رئيس الحكومة يفتتح فعاليات المؤتمر الدولى للاتصالات لتمكين «ذوى الإعاقة»

فى إطار جهود الدولة لدعم وتمكين الأشخاص ذوى الإعاقة من استخدام أدوات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى جميع مجالات الحياة، افتتح المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، صباح أمس، فعاليات المؤتمر والمعرض الدولى السنوى السادس للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتمكين الأشخاص ذوى الإعاقة (دمج - تمكين - مشاركة)، الذى يقام تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، بحضور وزراء التضامن الاجتماعى، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والتنمية المحلية، ومحافظى القاهرة، والجيزة، والبحر الاحمر، والفيوم، وكل من سفراء الإمارات والجزائر والاتحاد الأوروبى بمصر، ونائب الممثل المقيم لمنظمة اليونيسيف، وأمين عام المجلس القومى لشئون الإعاقة، بالاضافة إلى لفيف من الخبراء والشخصيات العامة، ومجموعة من الاشخاص ذوى الإعاقة.
وفى بداية كلمته، نقل رئيس الحكومة تحياتِ الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيسِ الجمهورية، راعى المؤتمر، إلى الحضور، مستطردا: «لقد أصبح هذا المؤتمرُ أحدَ قنواتِ التواصلِ المستمرة مع أبناءِ الوطنِ من ذوى الإعاقة، لذا فقد حرصتُ على تواجُدى معكم ومشاركتِكم هذا الحدث، وهذا للسنةِ الثانيةِ على التوالي».
وأضاف: «لقد شرُفتُ فى العام الماضى فى الدورةِ الخامسةِ لهذا المؤتمر بإطلاقِ المبادرةِ الرئاسيةِ لدمجِ وتمكينِ متحدى الإعاقة من خلال الاتصالاتِ وتكنولوجيا المعلومات نيابةً عن رئيس الجمهورية،ولقد شَمِلتْ المبادرةُ مشروعاتٍ فى مجالاتِ التعليمِ والتدريبِ والتوظيف وتيسيرِ تقديمِ الخدماتِ الصحيةِ لذوى الإعاقة، ولقد سعدتُ بما شهدتُهُ من عرضٍ لمشروعاتٍ استطاعتْ أن تتخطى العديدَ من الحواجزِ والصعوبات لتحقيقِ أهدافِها فى تحسينِ مستوى المعيشةِ للمواطنينَ من ذوى الإعاقة.
وأكد رئيس الحكومة أن ذلك أحدَثَ فرقا كبيرا فى حياةِ الكثيرين، وهو ما يعكسُ اهتماما حقيقيا وعملا جادا من قِبَل وزارةِ الاتصالاتِ وتكنولوجيا المعلومات من أجل استخدامِ التكنولوجيا لدمجِ وتمكينِ الأشخاصِ ذوى الإعاقة.
وأشار إلى أن الاهتمامَ الكبيرَ الذى يوليهُ رئيس الجمهورية والدولةُ لقضايا ذوى الإعاقة، هو اهتمامٌ غير مسبوق تبلورَ فى إعلانِ عام 2018 عاما لذوى الاحتياجات الخاصة، ولقد بدأنا بالفعلِ فى الإعدادِ لذلك من خلالِ العملِ على تضافُرِ الجهود حتى نحققَ الاستفادةَ القصوى لصالِحِكم، مضيفا: إن الدولة تعمل على الخروج من هذا المؤتمر بآلياتٍ فاعلةٍ تضمنُ استدامةَ العمل فى مختلفِ مؤسساتِ الدولة من أجل تمكينِكم وضمانِ مشاركتِكم الحقيقيةِ فى تنميةِ المجتمع.
وأكد إسماعيل أن أحد مظاهر تقدم الأمم يقاس بمدى قدرتِها على دمجِ ورعايةِ الأشخاصِ ذوى الإعاقة، لذا فقد جاء دستورُ مصر 2014 ليتعاملَ مع هذه القضية من منطلق حقوقِى ليضمنَ للأشخاصِ ذوى الإعاقةِ حقوقَهم التى أصبحت واجبا على الدولةِ بجميع مؤسساتِها، لافتا إلى أن الدولةُ تسعى بصفةٍ مستمرة لتحسينِ مستوى الخدماتِ المقدمةِ لهم فى مختلفِ القطاعات من خلال زيادةِ التنسيقِ بين كافةِ الجهاتِ المعنية وتقديمِ الدعمِ الكاملِ لمختلفِ القضايا المتعلقةِ بشئونِ الإعاقة.
وأضاف أن البرلمانُ المصرى شهدَ ولأولِ مرة تمثيلا مشرفا للأشخاصِ ذوى الإعاقة ونحنُ نتطلعُ قريبا لصدور قانونِ حقوقِ الأشخاصِ ذوى الإعاقة والذى يُعَدُّ تطبيقا عمليا لاتفاقيةِ الأممِ المتحدة لحقوقِ الأشخاصِ ذوى الإعاقة والتى وقعت عليها مصر»، موضحا أن هذا القانونَ سيكونُ قانونا شاملا يتعامل مع جميع حقوقِ ذوى الإعاقة من تعليم وصحةٍ ونقل وطرق وإتاحةٍ مكانيةٍ وتكنولوجية ليصبحَ هذا القانونُ خطوةً انتقالية وصولا الى دمجِهم فى المجتمع أفرادا فاعلين لهم ما لهم وعليهم ما عليهم من حقوق وواجبات.
وقال رئيس الوزراء: «لا يمكنُ أن ننكرَ أننا نشهدُ تزايدا مستمرا فى مستوى الوعى بقضايا الأشخاص ذوى الإعاقة وأهميةِ دمجِهم فى المجتمع بما يعودُ بالنفع علينا جميعا، ولقد حرصتْ الدولةُ على العمل الجادِ لتغيير الثقافةِ السائدةِ فى المجتمع تجاهَ الأشخاص ذوى الإعاقة وهذا يُعَدُّ خطوةً مهمةً على هذا الطريق والذى ما زال طويلا للوصول الى مجتمع مصرى دامج فالكلُّ يعانى عندما تنقسمُ المجتمعات والكلُّ يستفيدُ بالتأكيد عندما تَتَّحدُ المجتمعات.
ونوه إلى أن عَقدَ هذا المؤتمر للعام السادس على التوالى خيرُ دليل على مجهوداتِ الحكومة للوصول إلى مجتمعً دامج فقطاعُ الاتصالاتِ وتكنولوجيا المعلومات بما يمتلكُهُ من أدواتٍ هو أحدُ أهمِّ القطاعات ليس فقط فى دعم التنميةِ الاقتصادية والاجتماعيةِ بل أيضا فى دمج وتمكين أبنائِنا من ذوى الإعاقة.
وقال إسماعيل: «أبنائى من ذوى الإعاقة، أنتم أهلُ عزيمةٍ وأصحابُ إرادةٍ لا تلين، وأن ما تحققونه فى مختلفِ المجالات، يجعلُنا نرى وجها مختلفا للتحدى والقدراتِ والإنجازات، فأنتم المتفوقون رياضيا على المستوى الدولي، وأنتم المبدعون فنيا خلال الملتقياتِ الدوليةِ لفنون ذوى القدراتِ الخاصة، وأنتم من أثبتم قدرتَكُم على الاندماج فى سوق العمل من خلال البرامجَ التى تتيحُ لكم فرصةَ عمل لائقة فأصبحتم أفرادا فاعلينَ ومنتجين ومثالا يُحتذى للشبابِ المصري.
من ناحية أخرى، عرض المهندس ياسر القاضى وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات خلال المؤتمر المجهودات التى تقوم بها الوزارة بالتعاون مع العديد من الشركاء، لتطويع التكنولوجيا لخدمة الأشخاص ذوى الإعاقة فى مجالات التعليم والتدريب والخدمات الصحية، وذلك تنفيذا للمبادرة الرئاسية لدمج وتمكين متحدى الإعاقة من خلال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. كما أعلن الوزير عن دعم وتمويل الوزارة ل50 تكنولوجيا جديدة باللغة العربية تم تطويرها بعقول الشباب المصرى من خلال مسابقة «تمكين» للابتكار فى مجال تطوير البرمجيات وتطبيقات الهواتف المحمولة للأشخاص ذوى الإعاقة.
وخلال فعاليات المؤتمر، قام رئيس مجلس الوزراء بإطلاق سياسة مصر للنفاذ إلى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والتى تم تطويرها من قبل وزارة الاتصالات بالتعاون مع الاتحاد الدولى للاتصالات، وذلك من خلال منهجية اعتمدت على مشاركة جميع الأطراف المعنية من الخبراء والجهات المتعلقة بشئون الإعاقة والإتاحة التكنولوجية، حيث ستتولى وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تقديم الدعم والإرشاد للدول العربية الشقيقة لتطوير سياساتها لنفاذ الاشخاص ذوى الاعاقة للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
فى سياق آخر أكد رئيس الوزراء أن قانون الاستثتمار الجديد يتضمن حوافز لجذب المستثمرين العرب والأجانب، مضيفا أن الحكومة تتابع جهود وزارة التموين لتوفير السلع الغذائية خلال شهر رمضان.