تبين أن لدى تنظيم داعش القدرة على التوسع فى مناطق كثيرة، مثل توسعهم فى العراقوسوريا وليبيا، وقد وصل تنظيم داعش إلى أفغانستان، وبدأ فى السيطرة على مناطق كثيرة، وتوسعه هذه المرة لأسباب أهمها المنافسة الشرسة التى يواجهها التنظيم مع حركة طالبان ذات النفوذ المسيطر والأقوى على أفغانستان. ويرجح لجوء داعش للسيطرة لرغبتهم فى تحقيق انتشار واسع فى أفغانستان، ليكون قويا مثل حركة طالبان، ولخلق مصدر جديد للتمويل، بجانب البترول الذى يقومون بسرقته، سواء من سوريا أو ليبيا أو العراق، وهو ما يمثل تجارة مهمة لهم، كتجارة المخدرات التى تعتبر أفغانستان أحد أكبر روادها. فقد اتخذت «داعش» من وجوده فى أفغانستان طريقا جديدا له. وقد تحالف «داعش» مع حركة «طالبان» واعترف كل منهما بالآخر، وقد ظهرا معا فى مناسبات كثيرة، ونجح فى خلق كيان له فى أفغانستان، فداعش افغانستان مكون من بعض المنشقين عن حركة طالبان، مضاف اليهم بعض المقاتلين الأجانب من دول كثيرة سواء أوروبية أو آسيوية. ورغم ذلك يظل تنظيم داعش محدودا فى أفغانستان منذ بداية توغله منذ العام الماضى، ومعروف أن داعش يتمركز أغلبيته فى إقليم تانجار هار، شرق أفغانستان. ورغم ذلك، يتعرض تنظيم داعش إلى عدة ضربات قوية بسبب الهجمات التى تشنها القوات الحكومية الأفغانية بدعم من بعض الدول، خاصة من الولاياتالمتحدةالأمريكية، وقد كان من أسباب فشل عناصر داعش فى عدم اكتساب المزيد من الأراضى الأفغانية وهو رفض الشعب الأفغانى لهذا التنظيم. ومعروف أن الأفغان يحملون طابع الغضب تجاه كل قادم من خارج بلادهم، وعلى الرغم من كل ذلك، فتعتبر أفغانستان بؤرة تنظيم داعش، فبهجومها على «كابول» تؤكد انها أصبحت قادرة على التوغل فى أعماق أفغانستان، وهذا يعد تطورا خطيرا لا يمكن السكوت عنه. من ناحية أخرى فقد أعلنت الولاياتالمتحدةالأمريكية فى السابق أنها سوف ترحل بجيشها من أفغانستان، وهذا الكلام قد أعلنه الرئيس الأمريكى فى العام قبل الماضى ولكن تباطأت الولاياتالمتحدة فى الخروج من أفغانستان لأن خروجها سوف يؤدى إلى انهيار أمنى لدولة أفغانستان. كذلك الولاياتالمتحدةالأمريكية تقوم طائراتها الحربية بين الحين والآخر بضرب قوات طالبان وقوات داعش ولم تحسن أى شىء من خلال ضرباتها لهذين التنظيمين. للأسف الشديد، لقد أصبحت أفغانستان تائهة بين التنظيمات القذرة التى توجد على أرضها مثل تنظيم طالبان وتنظيم داعش الذى لا يعرف له أى حدود فى توغلاته فى كثير من البلاد، مثل توغله فى سورياوالعراق وليبيا، ووجود هذا التنظيم يخلق الفساد والفوضى فى هذه البلاد التى يقوم بالتدخل فيها. فيجب على كل بلد من هذه البلاد أن يقاوم هذا التنظيم العفن اللاأخلاقى المتمسح فى الإسلام، وهم لا يعرفون عن الإسلام أى شىء والإسلام برىء من مثل هذه القاذورات الداعشية لأن هذا التنظيم ظهر على حقيقته وهى القتل والابتزاز والسرقة والاحتلال.