شهدت مدينة العريش مساء أمس الاول احداثا عنيفة بهجوم مئات المسلحين المجهولين علي قسم شرطة ثان العريش مستخدمين الاسلحة الثقيلة وبلغت حصيلة الاشتباكات مصرع 5 بينهم ضابطان أحدهما بالشرطة والاخر بالقوات المسلحة واصابة 20 آخرين. بدأت الأحداث بعد منتصف ظهر الجمعة حيث انطلقت مسيرة حاشدة من المسجد الرفاعي بميدان الحرية تضامنا مع مليونية «الارادة ولم الشمل» ووصلت انباء عن وصول مجموعة أخري من رفح والشيخ زويد للمشاركة حيث توافد عشرات الملثمين يستقلون أكثر من 50 دراجة بخارية وعددا من سيارات «اللاندكروز» وما يقرب من 20 سيارة «نصف نقل» دون لوحات معدنية. ضمت السيارات ما يقرب من 5 أشخاص ملثمين في الصندوق الخلفي لكل سيارة وكان بعضهم يرتدي زيا مموجا يشبه زي القوات المسلحة بينما ارتدي البعض الآخر جلبابا أبيض وشالا بدويا حاملين مدافع «الآر بي جيه» والرشاشات الثقيلة والبنادق الآلية ورفعوا أعلاما سوداء مكتوبا عليها باللون الابيض «لا إله إلا الله» و«مصر إسلامية». وتحول ميدان الحرية الي ساحة لاطلاق النار العشوائي حيث أخذوا يطوفون حول الميدان وفي الشوارع المحيطة ومنعوا التصوير أو الحديث في التليفونات المحمولة لأي من المتواجدين وأدي ذلك لحالة من الرعب والفزع بين الأهالي وتوقفت حركة المرور نهائيا. وفي الساعة الخامسة انتقلت المسيرة المسلحة الي قسم ثان العريش وحاول الملثمون اقتحام القسم فتصدت لهم قوات الشرطة والجيش واحتل بعضهم أسطح الشاليهات ونصبوا فوقها مدافعهم وأخذوا يصوبونها نحو قسم الشرطة وقوات الأمن وأمطروهم بوابل من الرصاص العشوائي وقبضت قوات الجيش والشرطة علي 12 فردا من المتهمين وتحفظت علي 7 من الجرحي داخل المستشفي بحسب اللواء صالح المصري مدير أمن شمال سيناء. بدأت النيابة التحقيق بإشراف المستشار عبدالناصر التايب المحامي العام لنيابات شمال سيناء وأكدت النيابة في تقريرها أن عملية الهجوم علي قسم الشرطة تمت من خلال 5 محاور واستمرت لمدة 9 ساعات متصلة وتم حصر أكثر من 10 آلاف مقذوف ما بين 250 و500 مللي وآلي بالاضافة الي 15 مقذوف «آر بي جيه» وأن الجناة استخدموا الشاليهات والمنازل كسواتر مما ادي لصعوبة محاصرتهم وتم تشكيل فريق من النيابة لحصر ومعاينة التلفيات والتصريح بدفن جثث القتلي.