■ ربما كان استدعاء مراكز القوى بدءاً بعهد عبدالناصر واستكمالاً بعهد السادات له أهمية كبرى بل ضرورى بسبب أوجه الشبه التى تجمع هؤلاء مع مراكز القوى التى حكمت وتحكمت فى مصر طوال ال30 عاماً من عهد مبارك ولا تزال تتواجد لكن بأشكال تتسم بالمكر والتمويه متقمصة دور الكومبارس أو الملقن الذى يتحكم من وراء الستارة فتعالوا لنتعرف عليها. ■ مراكز قوى مبارك.. كان مبارك يقود عملية صنع قرارات منفرداً وبشكل كامل حتى عام 2005 فكان الرجل الأقوى فى مصر وصاحب القرار النهائى فيما كان يحدث على المشهد السياسى، لكن فى ال5 سنوات الأخيرة من حكمه فقد السيطرة لصالح أفراد عائلته فى الوقت الذى طغت فيه المصالح الشخصية داخل مؤسسات السلطة التنفيذية وسط استهجان واسع لخطة توريث الحكم لنجله جمال الابن الأصغر الذى تخرج فى الجامعة الأمريكية 1982 ثم عمل فى بنك أوف أمريكا فرع القاهرة ثم سافر إلى لندن للعمل فى نفس البنك حتى أصبح مديراً له، ارتبط جمال بصداقات مع قيادات مصرفية منها طارق عامر وأحمد البردعى وعبدالله حسن، هشام حسن ومحمد لطفى منصور وزير النقل الأسبق الذى تقدر ثروته ب2 مليار دولار وشقيقيه ياسين ويوسف وثروة كل منهما تقدر ب1،8 مليار دولار ومنع أحدهم من التصرف فى أمواله بقرار النائب العام. ■ فى عام 2000 دخل جمال الحزب الوطنى عن طريق والده وكون جمعية شباب المستقبل وفى 2005 تولى قيادة الحملة الانتخابية لوالده على مقعد الرئاسة ضد أيمن نور، بعدها أصبح الأمين العام المساعد للحزب الوطنى وأمين لجنة السياسات فزاد نفوذه واقتربت منه مراكز القوى التى لم تترك قطاعاً إلا وسيطرت عليه بدءاً بقطاع البترول الذى شهد فرض إتاوات جمال وراسخ والد زوجة علاء وصديقة سوزان زينب الكمونى التى حصلت على تعاقدات من هيئة البترول وبقية الطابور الخامس الذين سيطروا على شركات البترول وصارت عزباً خاصة لهم لأنهم أتباع سامح فهمى وزير البترول آنذاك وجرى تعيينهم بموافقة جمال، ناهيك عن دور رجل الأعمال حسين سالم فى تصدير الغاز لإسرائيل بما يقدر ب1.7 مليار متر مكعب سنوياً لمدة 20 عاماً مقابل 1.5 دولار وحصول الشركة الإسرائيلية على إعفاء ضريبى من الحكومة المصرية لمدة 3 سنوات ما أضاع مئات المليارات على مصر بموافقة مبارك ووزيره سامح فهمى. ■ أيضاً لا ننسى مراكز قوى السياسة فى عهد مبارك وعلى رأسهم صفوت الشريف وفتحى سرور اللذين سيطرا على المطبخين الإعلامى والقانونى من حيث الدعاية المفرطة لتوريث جمال ووضع القوانين التى ساعدت على الفساد ونهب ثروات البلاد وامتلاك أراضى الدولة بأبخس الأثمان التى قامت بها عصابة من الوزراء الذين دخلوا مجلس الشعب بقيادة يوسف بطرس غالى ومعه المغربى وجرانة وإبراهيم سليمان فأصبحوا الرقيب على فسادهم. ■ مراكز قوى ما بعد 25 يناير.. سادت حالة شبه غوغائية بعد خلع مبارك من الحكم فكثر المدعون الذين ركبوا الثورة بحجة أنهم رموزها منهم حمدين صباحى وخالد على وأبوالفتوح وعمرو موسى فاتجهوا إلى تصفية الحسابات الشخصية وتحقيق المكاسب وأدى ذلك فى بعض قطاعات الدولة ما يشبه الانهيار حيث طرد كل نجوم ماسبيرو بدعوى أنهم ينتمون إلى نظام مبارك واحتل ما سموا أنفسهم بالشباب الثورى منصات القنوات فتعاملوا باستعلاء ثورى مع المجتمع حتى قال بعضهم واصفاً الشعب المصرى بأنه «عبيد» وسب قادة الجيش الوطنيين أمثال المشير طنطاوى وكذلك وقائع التعذيب التى مارسها بعض الثوار بحق مواطنين حسبوهم على نظام مبارك. ■ لا أنسى عناصر 6 إبريل وحركة الاشتراكيين الثوريين وغيرهما من الحركات التى تدعى الحرية بقيادة أحمد ماهر وعلاء عبدالفتاح وغيرهما وبجاحتهما وسبهما رموز وقيادات القوات المسلحة والدعوة للتظاهر بسبب أو بدون سبب وأن تسير الدولة على هواهم لأجل علمانية وحرية لا تعرف الحرية وأخيراً ما قيل عنهم بأنهم النخبة من رؤساء لأحزاب وتكتلات هاوية لا أرضية شعبية لها ولا تستند على مصلحة وطنية فوجدنا كلا منهم يسعى لتقوية فريقه لكسب الفريق الخصم والقفز على مصلحة الوطن فوجدناهم يشتمون بعضهم البعض على العزب الفضائية التى سخرت للدعاية لمصالحهم الشخصية ولم يقدموا حلولاً لأى مشكلة تهم البلد وهنا لا أنسى أيمن نور. ■ مراكز قوى الإخوان.. عهد اتسم بمراكز قوى تمتاز بالغباء السياسى والعند والغرور والنظر إلى مصر على أنها جزء من جماعتهم وأن الشعب المصرى منقاد لهم ونسوا أن هذا الشعب هو الذى أوصلهم للحكم فرأيناها تظهر علانية وهى تحاصر المحكمة الدستورية العليا ومدينة الإنتاج الإعلامى تحت مرأى ومسمع الرئيس الإخوانى مرسى وكذلك التصريحات الإعلامية المستفزة من جانب عصام العريان والبلتاجى وحجازى وعاكف وتوابعهم عبدالماجد وعبدالمقصود لتهديد المصريين بتكوين جيش من المجاهدين وتفكيك الجيش المصرى ولقاء مرسى مع الإرهابيين غير مهتم بأحاسيس المصريين وتحكم خيرت الشاطر فى اقتصاد المصريين وغيرهم. ■ مراكز قوى ما بعد 30 يونيو.. فى الحقيقة أرى أنها الأخطر على مصر فهم المدعون بأنهم رجال أعمال ولكن أرى أنهم وكلاء أعمال لأنهم مستوردون وغير منتجين أعطوا ظهورهم للمصلحة الوطنية ولم يساعدوا فى حل الأزمة الاقتصادية بل اتجهوا إلى الاحتكار ورفع الأسعار وهربوا أموالهم خارج البلاد ومنهم من انسحب، فلا تجد لهم مشاريع منتجة، ونراهم فى مؤتمرات يشكون حالهم، ومنهم من يحلم بالوزارة والدخول فى عمق السياسة، ومنهم من يسخر قناته لخدمة مصالحه. ■ مصر بها 20 ألفاً و200 مليونير وفقاً لتقرير مؤسسة «تيو وأرلد ويلث» لا يشارك إلا عدد قليل منهم فى المشروعات الوطنية ما دعا الرئيس السيسى أن يقول لهم «المليارات التى تحتاجها مصر هتيجى منين أوعوا تدونى ظهوركم وتمشوا» بل البعض منهم يمارس سياسة الضغط على الدولة بالعزب الفضائية التى يملكونها ومنهم من يسعى لجذب أعضاء البرلمان حتى يضمن أن التشريعات المقبلة ستكون فى صالحه، فى النهاية أقول «حاكموا هؤلاء».