصيدليات بأسعار رخيصة، وحمام المياه والملح يقلل الاحساس بالهرش الذى يعانى منه بعض المرضى، ولعلاج الشفاه المتشققة يمكن تحضير مستحضر رخيص الثمن من الجلسرين وعسل النحل وتدهن به الشفاه ثلاث مرات يوميًا.
ولتفتيح البشرة ندلك الأماكن الغامقة بعصير الليمون لأن فيتامين سى يعمل على تفتيحها.
أتمنى أن نولى البحث العلمى الاهتمام الذى يستحقه
■ كيف تقيم البحث العلمى حاليًا؟
- اتمنى ان يزيد الاهتمام بالبحث العلمى خلال السنوات القادمة ويعظم دوره فى تطوير جميع مناحى الحياة، وهذا ليس من قبيل الرفاهية لأن البحت العلمى يساهم فى تقدم الشعوب، والمركز القومى للبحوث العلمية.به تخصصات وأبحاث فى كل المجالات لكنها حبيسة الادراج، والتجارب الناجحة التى ظهرت على أرض الواقع هى محدودة وتمت بجهود فردية بدون أى مظلة او سياسة واضحة للتعامل معها ، وهذا كله بسبب دمج وزارة البحث العلمى مع التعليم العالى.. باختصار أتمنى ان يأتى اليوم الذى نولى فيه البحث العلمى الاهتمام الذى يستحقه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.