فى «كوم الشقافة» تتلاحم الآثار والعشوائيات.. الباعة الجائلون احتلوا الشوارع والأرصفة ويكونون ما يعرف ب «سوق الساعة» الذى فشلت كل محاولات نقله لفتح الطريق أمام المارة وزوار آثاره. يقول أحمد موسى – مسئول بآثار الإسكندرية - تم الكشف عنها بداية القرن 19 عن طريق الصدفة «سقوط حمار» وهى مقبرة فريدة من نوعها ولا مثيل لها فى الشرق الأوسط، مكونة من 3 طوابق تحت الأرض منحوتة فى الصخر، يؤدى إلى الطابق السفلى سلم درج يتكون من 99 درجة وعلى جدران المقبرة من الداخل وصلات للدفن وقاعات لأهالى المتوفى، بها زخارف تمثل التأثير المصرى واليونانى والرومانى، وسميت كوم الشقافة من ناتج الأوانى الفخارية التى كانت تستخدم أثناء زيارة أهل المتوفى للمقبرة ثم يكسرونها. وتم إدراج كوم الشقافة ضمن مشروع على قائمة التراث العالمى لمنظمة اليونسكو، مما استدعى تطوير المنطقة الأثرية، وترجع أهمية المقبرة لاتساعها وكثرة زخارفها وتعقيد تخطيطها، وبها أروع نماذج العمارة الجنائزية. وهى منطقة لا تصلح بحالتها الحالية لأى زيارة سياحية، وعيبها فى عشوائية المنطقة فى سوق الساعة ومنطقة مدافن العامود، والحل يأتى من خلال اللجنة الدائمة للآثار بالمحافظة، وهو تحويل الطريق المؤدى إلى آثار «كوم الشفافة» وعمل باب جديد للمقابر مقابل الباب الحالى، وإنشاء مكان لانتظار الأتوبيسات السياحية، وهو مشروع موجود يحتاج فقط التنسيق مع وزارة الآثار، وبدأت هناك حملات الوعى التطوعية لتنمية وتطوير ورفع الوعى وتأهيل المنطقة والسكان لضم كوم الشقافة وعمود السوارى كمناطق تراث عالمى. وقدمت جمعية «اسكندراما» للتراث والفنون ورش عمل مجانية للحرف اليدوية الصناعات الصغيرة وضمان بيع المنتجات فى الأسواق السياحية بعد تحويل الشارع الواصل بين منطقتى عمود السوارى وكوم الشقافة إلى ممر سياحى على غرار خان الخليلى بالقاهرة. ومنذ عامين تم اكتشاف حجرة دفن أثرية منحوتة بالصخر تشبه مقابر كوم الشقافة الأثرية، أثناء قيام 13عاطلا بأعمال حفر وتنقيب عن الآثار بشكل غير قانونى، داخل عقار بمنطقة كوم الشقافة غرب الإسكندرية وتم ضبط قطع من الفخار غير مكتملة. من جانبه أكد مصطفى رشدى مدير عام آثار الإسكندرية أن هناك تعاونًا بين جميع الأجهزة الرسمية لحماية الآثار ومنع التعديات عليها، وقرارات إزالة فورية للتعديات.
