قالت سحر يوسف عضو حزب المصريين الاحرار، إن الشعب المصرى عانى الكثير خلال فترة حكم الإخوان، وعندما ثار الشعب على هذا النظام لم تستطع وسائل الإعلام الغربية BBC و CNN انكار ما حدث بوصفه ثورة، وأكدوا أنها أكبر ثورة بشرية شهدها العالم. واستنكرت يوسف خلال الحلقة النقاشية التى عقدها منتدى «الغد العربى»، تحت عنوان «المنطقة العربية.. إلى أين؟» امس الاول وسائل الإعلام الغربية عن موقفها، وانكارها لما حدث بكونه «ثورة»، قائلة: «عندما تشاهد هيئة الإذاعة البريطانية BBC ترى أنها مثل قناة الجزيرة»، مضيفة إن الممارسات التى تحدث من الغرب لإنعاش نظام الإخوان هى جزء من إعادة الفوضى وإراقة الدماء فى الدولة المصرية. فيما علق قائد الجيش البريطانى الأسبق، مايك جاكسون، على يوسف بالقول إن الإعلام فى بريطانيا يعتبر واجبًا مقدسًا، وأنها تسمى «الصحافة الحرة»، معربا عن اعتقاده بأن الإعلام الانجليزى قام بتحقيق بعض التوازن فى بعض الأحيان، إلا أنه أشار إلى أنه فى أحيانا أخرى لم يكن هناك توازنابين الأخبار. قال الاعلامى عبداللطيف المناوى رئيس قناة الغد العربى إنه فى ظل ما تشهده المنطقة العربية من أزمات مستمرة، وحروب داخلية، تتدخل وتتداخل فيها كل الأطراف، يجب علينا النظر بعين الاعتبار للتغييرات الاستراتيجية التى تحيط بالمنطقة، فى ظل تنامى جماعات التطرف الدينى فى عدد من دول المنطقة والدول المجاروة. وأوضح المناوى أن تنامى ظاهرة الإرهاب على الصعيدين العربى والعالمى هو ما دفعنا لعقد سلسلة من الحوارات فى محاولة لمعرفة المقصود بمصطلح «الحرب ضد الإرهاب»، وما المقصود ب«الإرهاب»، فى ظل تداخل مصالح دولية وإقليمية وعشائرية مع من يشار إليهم بالمصطلح، وهل اختلف مفهوم «الإرهاب» فى ظل ما يحدث؟ وأرجع السير جنرال مايك جاكسون، قائد القوات البريطانية الأسبق، الكثير من التغييرات الموجودة فى المنطقة العربية، إلى غزو العراق للكويت، والذى انتهى بدخول أمريكا للعراق فى العام 2003، وتفجير برجى مركز التجارة العالمى فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، والتى اعتبرها حدثاً استراتيجياً فى الحرب على الإرهاب وما انتهى إليه إعلان الإدارة الأمريكية وقتها. اعتبر جاكسون أن الهجمات الإرهابية التى وقعت فى الولاياتالمتحدة فى 9سبتمبر، وما تلاها من إعلان الحرب على العراق تصاعدت الأحداث، هنا تصاعدت الأحداث بين الدولتين الكبرتين، فبدأ الجانب البريطانى باتخاذ دوره من أجل التهدئة، بعد محاولة استخدام بعض الدول العربية هذه الأحداث لصالحها، ، مؤكدًا: بالطبع الحرب خلفت كوارث وأزمات انسانية عديدة. تابع جاكسون إن الرئيس الليبى الراحل، معمر القذافى، كان يحكم ليبيا بمنطق قبلي، ظهر ذلك بعد قراره بالتدخل عسكريا فى بنغازى للقضاء على قوى المعارضة، الأمر الذى أدى لمقتله وبعد ذلك سقط نظام حكمه، مردفًا: «ليبيا الآن تعانى من التقسيم الداخلى فى ظل غياب تماسك القوى الداخلية». قال جاكسون: «إن تدخل حلف الناتو انقذ ليبيا من كوارث كبرى، ولكنه فى نفس الوقت خلف مئات القتلى والضحايا، لتدفع ليبيا ضريبة التشرزم». أضاف جاكسون إنه عندما سعت إيران لامتلاك أسلحة نووية فى ظل رفض المجتمع الدولى دفعت المنطقة ضريبة هذا الإصرار، حيث دخلت المنطقة فى صراعات متفرقة بعد ثورات الربيع العربى التى بدأت فى تونس وانتقلت إلى مصر، ثم سوريا، مردفًا: «تدخلات تركيا وقطر فتح باب تدخل الغربى فى شئون الدول الداخلية». قال عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، السفير رخا أحمد حسن، إن المشاكل فى منطقة الشرق الأوسط بدأت مع انتهاء الحرب الباردة، معتبرا أن أفغانستان كانت معمل «تفريخ» للعناصر الإرهابية. وأضاف إنه لم تكن هناك نية غربية حقيقية للتطوير أفغانستان بعد رحيل السوفييت عنها، مشيرًا إلى هناك قوى غربية تدعم التنظيمات الإرهابية وتمولها، مثل تنظيم داعش. وأشار حسن إلى أن المنهج السائد فى المنطقة العربية هو الذى أطلقته مستشارة الأمن القومى الأمريكية السابق، كونداليزا رايس، بإثارة الفتن وفقا لنظرية «الفوضى المدمرة»، بأن تتحارب القوى المتواجدة والأصلح والأقوى يتم التفاوض معه، مؤكدا أن تلك العملية لن تتوقف إلا بتوافق عربي- عربى فى الأساس، يعقبه توافق عربي-غربي. فيما علق جاكسون، على السفير رخا قائلا: «لو ذهبت إلى أفغانستان كنت ستتفهم طبيعة المجتمع والثقافة الأفغانية»، مشيرا إلى أنه كانت هناك خطوات لإعادة أفغانستان لما كانت عليه، إلا أن الحقيقة على أرض الواقع كانت مغايرة لجميع التقييمات.