لأن القارئ هو الهدف الأساسي والرئيسي من عملية النشر، فقد كان لزاما استطلاع آراء بعض القراء خاصة الشباب منهم، لمعرفة رأيهم في مدي وصول الكتاب لهم، والمشاكل التي تقابلها في البحث عن الكتب أو اقتنائها، وقد أبدوا أفكارًا وآراء مدهشة حول المشاكل التي تعوق وصول الكتاب إلي القارئ. أحمد حمدي عبد الحميد قال: أكثر مشكلة تواجهني فيما يتعلق بالكتب أنني أود قراءة بعض الأعمال وحين أبحث عنها لا أجدها، وإن كانت موجودة فهي باهظة الثمن، لا أتمكن من اقتنائها، بالإضافة إلي أن هناك كتبا عالمية لا أجد لها ترجمة. وتابع: يضايقني أسلوب بعض الكتاب، عندما يختار الأسلوب الصعب ويتفلسف، زيادة عن اللزوم، مثل رواية "عزازيل" ليوسف زيدان، لذلك أفضل قراءة نجيب محفوظ، وقراءة الأدب الساخر، وبالذات عمر طاهر، ولأنني أعيش في الأقصر فالحصول علي الكتب هناك صعب، كما أنه لا يوجد مكتبات بخلاف مكتبة مبارك، ولا يوجد بها كل الكتب، وإن وجدت فهي بلغات أجنبية، كنوع من الترويج للسياحة. ومن الحلول غير التقليدية التي يراها قادرة علي تشجيع القراءة، فكرة (في كل تاكسي كتاب)، بالإضافة إلي فكرة إنشاء مكتبة عائلية تكون فيها الكتب بأسعار رمزية، وفيها هدايا للأطفال، وهذه فكرة حلوة جدا. محمد خالد، شاب حديث التخرج أيضا، قال: الأسعار أبرز المشاكل بالنسبة لي كقارئ، قديما كان هناك ما يسمي طبعة شعبية من الكتاب، أين ذهبت؟ فكما قال العقاد: القراءة وحدها هي التي تعطي الإنسان الواحد أكثر من حياة واحدة. وارتفاع سعر الكتاب حرم حوالي 80% من القراء من القراءة، فأضحت الحالة الثقافية متدهورة للغاية، ووقف القارئ في مواجهة جشع الموزع، الذي يحصل علي 50% في كثير من الاحيان من ثمن الكتاب، وفي مواجهة دار النشر التي ترغب هي الأخري في الربح كحق مشروع لها نظير ما تقوم به من نشر تلك الكتب، فضلا عن الكاتب الذي يريد أن يري ثمرة عمله المادية. دينا سليمان، كاتبة شابة من الإسكندرية، لها مجموعة قصصية بعنوان "اشتعال ذاتي" قالت: لقد زادت أعداد دور النشر بصورة كبيرة، وكما أن لها إيجابيات فلها سلبيات أيضا، ورغم مساعدتها للشباب في نشر إبداعهم، إلا أنها أهملت انتقاء العمل الأفضل، وأصبح كل وأي شيء قابلا للنشر، وهذا الزخم في الإصدارات جعل القارئ في حيرة كبيرة، خاصة حين يوضع في مفاضلة بين عمل مشهور لكاتب معروف وبين عمل جديد لكاتب في بدايته، في النهاية القارئ يفضل ما يعرفه، وهذا يقلل فرص العمل الجيد في الظهور، ولو أن الموضوع يصبح مقننًا أكثر، ونري لجان قراءة حقيقية تقدر، وتفرز الجيد الذي يستحق النشر من غيره، أعتقد أن عملية النشر ستكون أفضل. وتابعت: الكاتب أيضا عليه دور كبير، فمعظم الكتاب يتعاملون مع النشر علي أنه نهاية المشوار، ويشعر أنه مادام قد سلم الكتاب للدار واتطبع واتنشر، فليس عليه أن يشتغل علي نفسه بعد ذلك، ولا يفكر في عمله الثاني، ولا يسأل نفسه، كيف سيكون، أو ماذا سيقدم، بل أنه قد يكتفي ب15 من أقاربه يشترون الكتاب، ليثبت لنفسه أنه قد أصبح كاتبا، في حين أن الكلمة وتوصيفها أصعب بكتير من أن تكون مجرد هدف، وإنما هي وسيلة كي يقدم صاحبها شيئًا جديدًا. مصطفي علي قال: السعر للكتب الجديدة مشكلة، كل دور النشر الكبيرة التي تنفرد بنشر الكتب الجديدة والجذابة، سعر إصداراتها مرتفع، لذا يضطر الشباب للانتظار حتي يتم نشر الكتاب علي الإنترنت، أو يتم نشره في طبعة رخيصة.