يصل المبعوث الدولى ستيفان دى ميستورا إلى دمشق، اليوم الأحد، للقاء وزير خارجية نظام بشار الأسد، وليد المعلم، تمهيداً لاستئناف المفاوضات السورية فى جنيف الأربعاء المقبل. ومن جهة أخرى، كشفت صحيفة «الحياة» اللندنية عن إحدى مسودات إجابات الهيئة التفاوضية العليا المعارضة عن 29 سؤالاً وجهها دى ميستورا. وتمسكت المعارضة، بحسب المسودة، بتشكيل هيئة حكم انتقالى تتمتع بصلاحيات كاملة وحل مجلس الشعب، إضافة إلى تشكيل مؤسسات تنفيذية تابعة للهيئة الانتقالية، بينها مجلس أمن وطنى يشرف على إصلاح الجيش وأجهزة الأمن. من جهته قال رئيس الائتلاف الوطنى لقوى المعارضة السورية أنس العبدة، إن المعارضة السورية لن تقبل بأى حلٍ سياسى يكون للأسد دور فيه، لا فى المرحلة الانتقالية ولا فى مستقبل سوريا. وناشد العبدة المنظماتِ الدولية والإنسانية على العمل على فكّ الحصار عنِ المناطق المحاصرة وإيصال المساعداتِ الغذائية ومتابعة إخراجِ كافة الجرحى الذين هم فى حالاتٍ خطرة ولا يتلقون عنايةً طبية نتيجة الحصار الذى تفرضه عليهم قوات الأسد والميليشيات الداعمة له. من ناحية أخرى أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، أن القوات الحكومية والفصائل المسلحة التابعة لها والقوى الوطنية، استطاعت فى غضون الأشهر الستة الماضية وبدعم من سلاح الجو الروسي، تحرير نحو 500 مدينة وبلدة، واستعادة عشرات آلاف الكيلومترات من الأراضى. وذكر المسئول العسكرى الروسى أن من بين المناطق المحررة من الإرهابيين محافظة اللاذقية بكاملها تقريبا، والجزء الأعظم من ريفى حماة وحمص، فضلا على مدينة تدمر وعدد من البلدات فى محافظات سورية أخرى. ولفت النظر إلى أن الكثير من البلدات المحررة تعلن المصالحة مع السلطة المركزية فى دمشق، وذلك فى إطار عمل المركز الروسى لتنسيق المصالحة بين أطراف النزاع فى «حميميم». وذكر اللواء كوناشينكوف أن عدد البلدات التى أقرت المصالحة مع دمشق اقترب من 60، فيما تواصل حوالى 20 بلدة أخرى المفاوضات المكثفة مع ممثلى مركز التنسيق الروسى قبل التوقيع على وثائق المصالحة وتبنى الهدنة. وأضاف المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إن زهاء 50 من المجموعات المسلحة قد انضمت إلى وقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن ذلك، وإذا ما دلّ على شيء، فعلى تقدم ملموس على طريق إحلال السلام فى سوريا. فى حين كشفت وزارة الدفاع الروسية عن أن أكثر من 1200 مسلح من «جبهة النصرة» الإرهابية يتمركزون شمال حلب المدينة، حشدوا أكثر من 10 دبابات ونحو 30 عربة رباعية الدفع مزودة برشاشات ثقيلة. وذكرت وزارة الدفاع الروسية، أن مركز التنسيق الروسى فى سوريا قد سجل 4 خروقات للهدنة فى البلاد خلال الساعات ال24 الماضية. وأوضح المتحدث باسم الوزارة اللواء إيجور كوناشينكوف، فى مؤتمر صحفى عقده فى بلدة القريتين السورية فى محافظة حمص أن الانتهاكات تتمثل فى قصف مواقع القوات الحكومية فى ريف اللاذقية، إضافة إلى حادثين مماثلين فى كل من ريفى حماة وحمص، مشيرا إلى ضلوع مسلحى «الجيش السورى الحر» و«جيش الإسلام» فى ارتكاب الخروقات. وفى ريف حلب، كشف كوناشينكوف عن أن أكثر من 1200 من تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابى ينتشرون فى الوقت الراهن شمال حلب، معززين بأكثر من 10 دبابات وزهاء 30 عربة رباعية الدفع مزودة برشاشات ثقيلة. وذكر أن هذه المعلومات «تدل على تحضير الإرهابيين لشن هجوم جديد على مواقع القوات الحكومية السورية فى حلب»، مشيرا إلى أنه، وعلى الرغم من هذه الانتهاكات، فإن الهدنة لا تزال صامدة فى معظم المحافظات السورية. وأفاد كوناشينكوف بأن الطائرات الروسية نقلت نحو 100 طن من الشحنات الإنسانية إلى قاعدة «حميميم» الجوية الروسية فى ريف اللاذقية ليصار من هناك إلى توزيعها على محتاجيها فى مناطق مختلفة من سوريا.. فى المقابل وافق تنظيم داعش الجمعة على الإفراج عن غالبية عمال الأسمنت الذين اختطفهم الاثنين من مكان عملهم فى ريف دمشق، وذلك بعد وساطة قام بها وسطاء سوريون، كما أفاد المرصد السورى لحقوق الإنسان.. وكان التنظيم قد اختطف الاثنين نحو 300 عامل من عمال «شركة إسمنت البادية» فى مدينة الضمير فى ريف دمشق. وقال المرصد السورى لحقوق الإنسان إنه سيتم إطلاق سراح 170 عاملا، بعد أن نجح آخرون فى الهروب.. ولم يتمكن المرصد من تحديد عدد الذين أفرج عنهم الجمعة.. غير أن مصدرا عسكريا قال إنه شاهد عشرات من هؤلاء العمال يصلون مساء الجمعة إلى مطار الضمير العسكرى القريب الذى يسيطر عليه النظام.