رغم أهميته، بصفته بديلا لبينالي بورسعيد، تعرض "ملتقي النصر الثاني" بقصر ثقافة الجيزة التابع للهيئة العامة لقصور الثقافة، بعد افتتاح وزير الثقافة له مباشرة، لحالة من الإهمال الشديد الفاضح التي تحدث عنها المشاركون به بكل أسف وحزن علي أعمالهم الفنية، التي يتم إهانتها بدلا من الاحتفاء بها. قالت الفنانة نهي عنتر إحدي المشاركات في الملتقي: ذهبت للمعرض يوم الخميس 19 مايو، بعد افتتاح المعرض بثلاثة أيام فقط، وجدت الباب مغلقا، ولا يوجد مشرف أو أي مسئول في القصر، وعندما تم فتح الباب وجدت لوحة علي الأرض لم يتحرك أحد لرفعها، ناهيك عن طريقة عرض الأعمال دون عناية فبعضها مائل وبعضها معروض في مكان يصعب رؤيته بسبب ضعف الإضاءة. وأضافت: كما وجدنا بالقاعة "ترابيزات" كبيرة أدخلوها لقاعة العرض، التي أصبحت أشبه بالمخزن، بعد تكدس الأعمال النحتية في جانب لتتسع القاعة "للترابيزات"، فلم يعد يمكن رؤيتها بوضوح، كما سقطت البطاقات التي تحمل أسماء الفنانين عن الأعمال، وحملت آثار الأحذية، هذا ناهيك عن سوء تصميم "كتالوج" المعرض، في النهاية لا يسعني إلا أن أقول إنني ندمت علي الاشتراك في المعرض الذي أقيم بهذا القصر، الذي لا يستحق لقب "قصر ثقافة". هذا وقصت الفنانة ريهام مصطفي السنباطي ما حدث معها قائلة: ذهبت للمعرض ثاني يوم بعد الافتتاح، ووجدت القاعة مغلقة، وعندما سألت في الاستقبال عن سبب إغلاقه رغم أن الساعة تجاوزت السادسة، قالوا لي: "اللي معاه المفتاح مش موجود، لو عايزاه اتصلي بيه علي الموبايل شوفيه فين، ويمكن يجي يمكن لا". ثم واصل موظف الاستقبال وسألني بكل بساطة: "هو انتي مش شوفتي لوحتك في الافتتاح عايزة تشوفيها تاني ليه؟". ثم طلب مني الصعود للدور الرابع لموظفة اسمها "مريم" وصفوها ب"المسئولة"، ربما أجد معها المفتاح، وعندما صعدت لها تعاملت معي بشكل غريب، وألفاظ أغرب واستخفاف لا يوصف، وعندما طلبت منها مفتاح القاعة، قالت لي: مفيش مفتاح كسري الباب وادخلي. ثم نزلت معي موظفة كانت تجلس جانبها وفتحت القاعة، وتعجبت أن المفتاح موجود معهم فلماذا إذن يريدون إعطائي رقم تليفون للاتصال بشخص يأتي ليفتح لي القاعة؟ وفتحت هذه الموظفة ودخل ابنها يلعب في القاعة، ويلمس الأعمال الفنية، ومن هذا اليوم قررت ألا أذهب مرة أخري إلي هذا المكان إلا يوم استلام اللوحات. أكد الدكتور أحمد عبد الكريم قوميسير المعرض، ما قيل عن الإهمال بالمعرض قائلا: المشاركون بالمعرض ضحية الإهمال، وما تعرضوا له تعرضت له أثناء إعداد المعرض، فقصر ثقافة الجيزة عنوان بشع لوزارة الثقافة، لم يتعاون أحد من الموظفين معنا في تعليق الأعمال، وكأننا ضيوف أو مستأجرون للقاعة. وفتح عبد الكريم النار قائلا: المكان ليس له صاحب أو مسئول، كل شخص يستطيع أن يفعل ما يشاء، لا أحد له سلطة، الموظفون غير مؤهلين لأي تعامل ثقافي، هم في الأصل بدون ثقافة حوار ولا غيرها، خاصة تلك الموظفة المعروفة بألفاظها العجيبة. فعلي باب القصر تجد الموظفين يأكلون "فول وطعمية وفسيخ وبصل"، بالإضافة لعدم الاهتمام بنظافة المكان، وتعليقهم علي هذا أنه كانت هناك شركة نظافة متعاقدة مع المكان وتم فسخ تعاقدها، والتعاون الذي وجدته من العاملين كان من اثنين بعد دفع ما يعرف ب"الاستطباحة"، ولولا مساعدة الفنان هيثم عبد الحفيظ مدير عام لجنة الفنون التشكيلية بالهيئة، الذي أحضر لي موظفين من الهيئة لمساعدتي، ما تم تعليق أي عمل. وأكد عبد الكريم أنه بعد هذا المعرض، قرر عدم التعامل مع الهيئة العامة للقصور الثقافة نهائياً، فالعقلية والطريقة التي تدار بها الهيئة لا تزال مثلما كان يحدث قبل الثورة. وطالب الدكتور أحمد عبد الكريم من وزير الثقافة الدكتور عماد أبو غازي ضرورة تغيير قيادات الهيئة العامة لقصور الثقافة، فكيف يدير سعد عبد الرحمن الهيئة، وهو متواجد في أسيوط لا يحضر للقاهرة سوي لافتتاح الفعاليات؟