قال الدكتور ممدوح عثمان مدير عام المتحف الإسلامى أن الرنك كلمة فارسية الأصل تعنى الشارة أو العلامة أو اللون، وهى جزء من العناصر الزخرفية المهمة التى تميزت بها التحف الفنية والعمائر فى العصر المملوكى، وقد تميز عصر سلاطين المماليك بوجود رنوك وظيفية وشخصية للأمراء تعبر عن وظيفة كل منهم، والسلاطين تضمن شعارهم بعض العبارات الكتابية الدعائية بما يعرف «الرنك الكتابى»، وعادة ما كان ينقسم داخل دائرة مقسمة لثلاثة أقسام، الأوسط به عبارة «عز مولانا السلطان الملك»، والقسم العلوى يحتوى على اسم السلطان، بينما يحتوى القسم السفلى على عبارة «عز نصره»، وقد نفذت الرنوك الكتابية للسلاطين على عمائرهم وتحفهم المنقولة. وقد قامت «روزاليوسف اليومية» بجولة فى المتحف رصدت خلالها أبرز الرنوك فى المتحف الإسلامى، ومنها حشوة خشبية زخرفت برنك كتابى يحمل اسم السلطان المملوكى الأشرف أبوالنصر قايتباى الذى تولى حكم مصر فى الفترة 872-901 هجرى 1501-1516 ميلادى، ورنك الدواة شعار الدوادار أو حامل الدواة الخاصة بالكتابة داخل البلاط السلطاني، ورنك الجوكان أو عصوان البولو ويرمزان إلى رنك الجوكندار الذى يشير إلى وظيفة الشخص المسئول عن لعبة البولو، ورنك التمغا وهو أحد الشعارات أو الرموز لبعض القبائل التركية ومازالت أغلبها صعبة التفسير، ورنك الصليب وهو أحد الرنوك الوظيفية لعله يرمز إلى مستوفى الديوان من المسيحيين فى العصر المملوكى. وهناك أيضا رنك مركب من شعارين أولهما السيف وهو شعار السلحدار، وشعار الهلال أو حدوة الفرس، وهو شعار أمير أخور أو المشرف على الإسطبلات السلطانية، ورنك الخونجة أو حامل الصينية شعار الجاشنكير ويطلق على وظيفة متذوق الطعام السلطاني، ورنك مركب من شعارين أحدهما رنك الهدف وهو من أحد الرنوك الغامضة، حيث إن الهدف كان مستعملا فى لعبة الرماية المعروفة باسم القبق، ورنك الهلال أو حدوة الفرس وهو شعار أمير أخور أى المشرف على الإسطبلات السلطانية، ورنك القوس ويتألف من قوس وسهمين، ورنك البوق وهو أحد الرنوك غير المعروفة الوظيفة، وربما يشير إلى المنفر الذى يضرب بالبوق. ورنك الكأس وهو أحد الرنوك الشخصية ويمثل شعار الساقي، ورنك زهرة اللوتس أو الفرنسيسة وهى التى اتخذها السلطان نورالدين محمود بن زنكى شعارا شخصيا له، ورنك الوريدة ذات الست شحمات اتخذته أسرة بنى قلاون شعارا لها، ورنك مركب لأحد أمراء السلطان الناصر محمد بن قلاوون، ويتألف من شعارين هما رنك النسر ويمثل الشعار الشخصى للسلطان الناصر محمد قلاون، ورنك النسر ذى الرأسين وهو الشعار الشخصى للسلطان الناصر محمد بن قلاون، ورنك السبع وهو الشعار الشخصى للسلطان الظاهر بيبرس البندقدارى.. من جانبه قال محمد عبدالحكيم رئيس قسم الأخشاب بالمتحف الإسلامى أن الرنوك من العناصر البارزة فى الآثار الإسلامية، مشيرا إلى أن كتاب «الرنوك الإسلامية» للدكتور أحمد عبدالرازق أحمد أستاذ الآثار الإسلامية يتضمن كل شىء عن الرنوك خاصة تاريخها ومعناها وقيمتها، لافتا إلى أن الرنك يدل على وظيفة كل أمير بما يناسبه من شكل مرسوم عليه، فوظيفة السلاحدار رمزها سيف وشرابدار كأس، أما حامل دواة كتابة ومراسلات السلطان «دوادار» رنكة كان على شكل دواة، أما الرنك السلطانى كان كتابى ويتضمن اسم السلطان وعبارتى» مولانا السلطان الملك» و«عز نصره»، وبعض الملوك اتخذوا رنكا شخصيا لهم دون سواهم ومنهم الناصر محمد بن قلاوون وكان رنكه «نسر ذو رأسين» وبيبرس البندقدارى اتخذ رنكا على شكل سبع «أسد».