قلعة قايتباى من أشهر معالم الاسكندرية وكان قد أمر ببنائها السلطان الاشرف قايتباى وقت زيارته للاسكندرية فى صيف 1477 واستغرق بناؤها عامين وزارها السلطان قايتباى سنة 1479 وكان الغرض منها حماية الاسكندرية من هجمات القراصنة وسفن الفرنجة.. تتكون القلعة من دهليز يمتد على قناطر فى البحر من الساحل لضرب أى سفن غريبة قبل الوصول للشاطئ وأعلاها نقطة مراقبة يمكن من خلاها رؤية سفن الفرنجة من مسافة بعيدة تقدر بمسيرة يوم. ويقال ان القلعة تكلفت100 ألف دينار ووضعت فيها أسلحة ومدافع وتعد من أهم الآثار الإسلامية بالإسكندرية وشهد هذا العام اقامة أول حفل زفاف فى ساحتها مما يعد إهانة كبيرة للتاريخ المصري، فى ظل موافقة المعنيين على اقامة الحفل من أجل الحصول على الأموال على حساب التاريخ بالمتاجرة بآثار الوطن.. كمال أحمد النائب البرلمانى يقول إن هذه الأماكن الأثرية لها احترامها وتحمل تاريخ مصر ومن يفرط بها لا يستحقها. وقام عدد من النشطاء بالإسكندرية بالتعبير عن غضبهم بسبب إهانة الآثار المصرية بتحويل قلعة قايتباى إلى قاعة أفراح من خلال إطلاق حملة لحماية الآثار تحت عنوان «القلعة مش قاعة أفراح» وتؤكدالحملة أن الترويج السياحى للقلعة يأتى من خلال تنظيم الفعاليات الثقافية والفنية، وليس من خلال تنظيم حفلات الزفاف ويمكن استغلال الأماكن المحيطة خارج أسوار القلعة تجاريا من أجل عقد المناسبات السعيدة ودافعت إدارة التنمية الثقافية والوعى الأثرى بمنطقة آثار الاسكندرية عن اقامة افراح داخل القلعة فى ظل وجود الاشتراطات اللازمة أمنيا والتعهدات بشأن عدم المساس بالآثار فى أثناء إقامة حفلات الزفاف وتوجد فى قلعة قايتباى مساحة كافية لإقامة مثل هذه الحفلات حيث كانت تستقبل حفلات غنائية ومؤتمرات على الدوام.. ويضيف صبرى لبيب موظف انه زار مع اولاده القلعة وفوجئ باشخاص يقومون بطرد المواطنين الجالسين على سور البحر المجاور للقلعة ليقوموا بفرش مناضد وكراسى وتحويلها الى كافية فى الهواء الطلق وعندما سألوا عن شرعية ذلك التصرف الذى يتم على مرأى ومسمع من رجال الشرطة المتواجدين فى النقطة الثابتة أمام القلعة لتأمينها. تبين أن حى الجمرك يؤجر المنطقة لقسم شرطة الجمرك الذى يؤجرها لهؤلاء الاشخاص دون أن يعرف أحد مدى قانونية قيام شرطة الجمرك بتأجير سور البحر.. وقال لبيب إنه يتم القاء الشحم والزيت على السور لمنع الاهالى من الجلوس المجانى واللجوء الى أماكن النظيفة التى يؤجرها لهم الاشخاص المسيطرون على سور الكورنيش والمفترض انه مجانى. ويتحسر لبيب على منظر القلعة الذى طالته يد الاهمال وشوهته الكتابة على الجدران متسائلا اين دور الشرطة المتواجدة باستمرار لتأمين المكان ولماذا لا تقوم بدورها فى الحفاظ على المكان ومنع الاعتداء عليه علما بأنه تزايدت شكاوى زوار منطقة قلعة قايتباى بالإسكندرية من سيطرة البلطجية على الممشى المؤدى لحرم القلعة والمنطقة المحيطة بها، ما يحرم المواطنين من التنزه والاستمتاع برؤية الأثر التاريخى والمنظر الجمالى للمنطقة.. ويشير محمد السيد إلى أن من سكان المنشية وتعتبر القلعة هى النزهة الاسبوعية شتاء وصيفا له ولأسرته حيث اصطحبهم سيرا على الأقدام حتى قلعة قايتباى ويسهرون بها لوقت متأخر نظرا لجمال المنظر ولكنهم فقدوا الاستمتاع بهذه النزهة المجانية بسبب احتلال البلطجية لحرم القلعة وخاصة الممشى المطل على البحر حيث يضعون كراسى وترابيزات ويجبرون المارة على الجلوس مقابل المشروبات وإلا تم منعهم من الجلوس على سور الكورنيش وكأن السور أصبح ملكية خاصة بهم.. وقال سميرة محمد: لم نعد نجد مكانا نجلس فيه بعد أن احتل البلطجية محيط القلعة وافترشوا المنطقة بالكامل بكراسيهم وأدواتهم التى يستخدمونها فى إعداد المشروبات بل وصل بهم الأمر إلى وضع زيوت وشحوم على سور الكورنيش حتى يضطر الزوار للجوء إليهم وهو ما أدى إلى عزوف الكثيرين عن زيارة المنطقة وهجرة الوفود السياحية حتى تكاد الإسكندرية تزال من خارطة الحركة ومن برامج شركات السياحة. من جانبه يؤكد فرج شعبان رئيس حى الجمرك أن مشكلة حرم قلعة قايتباى مشكلة قديمة ومعقدة وليست وليدة اليوم وتفاقم الوضع بها بعد ثورة ينايرمشيرا إلى أنه تولى قيادة حى الجمرك منذ فترة بسيطة وستكون مشكلة حرم القلعة الأثرى أولى اهتماماته. وأوضح شعبان أن الحل الأمثل الذى توصل إليه هو إسناد مهمة تأمين حرم القلعة لشركة حراسة خاصة تمنع كل أشكال البلطجة فى المنطقة بالتنسيق مع مباحث الإسكندرية.