برنامج «الحكومة» يفجر مشادات بين «النواب»

شهدت جلسة البرلمان أمس أجواء ساخنة أنتهت لرفع الجلسة بعد ثلث ساعة من انعقادها وذلك بسبب المشادات الكلامية التى حدثت فى الجلسة بين النائبين خالد يوسف ومحمد أبوحامد، ويأتى ذلك بعد أن أعلن خالد يوسف رفضه برنامج الحكومة خلال الجلسة العامة للمجلس، مؤكدًا أن البرنامج لا يمت للثورات المصرية بصلة ولا الدستور، وهناك ثورة فى 25 يناير وموجتها العظمى 30 يونيو ودستور أقره المصريون».
وقال يوسف: «البرنامج لا يمت بصلة للثورة وأعلن أنها بريئة منه، مؤكدًا أنه لا يعبر عن الدستور والبرنامج لا يعرف شيئًا عن الفلاح ولا العامل ولا المرأة ولا الشباب ولا العاطلين ولا المعاقين ولا يعرف عن قسوة المرض وقسوة الفقر ولا يمكن أن نسميه برنامجاً لأن الرؤية غائبة والآليات مرتبكة والخيال فقير، وهو استنساخ لبرامج لحكومات ما قبل الثورة»، مضيفًا: «أنا خاسر للمعركة لأن المجلس يتجه للموافقة، وبكل فخر أرفض برنامج الحكومة».
وهنا عقب محمد أبوحامد موافقته على برنامج الحكومة، مؤكدًا منحها الثقة، مضيفًا: «البرنامج يتسق مع برنامج مصر 2030، معقبًا على ما قاله خالد يوسف من رفض برنامج الحكومة: «هناك شخص يدعى أنه يتكلم عن الثورة والدستور ويدعى أن البرنامج لا يعبر عن الثورة».
وقال أبوحامد: «هؤلاء لا يقدمون بديلًا ويستخدمون الشعارات ولم يتكلموا عن سياسات ومن العبث أن تحمل الحكومة مشاكل الدولة من 30 سنة وليس 6 أشهر»، لست وصيًا على الدستور، وبعد اعتراض تيار 25-30 على كلام أبوحامد، وكذلك خالد يوسف اضطر رئيس البرلمان الدكتور على عبدالعال لرفع الجلسة ليعود الانضباط للقاعة، وقال: «أرفعها لمدة 5 دقائق».
وبعد رفع الجلسة اعتذر أبوحامد ل«يوسف» على ما بدر منه خلال الجلسة العامة، بعد المشادة التى نشبت بينهما، وقال عبدالعال: «الممارسة البرلمانية تحت القبة تقتضى الاختلاف فى الرؤى والقضايا، ولا يجب أن يصل للتناحر أو شد أو جذب أو توجيه النقد وينبغى على الجميع احترام الآخر حتى تكون ممارسة فى إطار الديمقراطية التى نرجوها جميعًا».
وقال عبدالعال خلال الجلسة العامة: «بعد اجتماع يوسف وأبو حامد وتقبل وجهة نظر كل منهما للآخر وتصافحهما، أرجو من المجلس أن يتجاوز عما حدث لتسود روح الود والحب مهما كانت اختلافات الرؤى».
وهنا اعتذر أبوحامد للبرلمان ولخالد يوسف، مضيفًا: «خالفت اللائحة ووجهت له الكلام»، وهنا عقب رئيس المجلس: «أحذر أبوحامد من الدخول فى مناقشات جانبية مع أى عضو أو الرد عليه بأى وسيلة من الوسائل».
وقال يوسف أتحدث عن تكتل تحت الإنشاء 25 30 جهد لمناقشة البرنامج ولدينا البرنامج البديل، وهنا عقب رئيس المجلس: «خالد يوسف هو ممن غامروا ومعهم شباب كثيرون، ممن شاركوا فى الثورة لإنجاح 30 يونيو وزاملته بلجنة الخمسين ويدافع عن الحريات، وأبو حامد أيضًا كان له وقفة فى ثورتى 25 يناير و30 يونيو».
ومن جهة أخرى يحسم اليوم مجلس النواب موقفه النهائى بشأن برنامج الحكومة لسحب أو طرح الثقة فيها، ومن المقرر أن يحضر الجلسة العامة اليوم المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء وعدد من وزراء الحكومة للاستماع إلى ملاحظات النواب على البرنامج.
وفى سياق آخر شكل البرلمان لجنة للتحقيق مع النائب سمير غطاس تضم كلاً من المستشار حسن بسيونى ود. محمد أبوزيد وثروت بخيت وهشام الشاطورى وصلاح حسب الله، ويأتى ذلك بعد طرده من الجلسة أمس.
وكان رئيس البرلمان الدكتور على عبدالعال، قد قام بطرد غطاس أمس من الجلسة العامة للبرلمان والخاصة بمناقشة بيان الحكومة بسبب انتقاده لموقف النواب الرافض لهجوم الإعلام، وهنا اتهمه رئيس المجلس بالإساءة للمجلس فى وسائل الإعلام، لافتًا لتشكيل لجنة خاصة للتحقيق معه.
وكانت جلسة البرلمان قد تأخرت عن موعدها بسبب عدم اكتمال النصاب وطالبت الإذاعة الداخلية للبرلمان النواب المواجدين فى البهو الفرعونى بالتوجه نحو القاعة الرئيسية للمجلس حتى تبدأ الجلسة.
وتعطلت الجلسة ساعتين إلا ربع حيث كان مقررًا أن تبدأ فى الساعة العاشرة من صباح أمس للانتهاء من مناقشة برنامج الحكومة.