حديقة «الخالدين».. «مقبرة» لعظماء التاريخ ب«المنوفية»

لا تزال محافظة المنوفية تشكو من الإهمال، حيث أصبحت حديقة الخالدين التى تحوى تماثيل الرموز الوطنية، «خرابة» ومعقلاً للقمامة والفئران والحيوانات الضالة، وباتت بمثابة مقبرة لعظماء مصر، فتجد لوحات ممزقة وتماثيل فى غير أماكنها، وأخرى ملقاة على الأرض، ناهيك عن تمزيق جدارية شهداء المنوفية.
كانت محافظة المنوفية قد أنشأت حديقة الخالدين بتكلفة تجاوزت 2 مليون جنيه، فى عام 2012، فى عهد المستشار أشرف هلال، محافظ المنوفية الأسبق، وذلك لتخليد ذكرى عظماء التاريخ والمنتمين للمحافظة كالرئيس السابق محمد أنور السادات ابن قرية ميت أبو الكوم، والمشير محمد عبدالغنى الجمسي، رئيس أركان الجيش المصرى سابقا، والشيخ محمود على البنا، والشيخ السيد سابق، والدكتور مصطفى محمود، وأخيرًا عبدالعزيز باشا فهمى، من خلال وضع تماثيل لهم منتشرة بجميع أرجاء الحديقة، إلى جانب تكريم شهداء المنوفية.
ورغم افتتاحها بحضور محمود طرية، نائب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، فى ذلك الحين، فى حفل افتتاح رسمى حضره عدد من القيادات السياسية والتنفيذية والشعبية بالمنوفية، لم تتخيل الحال الذى آلت إليه فى الوقت الراهن، بعدما كان يتباهى بها أهالى المحافظة لما لها موقع جعرافى مميز على بحر شبين الكوم والتجهيزات العالية التى شهدتها وقت إنشائها.
يقول محمود سلام، أحد أبناء المنوفية: إن حديقة الخالدين أصبحت الآن مكانًا مهجورًا تسكنه أشباح الطيور والحيوانات والحشرات، واصبح محرمًا على المواطنين الاقتراب من الحديقة حيث أصبح المكان مخيفا بسبب إهمال المحافظين المتعاقبين بدءا من محمد على بشر، المحافظ الإخوانى السابق، وأحمد شرين فوزي، المحافظ الأسبق الذى شهد عهده طلبات كثيرة من أهالى المحافظة بإعادة ترميم الحديقة وافتتاحها لخدمة المواطنين، لكنه لم يبال، وحتى الدكتور هشام عبدالباسط، المحافظ الحالى.
وتلفت نهى، إحدى المتضررات، إلى أن حديقة الخالدين تحتل مكانة خاصة لديها، حيث إنها شهدت ذكريات جميلة عقب افتتاحها، أولها تكريمها بها عندما تفوقت فى الثانوية العامة هى وزملاؤها بحضور المستشار هلال أشرف، محافظ المنوفية السابق، لافتة إلى أن هذا يعتبر إهدارًا للمال العام، خاصة أن إنشاء الحديقة تكلف نحو 2 مليون جنيه ليكون مكانًا يليق بالزائرين والشخصيات التى يضمها وليس مرتعًا للحيوانات.
وتضيف ولاء شعيب: إننى استبشرت خيرًا حينما تم افتتاح الحديقة منذ 3 سنوات، حيث موقعها المتميز الذى يسمح للأطفال باللعب واللهو بكل أمان وسعادة.
واستنكرت شعيب غلقها وعدم الاستفادة منها، مطالبة الدكتور هشام عبدالباسط، محافظ المنوفية، بإعادة تطوير الحديقة وفتحها من جديد فهى تعتبر معلمًا من معالم شبين الكوم، وضرورة محاسبة المقصريين بسبب إهمالهم وتدمير منشأة ترفيهية حكومية بمثابة متنزه لأهالى المحافظة البسطاء.