طالب عدد من سيدات جماعة الإخوان المسلمين بضرورة توسيع مجال المشاركة لهن في العمل السياسي بعد تغيير الأوضاع في مصر نتيجة لثورة يناير، لكنهن رفضن ما اسمينه بالصورة النمطية التي يقدمها الإعلام عنهن، التي تصورهن كتابعات يقدن من رجال الجماعة، مؤكدات ضرورة الاستماع إليهن لا عنهن. ثناء حسن البنا ابنة مؤسس الجماعة كشفت عن عدة نقاط تمثل موقف والدها من المرأة عمومًا، فقالت: والدي دائمًا كان يكرر حديث الرسول صلي الله عليه وسلم «النساء شقائق الرجال»، وأضافت: كان يري أن النساء مثل الرجال تمامًا لكن ثمة تكاليف معينة يختص بها الرجل وأخري خاصة بالمرأة. وأوضحت أن والدها كان يرفض مقولة جدها عبدالرحمن الساعاتي، والبنت تدرس دراسة إسلامية وتجلس في البيت. مضيفة: لأنه كان يري أن المرأة تتعلم كالرجل، ضاربة المثل بنفسها حيث أدخلها والدها التعليم حتي حصلت علي كلية اقتصاد منزلي. وأوضحت أن والدها كان لا يري مانعًا من عمل المرأة بالسياسة، مشيرة إلي مناقشاته مع والدته واختها «وفاء» في الأمور السياسية والشأن العام. وعن موقفه من الاختلاط بين الرجال والنساء قالت: والدي كان يرفض فكرة الاختلاط إلا للضرورة، موضحة أن هذا كان موقفًا عامًا لكنها أشارت إلي تعلم بعض أخواتها في تعليم مختلط. مكارم الديري القيادة الإخوانية البارزة أوضحت أن تمثيل المرأة في الجماعة محدود، وذلك يرجع في رأيها إلي الظروف السابقة التي كانت تمر بها الجماعة مشيرة إلي أن المرأة الإخوانية شاركت بقوة في المجال الاجتماعي والدعوي لكن السياسي ليس بنفس المستوي. وعللت الديري ذلك بأن الجماعة جزء من المجتمع ولاتزال نظرة المجتمع المصري لا تتقبل مشاركة المرأة في السياسة. وأوضحت مرشحة الجماعة في انتخابات 2005 أن المرأة تخضع لبرنامج تربية وتثقيف علي أعلي مستوي، مشيرة إلي أن أول ركن من أركان البيعة هو فهم أسس الإسلام وتعاليمه الصحيحة. وطلبت الديري أن يكون المشرف علي نشاط المرأة في الجماعة «امرأة» وليس رجلاً كما هو الحال حاليًا. وطالبت بتوسيع رقعة المشاركة لتصل لمكتب الإرشاد ومجلس الشوري، مؤكدة ضرورة خلق فكرة العمل المؤسسي للمرأة داخل الجماعة لأن هذا برأيها الضمان الوحيد لتمثيل عادل للمرأة في الجماعة دون فرض كوتة أو تعيين أشخاص. بشري السمني مسئولة أمانة المرأة بحزب الحرية والعدالة في الإسكندرية أكدت أن دور المرأة في الجماعة بعد الثورة أخذ في البروز، مشيرة إلي مؤتمر الأخوات المسلمات الذي عقد أخيرًا في مدينة نصر. وأوضحت السمني نتوقع أن تشارك المرأة في انتخابات مجلس الشعب المقبل بنسبة 20% من مشاركة الجماعة، ورفضت السمني ما يردد عن الجماعة بأنها ترفض اختلاط النساء قائلة: «نساء الإخوان يعملن في كل المجالات العامة ويشاركن الرجال في هذه المجالات في الإبداع والانتاج سواء كن مدرسات أو باحثات أو أساتذة جامعات». وطالبت السمني المجتمع المصري بإصلاح نظرته للمرأة ابتداءً وليس الجماعة فقط قائلة: «نحتاج أن تصبح المرأة قاضية تصل إلي أعلي مناصب القضاء». وعن مطالبها من الجماعة قالت مسئولة المرأة بالإسكندرية وأتمني أن تفسح الجماعة مشاركة أكبر للنساء في مختلف المجالات مضيفة كذلك أطالب بتدريب كبير للعنصر النسائي داخل الجماعة. من جانبه قال د.محمود غزلان المتحدث الإسلامي باسم الجماعة إن هناك لجنة للتطور تدرس أوضاع الجماعة بما في ذلك موقف المرأة، مشيرًا إلي إمكانية تمثيل المرأة في مكتب الإرشاد ومجلس الشوري. وأكد غزلان أن لجنة التطوير استمعت لمطالب المرأة في الجماعة حتي يكون التطوير مبنيًا علي مشاركة نسائية وليس أمرًا فوقيًا. وأوضح غزلان أن المرأة الإخوانية لعبت دورًا كبيرًا ومهمًا في شتي مجالات العمل العام اجتماعية ودعوية وسياسية مؤكدًا أن الإخوان ينظرون للمرأة نظرة تقدير.