على مدار عقود كان مركز حراسة المرمى فى مصر يزخر بالكثير من العظماء لاعبون من طراز هيكل وإكرامى والبطل وشوبير والحضرى ساهموا بشكل فعال فى صناعة تاريخ وأمجاد بلادنا فى المحافل المختلفة ووضعونا على رأس قائمة أسياد افريقيا بلا منازع سواء فى الاندية أو المنتخبات. والآن تبدو الأمور مختلفة وبات هذا المركز مهددا حتى ولو نظريا وتجلى ذلك خلال لقائى المنتخب بتصفيات المونديال أمام الكونغو وغانا حيث اعتمد الجهاز الفنى على حارس يبلغ من العمر 44 عاما هو الأسطورة عصام الحضرى الذى يعد من وجهة نظر كثيرين أفضل من وقف تحت العارضة والقائمين فى تاريخ مصر لكنه لم يعد كما كان والمتابع لأداء الحارس فى الفترة الأخيرة يدرك ذلك تماما. وفى منتخبنا الوطنى يوجد بجوار الحضرى حارسى القطبين شريف إكرامى وأحمد الشناوى والأول عاد للتألق مؤخرا لكنه يعانى التذبذب على فترات والثانى شهد مستواه تراجعا حادا وأصبح الوضع مقلقا على مصير «حماة العرين» فى بلاد مما دفعنا لطرق أبواب بعض المتخصصين لمعرفة رأيهم حول مدى خطورة الظاهرة وبعض الحلول التى تعيد لنا الأمل فى حراس المرمى المصريين. خبراء الحراس انقسموا على انفسهم بعضهم شاركنا القلق وآخرون أكدوا أن الأمور تسير على ما يرام. لا داعى للخوف يرى إكرامى حارس مرمى المنتخب والأهلى السابق أنه لا داعى للخوف على مستقبل حراسة المرمى بسبب وجود العديد من الحراس فى الأندية المختلفة الذين يؤدون بشكل جيد وأوضح أنه لا يمكن ترتيب حراس المرمى فى المنتخب لأن هذا الأمر يرجع إلى أحمد ناجى مدرب الحراس والجهاز الفنى بقيادة الارجنتينى هيكتور كوبر فهم أكثر الأشخاص دِراية بمستويات جميع اللاعبين. وعن السبب فى اهتزاز مستويات حراس المرمى أكد أن كل لاعب وليس الحراس فقط يمرون أحياناً بفترات هبوط فى مستوياتهم وهى ظاهرة صحية وليست أزمة كما يتصورها البعض ولكن ما يميز لاعب عن آخر هى مدة هبوط المستوى فاللاعب المتميز هو الذى يجعل الفترة لا تطول.. وفيما يتعلق بعدم وجود حراس مرمى مصريين محترفين بالخارج أرجع إكرامى الأمر إلى الفكر العقيم الذى يُطبق فى الأندية المصرية وهو عدم موافقتهم على احتراف اللاعبين بشكل عام وحراس المرمى بشكل خاص فى سن مبكرة لكى يعتادوا على جو الاحتراف أما الجزء الاخر فيرجع إلى شخصية اللاعب نفسه. وعن رأيه فى النهوض بمستوى حِراسة المرمى فى مصر أوضح أنه يجب الاهتمام بمدربى قطاعات الناشئين بالأندية المختلفة ومحو فكرة أن يكون المدرب مجرد موظف يتقاضى أجراً بمعنى أنه يجب أن تُوفر له الإمكانيات المادية والمعنوية المناسبة التى تمكنه من العمل فى جو صحى. تعاقب الأجيال فكرى صالح مدرب حراس مرمى وادى دجلة أكد أن مستقبل حراسة المرمى لا يوجد به أزمة إذ أن هناك أربعة أجيال متتابعة تفرض نفسها على الساحة الآن، فنجد فى الجيل الأول عصام الحضرى وفى الثانى الشناوى وشريف إكرامى وفى الثالث نجد على لطفى والمهدى سليمان ويوجد بالجيل الرابع محمود رضا حارس مرمى أسوان وأحمد حمدى حارس النصر للتعدين. ويرى فكرى أن الأكثر موهبة فى مصر هو الشناوى ولكن من يستحق أن يكون أساسياً بمنتخبنا هو عصام الحضرى لأنه يمتلك العديد من المقومات التى تجعل له الأحقيه فى الاحتفاظ بمكان أساسى فهو الأكثر خبرة ويملك عزيمة وإصرارًا غير طبيعيين لانه يخطط لهدف واحد وهو أن يختتم مشواره بالوصول إلى كاس العالم 2018 ولديه لياقة بدنية عالية تكاد تكون أفضل من حراس المرمى الأصغر منه سناً كل هذه المقومات تجعله الأحق بحراسة عرين المنتخب فى الفترات المقبلة. مستقبل غامض على الجانب المقابل سعفان الصغير مدرب حراس الإسماعيلى والذى أبدى قلقه حول مستقبل حراسة المرمى غير واضح حيث إنه من يمتلك صفة اللعب للمنتخب هم 3 إلى 4 حراس على الاكثر وهو أمر غير مُطمئن مما يجعلنا نقلق بشأن عدم وجود عدد كبير من الحراس المؤهلين للانضمام إلى المنتخب ..وأكد ايضا عدم أحقية عدد من اللاعبين فى الانضمام إلى المنتخب وأحقية البعض الآخر فى الانضمام اليه . وعن فكرة وجود حراس مرمى أجانب بالدورى المصرى وتأثيره على اختيارات المنتخب أكد انه ضد هذا الأمر تماماً لانه يدمر حراس المرمى المصريين، ففى حال فتح هذا الباب مجدداً ستسرع جميع الأندية لاستقدام أجانب وبالتالى سوف يندر وجود الحراس المصريين بالدورى ويصبح المنتخب مجبراً على أخذ الحراس المتبقين. تذبذب المستوى أكد خالد مصطفى مدرب حراس مرمى المقاولون أن مستقبل حِراسة المرمى يدعو للقلق بسبب المستويات المتفاوتة التى ظهر بها بعض الحراس مثل عصام الحضرى الذى بدأ الموسم بمستوى مرتفع ولكن سرعان ما تعثر فى بعض المباريات ومثله أيضًا الشناوى وإكرامى. أشار إلى أن منظومة حراسة المرمى فى مصر متراجعة بشكل كبير عن أوروبا وينقصها إعداد المدربين بالدورات المتخصصة فى حراسة المرمى فقد استنكر عدم وجود دراسات لحراسة المرمى فى مصر مؤكداً أن الدورات الA والB والC التى يعدها اتحاد الكرة لا يوجد بها دورات لحراسة المرمى وبالتالى هناك فرق إمكانيات كبير بالنسبة لحراس المرمى المصريين والحراس الأجانب لذا يجب على إتحاد الكرة إدخال هذه الدورات المتخصصة واستقدام محاضرين أجانب لإعداد جيل من المدربين الأكفاء القادرين على النهوض بمستوى حراسة المرمى بشكل عام.