بعد تفجيرنا لقضية الإهمال الشديد في التعامل مع الأعمال الفنية المشاركة في معرض "ملتقي النصر" الذي تقرر إقامته بقصر ثقافة الجيزة ، ذهبنا في إطار متابعتنا للقضية للوقوف علي ما تم في هذا الموضوع، أو استجابة المسئولين عن القصر لما نشر بروزاليوسف، فكانت المفاجأة التي صدمتنا أن لا شيء تغير، ولا يزال الإهمال سيد الموقف. بدا الإهمال واضحا علي المبني من خارجه، فالزجاج الذي يكسي واجهته تعرض للتدمير، وعند دخولنا للدور الأول بالمبني الذي يقع به قاعة العرض، التي تضم الأعمال الفنية النحتية واللوحات الفنية للمشاركين بملتقي النصر الثاني، ووجدنا لوحة فنية كان نصيبها أن يتم تعليقها علي باب المخزن، وبالتالي اللوحة دائما علي الأرض. وفي الجزء الثاني من الدور الأول والمخصص لرئيس الأقاليم، توجد مجموعة من الكتب مجموعة ترجمات، ملقاة أسفل باب أحد المخازن، يبدو أنها ليست في عهدة أحد، وللوصول لحنفية المطافي تدوس الأقدام علي هذه الكتب. وعند الصعود للدور الثاني، وجدنا المكان عبارة عن صالة كبيرة تطل علي الشارع، مغلفة بالخشب لتكون صالحة لتعليق اللوحات، أما الأعمال النحتية فهي موزعة علي الساحة وبعضها علي مقربه من الأسانسير دون رعاية، لدرجة أن أحد الأشخاص جلس علي التمثال في انتظار وصول الأسانسير! وبدخول القاعة التي تحمل عنوان "متحف القصر للفن الحديث" نجد أنها لا تحمل أي مقومات المتحف، فلا كاميرات ولا وسائل تأمين، والأعمال المعروضة ليست أكثر من باقي أعمال المشاركين في المتلقي. الفنان التشكيلي محمد عفيفي مدير قصر ثقافة الجيزة قال لنا: المكان لم يتم افتتاحة رسمياً حتي الآن، وقد أبلغت الهئية بمخاطبات رسمية كثيرة أن المكان غير مؤهل لاستقبال أي فعاليات لعدم توافر اشتراطات الدفاع المدني، كما كتب من قبل الفنان الدكتور سيد القماش أن القصر لا يصلح لهذه الفعالية بالتحديد وهو بينالي بورسعيد، الذي تغير اسمه الي ملتقي النصر الثاني ولا أعرف علي أساس تم اختيار قصر ثقافة الجيزة، ولم يتم عمل أية دعاية عن هذا الملتقي ولا أحد يزوره بعد الافتتاح. وأكمل عفيفي: الملتقي يعد نشاطا مركزيا أي أنه مسئولية الإدارة العامة للفنون التشكيلية بالهيئة العامة لقصورالثقافة، وطريقة العرض التي اعترض عليها المشاركون، لست مسئولا عنها، لأنها مسئولية القومسير واللجنة المنظمة للعرض، ومن الأخطاء التنظيمية التي وقعت كثرة الأعمال التي اختارتها اللجنة، لأن هذه الأعمال لم تجد مكانا للعرض لضيق المكان، وتم تخزين 51 لوحة فنية بعضها عن الثورة المصرية الموضوع الرئيسي للملتقي. ولا أعرف ماذا أقول للمشاركين في المعرض يسألون يومياً عن أعمالهم، لماذا لم تعرض طالما لم ترفض، هل أقول لهم أن اللجنة اختارت أعمالهم للتخرين وليس للعرض! رغم أونه تم إخلاء قاعة المتحف بالقصر لاستيعاب باقي أعمال المتلقي، بدلاً من أنهم تعاملوه مع المعرض علي أنه "ليلة وعدت". وفجر عفيفي مفاجأة قائلا: لم أتسلم هذه الأعمال رسميا ولم يتسلمها أي موظف بالقصر، ولا أعرف من المسئول عنها وأنا أحافظ عليها فقط كفنان وليس كمسئول. وكشف أن المكان تقام فيه ورش عمل للأطفال بصفة مستمرة وصعب السيطرة عليهم، فالقصر مخصص للأنشطة اليومية الفعالة وليس للأنشطة الثابتة التي تحتاج قاعات مجهزة. وأكد أن عدم نظافة القصر يرجع لإلغاء الهئية للتعاقد مع شركة النظافة، وتعاون موظفي القصر مع القوميسير كانت للمساعدة، ولو ثبت أنهم تقاضوا أجرا عنها، كما يقول قوميسير المعرض دكتور أحمد عبد الكريم، فسوف يتم اتخاذ قرارات مشددة ضدهم. وانتقد عفيفي بصفته فنانا تشكيليا تغيير اسم المعرض من "بينالي بورسعيد" إلي "ملتقي النصر الثاني" مؤكدا أن هذا التغيير ليس له لزوم، ويري أن المعرض خرج عن رسالته، فرغم أن موضوعه الرئيسي عن ثورة الشباب، فإن جائزة التصوير حصلت عليها لوحة عن "ليلة الحنة".!