كشفت ماريا زاخاروفا، الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، عن حادث توقيف تعسفى لدبلوماسى روسى فى الولاياتالمتحدة بغية تجنيده لصالح الاستخبارات الأمريكية. وذكرت زاخاروفا فى تصريحات لقناة «روسيا 1» التليفزيونية، أن الحادث وقع أثناء مرض رئيس الوزراء الروسى السابق يفغينى بريماكوف (الذى توفى فى 26 يونيو 2015 عن عمر يناهز 86 عاما)، إذ جمع ذووه وأقرباؤه مبلغا قدره 10 آلاف دولار لشراء أدوية له لا تباع إلا فى الولاياتالمتحدة. وأضافت إن أحد الدبلوماسيين الروس العاملين فى الولاياتالمتحدة تكلف بهذه المهمة الإنسانية، واتصل بأحد الأطباء الأمريكيين عبر قنوات رسمية، ليشترى الأدوية الضرورية بمساعدته. وواصلت « لكن أثناء شراء الأدوية وقعت مشكلة، حيث لحق بالدبلوماسى الروسى عملاء للاستخبارات الأمريكية، اقتادوه إلى قبو المحل الذى كان خارج نطاق تغطية الشبكة الخلوية، ولم يكن بإمكان الدبلوماسى الاتصال بالقنصلية أو السفارة الروسية أو بأى من زملائه. واستمر حجزه لمدة ساعة». ورجحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية أن يكون هذا التوقيف التعسفى محاولة لتجنيد الدبلوماسي، وأوضحت «ما تحدث به مع الدبلوماسى خبراء الاستخبارات كان يشبه محاولة للتجنيد بقدر أكبر من أى حديث عقلانى آخر، حاولوا تخويفيه، قالوا إنهم ضبطوه أثناء الاتجار بالأدوية والمستلزمات الطبية». واستطردت: « وفى نهاية المطاف تم الإفراج عن الدبلوماسى، لكن العملاء صادروا الأدوية، ولم تعوض الدولة الأمريكية عن قيمتها حتى الآن». ولوحت زاخاروفا بأن الاستخبارات الأمريكية تتحمل بذلك المسئولية عن تدهور صحة بريماكوف لاحقا، بينما لم توجه الدبلوماسية الروسية اتهاما مباشرا، لكنها أكدت أنه بسبب هذا التدخل غير القانونى للعملاء الأمريكيين، اضطرت السفارة الروسية لشراء الأدوية من مصدر آخر، وعندما تم إيصال الأدوية الضرورية إلى روسيا (بفضل تدخل وزارة الخارجية الأمريكية التى قامت بتسوية الوضع) بأسرع طرق ممكنة، «كان الوقت متأخرًا» لعلاج بريماكوف.