قام الفريق أول صدقى صبحى القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، يرافقه الفريق محمود حجازى رئيس أركان حرب القوات المسلحة، بتقديم التهنئة لقداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بمناسبة الاحتفال بعيد الميلاد المجيد بمقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية. وأعرب القائد العام لقداسة البابا عن اعتزاز القوات المسلحة بمواقفه الوطنية التى أكدت أن شعب مصر بمسلميه وأقباطه نسيج واحد يجمعهم وطن واحد وآمال واحدة فى بناء مصر وتاريخها الزاهر المجيد، مؤكدا أن مصر بنسيجها الوطنى القوى ستظل نموذجاً فريداً بين الشعوب فى الوسطية والتسامح ونبذ الجهل والتعصب والإرهاب الذى يسعى إلى الهدم والتخريب واستباحة الدماء التى حرمتها الشرائع السماوية كافة، داعياً أن يعيد هذه المناسبة على مصر والمصريين بالأمن والاستقرار والتقدم. من جانبه، قدم قداسة البابا تواضروس الثانى الشكر للقوات المسلحة على دورها العظيم فى خدمة الوطن وحماية أمنه واستقراره فى الميادين كافة، بجانب جهدها الملموس فى إعادة بناء وترميم دور العبادة التى تضررت جراء العمليات الإرهابية خلال الفترة الماضية، مؤكدا أن الميلاد المجيد يمثل انبعاثة لأمل جديد ومستقبل مشرق لمصر، التى تحتاج إلى جهود أبنائها المخلصين وفى طليعتهم رجال القوات المسلحة، بما يقدمونه من عطاء حقيقى من أجل مصر والمصريين، حضر اللقاء قادة الأفرع الرئيسية وعدد من قادة القوات المسلحة. فيما قام فضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف أمس الأربعاء بزيارة الكاتدرائية المرقسية بالعباسية للتهنئة بعيد الميلاد المجيد. وقدم فضيلة الإمام الأكبر أخلص التهانى وأطيب الأمانى لقداسة البابا تواضروس والإخوة المسيحيين بحلول عيد الميلاد، مؤكدًا أن زيارة اليوم للكاتدرائية للتهنئة بعيد الميلاد حرصنا فيها هذه المرة على أن يشارك فيها زهور أبناء الأزهر وبناته؛ ليعبروا عن المحبة والوحدة التى تجمعنا والتى هى أكبر من كل محاولات شق الصف المصري، مشيرًا إلى أن هذه الزيارة تعبر عن الوحدة الصلبة التى تتحطم عليها دائما محاولات المجرمين والمخربين، وأن التاريخ علمنا أن مصر دائمًا أكبر من هذه المحاولات. وأوضح فضيلته أن مصر متدينة منذ آلاف السنين ولا يمكن لأى أحد كائنا من كان أن يعزل المصريين عن جذور المودة التى تسود بينهم، مشيرا إلى أننا نعلم أبناءنا وبناتنا فى الأزهر أن الناس بالقياس إلى المؤمن إما أخ فى الدين، أو نظير فى الإنسانية، ومما كان يردده النبى –صلى الله عليه وسلم- عقب كل صلاة ويَشْهد عليه قوله مخاطبًا ربه: «أنَا شَهِيدٌ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ أَنَا شَهِيدٌ أَنَّ الْعِبَادَ كُلَّهُمْ إِخْوَة»؛ لتأكيد الأخوة الإنسانية، سائلا الله تعالى أن يُحقِّق لوطننا مزيدًا من الأمن والأمان والتقدُّم والرَّخاء، وأن يرعى خطواتنا المشتركة من أجل رفعته ووحدة شعبه. من جانبه، أعرب قداسة البابا تواضروس الثانى عن سعادته بزيارة فضيلة الإمام الأكبر والوفد المرافق لفضيلته، قائلا: وتزداد هذه السعادة بوجود شباب الأزهر معنا اليوم الذى يعبر عن النفسية والشخصية الطيبة ويدل على صدق المودة، وأنا أكثر مودة بمعرفة شباب جدد أشعرنا اللقاء بهم أننا لسنا وحدنا، فكلما كنا يدا واحدة كنا أكثر سعادة على أرض مصر. وأوضح قداسته أن المسلمين والمسيحيين يعيشون على أرض الوطن فى تلاحم وأخوة وتواصل، وأنَّ العلاقات القوية بين الأزهر والكاتدرائية تعد نموذجا فريدا فى التعايش المشترك بين المصريين، متمنيا أن تبقى مصر محروسة بصمود أبنائها ووحدتهم التى تتجلَّى - دائمًا - فى أوقات المحن والشدائد.