تمثل المنافسات والأحداث فى دورات الألعاب الأوليمبية قمة التنافس الرياضى الإنسانى البديع. والألعاب الأوليمبية دورات مكتوب لها الخلود والانطباع فى ذاكرة الإنسانية بكل محتوياتها وأبطالها منذ العام 776 قبل الميلاد حتى 2016، حين استضافت ريو دى جانيرو منافسات الدورة التى حملت رقم 31 فى عداد الدورات الأوليمبية الحديثة، التى لا تكف عن التضخم والازدياد وشحن العواطف. والأهم تحطيم الأرقام القياسية التى هى صراع إنسانى بديع نحو تحدى البشر للعوامل الطبيعية وغير الطبيعية، وقد وصلت خلال أوليمبياد ريو إلى 90 رقما قياسيًا جديدًا، ولا تعليق. وبعيدًا عن الصراع الدائر حول ميداليات مصر وعددها ونوعها والمراكز الشرفية والسقوط لبعض الألعاب، فإن البعثة المصرية الضخمة حملت على عاقتها الشعار الأوليمبى الأهم فى ضرورة المشاركة والمنافسة بعيدًا عن إحراز الميداليات، وإن كان الصراع قد تغير كثيرًا وفى خطوات ثابتة ومن خلال بحث مضن وشاق فى مهنة أهملها الأشقاء فى النقد الرياضى المصرى قام الزميل على خضير رئيس القسم الرياضى بالزميلة صباح الخير بالتأريخ والكتابة لأحداث أهم حدث رياضى على وجه الأرض منذ انطلاق شرارتها فى اليونان عام 776 قبل الميلاد.. ومن ثم اندثارها.. وغيابها القهرى لقرون عديدة ثم عودتها على يد النبيل الفرنسى كوبر تانى باعث الحركة الأوليمبية من مرقدها الطويل فى وادى الأوليمبى وكانت المشقة والصعوبة فى بعث هذا الحدث الإنساني الرائع فشهدت مدن وأودية أثينا الجديدة عودة الألعاب مرة أخرى فى 1896 وياله من تاريخ قديم سوف تحفظه سجلات الرياضة العالمية ثم انطلقت الألعاب وبنفس الشروط والمواثيق والمشاركات فى العهد القديم قبل الميلاد كحركة سلمية اجتماعية إنسانية يحرص أهالى كوكب الأرض خلالها على انتشار دعاوى الحب والسلام والوئام، ويتبارى ممثلو الدول والديانات المختلفة حول شعار الأعلى.. الأسمى.. الأقوى. وغير ذلك.. الكثير مما طاف به المؤرخ الرياضى على خضير فى أسلوب سهل وشيق وبنفس عبور أبطال الأوليمبياد فى السباقات والمنافسات التى تستحق الصبر ويصبر خلالها الأبطال على خصومهم ليحققوا الانتصار. إن رحلة الألعاب الأوليمبية شيقة وممتلئة بالأحداث والطرائف والأرقام والأهم كما جاء فى كتاب الأوليمبياد الأبطال صناع التاريخ الذى خصص لهم المؤلف بابًا خاصًا بل عنوانا للكتاب بهم وأعلى بمنزلتهم إلى درجة الأساطير. وقد جمع منهم الكاتب العديد، الذين ينير بهم ويزين حديقة الأوليمبياد فى كل الألعاب. أسماء تستحق الخلود فى دفتر التاريخ الإنسانى بالكامل وليس تاريخ الرياضة والأوليمبياد فقط. لما بذلوه من جهد وعطاء وتفان من أجل اعلاء قيمة الإنسان. فهناك كتابات عن ديوكلس وميلون ديلون ودياجورس وفيللنوس وليود وناس والعشرات من أبطال الاوليمبياد القدماء الذين اعتبرهم إضافة لم تحدث من قبل فى التاريخ الرياضى ولم ينس إضاءة وجود مشاركة مصرية متميزة فى الاوليمبياد والقديم لأبطال الفراعنة من أبناء طيبة فى جميع المنافسات وحصلوا على بطولات أوليمبية وأغصان زيتون وأكاليل غار منحوا أوطانهم من خلالها المجد والفخر. ثم دلف بنا المؤلف إلى الأساطير والأبطال فى العصر الحديث أو كما كتب الأبطال الذين رأينا منهم الكثير من خلال الصور الفوتوغرافية وشاشات التلفاز ووصلوا أيضًا بإنجازاتهم إلى نجومية الأساطير ولكن كما قال من لحم ودم بل إنهم تباروا مع أصحاب الأساطير القدامى فى إنجازاتهم بداية من لويس سبير بدون، أول من أدخل إليهم والميداليات الذهب لأصحاب الاوليمبياد وفى العصر الحديث أثينا 1896 بذهب الماراثون، وهو راعى الغنم الذى مازال اليونانيون يعتبرونه ملهم الرياضة هناك. وجيم ثورب ووسيمولر طرزان وآيل زاتوبيك القاطرة البشرية وبافو تورمي، ومحمد على كلاي، وناديا كومانشى وبيكيلا، وكارل لويس، والقمودى ونوال المتوكل وبوب بيمون وفيلبيس وبولت والعديد من الأبطال الذين حفروا أسماءهم بحروف من نور أوليمبى فكانوا ومازالوا فخرًا لأوطانهم. وسريعًا طار المؤلف لأبطال مصر من أصحاب المشاركات والميداليات الأوليمبية بداية من شرف حصول أحمد حسنين باشا على لقب أول مشارك مصرى وعربى وإفريقى فى الاوليمبياد ستوكهولم 1912. ثم أصحاب الميداليات المصرية التى بدأ انهمار أنهار سيلها منذ اوليمبياد أمستردام 1928 بالذهب والفضة والبرونز للأبطال السيد نصير أول ذهب في التاريخ لرفع الأثقال ثم ذهب المصارعة لإبراهيم مصطفي..ثم فضة وبرونز الغطس لفريد سميكة.. ويتواصل السرد التاريخى لأبطال مصر وصولًا لسارة سمير ومحمد إيهاب وهداية ملاك آخر عنقود المواهب والميداليات التى ازدان بها صدر الرياضة المصرية. رحلة طويلة عشتها مع سطور ورصد على خضير فى كتابه الشيق الذى امتلأ بالأحداث والأرقام والحكايات الأوليمبية وهو الكتاب الذى أراه منفردًا بمادته وعرضها وزحامها الذى حسبه سار بالتوازى مع مسيرة أبطاله بأرقامهم وإنجازاتهم وطرائفهم. ثم إنه دعوة جديدة نحو كتابة التاريخى الرياضى وإضافة ممتازة من المجتهد المحترم على خضير الذى مازال يؤدى دوره تعلم من أجل اثراء المكتبة الرياضية.. التى تنتظر المزيد من الجهد فعل وعسى. فى النهاية شكرًا للزميل العزيز على هذا الجهد.