في ظل توغل تنظيم داعش في العديد من دول العالم كسوريا والعراق ومحاولاته في باقي الدول العربية، يبدو أن هدفه القادم والذي بدأ التركيز عليه بقوة هو أفغانستانوباكستان...وسحب البساط من تحت حركة طالبان المسيطرة على كلتا الدولتين، وذلك من أجل تحقيق هدفه في دولة الخلافة الإسلامية...ولذلك يحاول جاهدا استغلال الفرصة التي أتيحت أمامه حاليا نتيجة الانقسام الذي تشهده حركة طالبان عقب وفاة الملا "محمد عمر". اختيار الملا "أختر منصور" لزعامة طالبان تواجه حركة طالبان الأفغانية انشقاقا بين صفوفها منذ إعلان اختيار الملا "اختر منصور" خليفة للملا "محمد عمر"، نظرا لأن البعض اعتبر اختياره مخالفا لقوانين الحركة وغير شرعي، لأنه جاء دون موافقة جميع الأطراف وقيادات الحركة وبشكل مفاجئ. وقال المحللون إن وفاة زعيم حركة طالبان الأفغانية الملا محمد عمر قد يدفع بعدد كبير من جهاديي المنطقة إلى أحضان تنظيم "داعش" الذي يرغب في أن يبسط على أفغانستان "خلافته"، مثلما أعلن في مناطق بالعراق وسوريا. واعتبر "مايكل كوجلمان"، من معهد ودرو ولسون في واشنطن، "لا شك في أن موت الملا عمر نعمة بالنسبة لتنظيم داعش وسيوفر سببا إضافيا لعدد كبير من عناصر طالبان المستائين من الصمت الطويل لزعيمهم الملا عمر، لترك الحركة والانضمام إلى تنظيم داعش". تمدد داعش داخل أفغانستان تغلغل فكر تنظيم داعش في أفغانستان ومبايعة بعض عناصر حركة طالبان لأبي بكر البغدادي ومنذ بداية يناير، أقسم عشرة من القادة السابقين لطالبان يمين الولاء بصورة جماعية لتنظيم "داعش"، الذين عينهم بعد ذلك على فرعه في منطقة خراسان التي تضم باكستانوأفغانستان، المهد التاريخي لطالبان والقاعدة. وفي يونيو، دارت صدامات دامية بين طالبان وأعدائهم الإسلاميين الجدد في جنوبأفغانستان، حيث زادت الولاياتالمتحدة الغارات القاتلة التي تشنها الطائرات بلا طيار على القادة المحليين لتنظيم "داعش". قيادات من طالبان إلى داعش، وأنهم يؤسسون معسكرات فى مناطق نفوذ طالبان لجذب المزيد من الأنصار، كما أن الاشتباكات بين الطرفين تتزايد وقد أرسلت طالبان إلى أبى بكر البغدادى تطالبه بكف أنصار دولته عن اختراق الحركة والدخول معها فى مواجهة لأن ذلك يصب فى مصلحة المحتلين الأمريكان والحكومة المنتخبة غير الشرعية - فى نظر طالبان. رفض طالبان نهج داعش الأكثر تطرفا رغم أن حركة طالبان ينظر إليها على أنها تتبع أسلوبا متطرفا، إلا أن تنظيم "داعش" أظهر أسلوبا أكثر وحشية وتطرفا لدرجة أن حركة طالبان ترفض نهجه المتطرف. فأكد المحلل السياسي الباكستاني أحمد القرشي أن التنظيمات المتشددة في باكستانوافغانستان رفضت تطرف داعش الزائد ونهجه خاصة أن هذا التنظيم يحاول نشر فكره بالعنف في تلك المنطقة مبينا أن حتى المدنيين الذي شهدوا حروبا منذ أربعين عاما باتوا غير قابلين لدخول أي فكر متطرف آخر على بلادهم فكيف اذا كان هذا الفكر أكثر تطرفا ممن سبقه وقال القرشي ان "الجماعات المتشددة في افغانستانوباكستان وهي منتشرة جدا في تلك المنطقة ترفض تشدد داعش الذي يحاول نشر فكره" مضيفا ان تلك الجماعات المتشددة مثل القاعدة وغيرها ترفض تنظيما جديدا مثل داعش ويخلق له نفوذا ومن الطبيعي أن ترفض هذا التمدد وخاصة أن انتشاره قسري يعتمد على العنف في انتشاره.