أعلن تنظيم داعش مسئوليته عن الهجوم الذى وقع فى ملهى ليلى بمدينة اسطنبول التركية خلال احتفالات العام الجديد، موضحا فى بيان تناقلته مواقع جهادية أن «جندياً من جنود الخلافة دك أحد أشهر الملاهى الليلية التى يحتفل فيها النصارى وأغار عليهم بالقنابل اليدوية وسلاحه الرشاش». وأضاف أن «العملية تأتى ثأراً لدين الله وتلبية لأمر أمير المؤمنين باستهداف تركيا». فيما وجه زعيم داعش أبو بكر البغدادى تعليماته إلى قادته إلى تفعيل عمل خلايا التنظيم فى الدول العربية والأوروبية وتنفيذ هجمات نوعية على تجمعات للمدنيين، محرضا أيضاً على ضرب المنشآت النفطية والمصالح الأجنبية فى البلدان العربية، فضلاً عن شن هجمات فى دول أوروبية رداً على ما أسماه اعتداء التحالف الدولى على أرض الخلافة والمسلمين. ارتفعت حصيلة ضحايا التفجير الإرهابى الذى استهدف مطعماً شهيراً فى اسطنبول خلال الاحتفالات بعيد رأس السنة إلى 39 قتيلا بينهم 16 أجنبيا وما يقرب من 69 جريحا. وأعلن وزير الداخلية التركى سليمان سويلو أن من بين الضحايا 7 قتلى سعوديين ونحو 10 مصابين، ومقتل تونسيين اثنين، و3 أردنيين وإصابة 4 آخرين بجروح ومقتل كويتى وإصابة 5 آخرين فى الحادث. ويقع المطعم الشهير المذكور فى وسط اسطنبول بحى «أورتاكوي» وهو أحد الأحياء الراقية والمتميزة فى المدينة، ويطل المطعم على الجانب الأوروبى لخليج البوسفور الذى يقسم اسطنبول. دوليا، أدان البيت الأبيض الهجوم ووصفه ب «العمل المروع»، وعرض الرئيس الأمريكى باراك أوباما إرسال فرق إلى الحكومة التركية للمساعدة فى مواجهة الهجوم. فيما نفت السفارة الأمريكية فى أنقرة ما تتداوله حسابات إلكترونية تركية عن معرفتها المسبقة بالهجوم الدموى على نادى «رينا» الليلى فى إسطنبول ليلة رأس السنة، مؤكدة أن تلك التقارير غير صحيحة، وأن واشنطن تواصل العمل مع تركيا لمكافحة الإرهاب. وقالت السفارة الأمريكية فى أنقرة ببيانها إن التحذير السابق الذى أصدرته فى 22 ديسمبر الماضى حول مخاطر أمنية فى تركيا وإرجاء من أوروبا كان «بيانا عاما يوجه للأمريكيين كلما كان هناك خطر لاستهدافهم أو لتعرضهم للعنف»، مذكرة بأن البيان اقتصر على التحذير من ارتياد الأماكن المزدحمة والتى يرتادها السياح والأجانب، بما فى ذلك المطاعم والمراكز التجارية ودور العبادة. كما نفت السفارة أن تكون قد حذرت الأمريكيين من ارتياد أماكن أو أحياء محددة، مشددة على أن العمل بين الأتراك والأمريكيين مستمر لمكافحة الإرهاب، بما فى ذلك تبادل المعلومات حول التهديدات الإرهابية المحتملة. يذكر أن بيان السفارة الأمريكية تبعه تحذير آخر للمواطنين الأمريكيين فى تركيا بسبب استمرار العمليات الأمنية لمطاردة منفذ الهجوم، ونصحت السفارة رعاياها بالاحتماء والحد من حركتهم. فى السياق نفسه، ذكرت صحيفة «التليجراف» البريطانية ان العمل الإرهابى على ملهى «رينا» الليلى الواقع فى مضيق البوسفور قد عمق الانقسامات التركية، وأنهى العام القاتم بنهاية دامية مع توقع المزيد خلال العام القادم، مشيرة إلى ما شهدته تركيا العام الماضى من تفجيرات متفرقة وتمرد كردى وركود اقتصادى وتزايد انعدام الأمن، تخلل كل هذه الاضطرابات محاولة انقلاب عنيفة فاشلة. ونقلت «التليجراف» عن مالك الملهى الليلى وهو أحد الأماكن الأكثر تميزا فى اسطنبول تأكيده أنه كان يشعر بالقلق من احتمالية استهداف «رينا» للقيام بعمل إرهابى ، حيث إنه مقصد للنخبة العالمية من المشاهير والنجوم فى جميع المجالات وأثرياء العالم، ولذلك طالب بزيادة الاجراءات الأمنية فى النادي. أما صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية فقد سلطت الضوء على بيان «داعش» التى تبنت من خلاله الهجوم، ووصف الحكومة التركية ب«الكافرة»، وأضاف إن هذه المجزرة كانت انتقاما لدماء المسلمين التى تراق، فى إشارة إلى العمليات الجارية فى تركيا ضد التنظيم فى سوريا.