تشهد مساجد بنى سويف فى رمضان سباقًا يوميًا لتقديم وجبات الإفطار الساخنة والسحور الجافة، بالإضافة إلى حرص الأئمة وعمال المساجد بالتعاون مع أهالى الأحياء على طلائها، وإضاءة مآذنها وواجهة مداخلها، إلى جانب تنفيذ العديد من الأنشطة الدينية والدعوية والاجتماعية والثقافية طوال أيام وليالى الشهر المعظم، حيث إن هذه الاحتفالات تتم بالجهود الذاتية والمشاركة الشعبية، وتتنوع ما بين مقارئ للقرآن وموائد الرحمن وأمسيات دينية واحتفالات بحفظة القرآن الكريم، ورعاية الأيتام والأرامل، وتزويج اليتيمات، وتوزيع المعونات المالية والمادية، فضلا عن تقديم آلاف الوجبات الساحنة والجافة فى الإفطار والسحور. «روزاليوسف» تجولت بالمساجد لرصد الروح الإيمانية الموجودة بها، ومدى إقبال وتعاون المواطنين على الطاعات خلال الشهر الكريم.. يقول الشيخ أحمد عبدالعال، إمام وخطيب مسجد عمر بن عبدالعزيز، أكبر مساجد محافظة بنى سويف: إن إدارة المسجد تعقد ملتقى فكريًا يوميا بعد صلاة التراويح بدار المناسبات الملحقة بالمسجد يحاضر فيها نخبة من علماء الأزهر والأوقاف وأساتذة الجامعات، بالإضافة إلى الاحتفالات بالمناسبات الرسمية مثل العاشر من رمضان وغزوة بدر وفتح مكة وليلة القدر التى يتم فيها تكريم حفظة كتاب الله الكريم فى احتفال حاشد، هذا بجانب الدروس الخاصة بالنساء لتعريفهن بأمور دينية وفقه المراة عموما فى رمضان، مشيرا إلى أن هناك لجنة تختص بجمع زكاة المال وزكاة الفطر وتوزيعهما على الفقراء والمستحقين حسب الاستحقاق الشرعى. أما مسجد السيدة حورية العريق فى تاريخ المحافظة فهو يشهد فى رمضان أنشطة متنوعة وخدمات متعددة وأوجه خير متنوعة، استقطبت عددا كبيرا من أهالى مدينة بنى سويف والقرى المجاورة لها وامتدت أنشطته إلى سائر مدن ومراكز المحافظة، حيث يؤكد الشيخ عادل حيدر، رئيس إدارة المساجد بمديرية أوقاف بنى سويف، أن مسجد السيدة حورية له منزلة خاصة لدى أهالى محافظة بنى سويف، وأنشطته الخيرية ممتدة طوال العام وتزداد بشكل خاص فى رمضان. ويلفت حيدر إلى أن المسجد يقدم وجبات ساخنة لإفطار الصائمين من الفقراء وأبناء السبيل، حيث يستوعب 350 مواطنا وأكثر من 500 وجبة سحور «فول مدمس وزبادى»، يتم إعدادها من تبرعات أهل الخير، بالإضافة إلى المساهمة من تجهيز وزواج الفتيات الأيتام، موضحا أن المسجد يقدم إمكانات مادية وعينية لمساعدة الفقراء وتجميل منشآته وصيانة مرافقه وتوسعته لاستقبال زواره ومريدى السيدة حورية من جميع محافظات الجمهورية. ويقول الشيخ سيد زايد، عضو لجنة الفتوى بالأزهر، وإمام وخطيب مسجد الديرى، ذلك المسجد العريق المسجل ضمن العمارة الإسلامية بالمجلس الأعلى للآثار: المسجد يقوم بدور اجتماعى مجمعى كبير فى رعاية المرضى والأيتام والأرامل والقوافل الطبية وصرف الأدوية بالمجان، وهو ما نحرص على تقديمه بكثافة فى شهر رمضان المبارك، كما يقوم المسجد كل عام بتنظيم مسابقة كبرى فى حفظ القرآن الكريم ويتم توزيع جوائزها فى ليلة القدر، فضلا عن توزيع وجبات رمضانية يومية للفقراء وكسوة العيد من الملابس والأحذية. فى مسجد مجمع الجزيرة، أعلن الشيخ عيد شحاتة، إمام وخطيب المسجد، أن مجلس إدارة المسجد ألغى مائدة الرحمن وقرر توزيع مستلزماتها على الأسر الفقيرة والسيدات المعيلات لتكون خالصة لوجه الله بعيدا عن الرياء وحتى لايستخدمها البعض فى الأغراض الشخصية، منمنيًا أن تكون همة المواطنين فى الإقبال على الطاعات وتجنب المنكرات فى باقى أشهر العام مثل شهر رمضان. ويشير الشيخ سيد فهيم، نائب رئيس مجلس إدارة مسجد الأنبياء، إلى أن أهل الحى قاموا بهدم المسجد وإعادة بنائه كمجمع إسلامى متكامل بالجهود الذاتية، حيث يضم مصلى للرجال، وآخر للسيدات، ومستوصفًا طبيًا، وقاعات لحفظ القرآن، وفصولًا لمحو الأمية، وهذه الخطوة شجعت أهالى الأحياء المجاورة وقرى مراكز بنى سويف على اللجوء لإدارات المساجد لترميمها وبفضل الله تمت إعادة ترميم 62 مسجدا بمختلف قرى المحافظة بالمشاركة الشعبية وبفضل جهود أهل الخير. ويتابع فهيم: إن مسجد الأنبياء يعول أكثر من 1500 أسرة فقيرة يتم توزيع وجبات ساخنة وجافة وأموال شهرية ومساعدات عينية لهم، وخلال شهر رمضان أفاض الله علينا من خيره، حيث يتم إفطار 80 أسرة يوميا وتوزيع 1500 طقم ملابس كامل جديد «بنطلون وقميص وحذاء» وللأطفال «جيبة وبلوزة أو فستان وحذاء» للفتيات، بالإضافة إلى صرف قيمة الكشف الطبى والعلاج لأى مريض يتقدم لنا بصرف النظر عن وضعه الاجتماعى. وفى مسجد بنى سويف الجديدة، يؤكد الشيخ محمد أبوبكر، إمام المسجد، أن الأعمال الخيرية والأنشطة الاجتماعية بالمسجد يتم تكثيفها دائما خلال شهر رمضان الكريم ونقدم هذا العام أنشطة دعوية ودرسًا دينيًا وابتهالات خلال استراحة صلاة التراويح والتهجد، بجانب الأنشطة الاجتماعية الخاصة بكفالة الأيتام وزواج الفتيات وتوزيع شنط رمضان الغذائية على الفقراء والمحتاجين، فضلا عن تقديم موائد الخير والأغذية الرمضانية وقدرها 1000 جنيه مطهية يوميا للأسر الفقيرة، بجانب 250 كرتونة مقدمة من بنك الطعام، بالإضافة إلى الوجبات التى يقدمها الأهالى ويتسابقون فى إطعام الفقراء والمساكين.