قدم المشاركون في مؤتمر التراث القبطي في أفريقيا الشكر للدكتور عصام شرف رئيس الوزراء للجهد الذي بذله ووزارته في إعادة العلاقات بين مصر والدول الأفريقية لمجراها الطبيعي وطالبوا في التوصيات الختامية أن تقوم الكنيسة القبطية بدورها في توثيق العلاقة بين الشعوب الأفريقية. وأن يتم إنشاء معهد خاص بالدراسات الأفريقية بالتعاون مع معهد الدراسات القبطية وجامعة القاهرة وأيضاً إعادة إصدار مجلة «اللوتس» التي كانت متخصصة في نشر الأدب الأفريقي. وهدف المؤتمر إلي القاء الضوء علي التراث المشترك بين الشعوب الأفريقية. المؤتمر استمر لثلاثة أيام ونظم فعالياته معهد الدراسات القبطية وجمعية مجلس الثراث القبطي بكنيسة مارمينا الأثرية بفم الخليج. تحت رعاية الانبا مينا الأسقف العام لكنائس مصر القديمة والمنيل وفم الخليج وبرئاسة الأستاذ الدكتور سامي صبري والأمين العام للمؤتمر الدكتور عزت حبيب صليب. وفي كلمته الافتتاحية أوضح الأنبا مينا أن هناك نحو نصف مليون قبطي يعيشون في 14 دولة أفريقية وإن للكنيسة القبطية في هذه الدول 65 كنيسة وثلاثة أديرة للرهبان.. ومستشفيين وثماني مدارس ومراكز للتدريب والتنمية البشرية وأربعة مراكز طبية. وأكد الانبا مينا أن مؤسس الكنيسة القبطية في مصر هو القديس مرقس الرسول. وقد ولد في أفريقيا. وطالب بإطلاق لقب «الأفريقي» علي القديس «مرقس». البعد الأفريقي في الدستور أما الدكتور إبراهيم أحمد نصر الدين أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة والمتخصص في الشئون الأفريقية، فقال: لابد أن يتم تحديد الهوية المصرية في الدستور بمادة تقول «إن الشعب المصري أفريقي بحكم الجغرافيا والتاريخ والأصل السلالي وهو شعب عربي بحكم اللغة والثقافة. وشعب مسلم ومسيحي بحكم العقيدة. كما اقترح أن تكون مادة «العدل أساس الحكم في الدول» بديلة لمادة دين الدولة. لأن العدل هو جوهر الأديان. الأيقونات الحبشية تضمن المؤتمر نحو 14 محاضرة حاول من خلالها المشاركون الإلمام بجوانب التراث الفني والثقافي والفكري والأدبي للأقباط في أفريقيا وشارك الدكتور عزت حبيب والدكتورة مني فؤاد علي والأستاذ علاء السيد.. في تقديم دراسة فنية عن الأيقونات الحبشية أكدوا فيها. أن الفن الأثيوبي ارتبط بجميع صوره شأن الفن الأفريقي وفنون المجتمعات البشرية عموماً، بما ساد مجتمعه من معتقدات دينية، وكان هو السبيل للتعبير عن هذه المعتقدات وممارسة طقوسها، بل والتعبير عن أفكار الإنسان الأثيوبي وأحلامه وعن أصوله الحضارية. وصار فناً دينياً مسيحي الهوية في مجمله. وذلك بعد دخول المسيحية في القرن الرابع علي يد الأنبا سلامة (أب السلام) وأن الأيقونات الحبشية أثبتت مكانتها في جميع العصور بداية من القرن الخامس عشر ووصولاً إلي القرن العشرين. وقد أشار المحاضرون إلي أن الكنيسة الحبشية هي كبري بنات الكنيسة القبطية. حيث بدأت العلاقات الدينية بين مصر والحبشة منذ القرن الرابع الميلادي. إذ يعود الفضل للكنيسة المصرية في تأسيس الكنيسة الحبشية. وظلت الكنيسة منتمية بشكل كامل إلي الكنيسة المصرية في الإسكندرية عقوداً عديدة. ويبدو أن المصريين كانوا من أول الأجانب الذين اتصلوا بهذه البلاد التي اعتبروها في ذلك الوقت جزءاً من بلاد النوبة وقد عثر في الأيام الأخيرة بالقرب من بلدة «أري أجري» في الحبشة علي بعض الآثار التي تثبت الاتصال المصري الأثيوبي في عصور سابقة للعصر المسيحي. وقدم الباحث عبد العزيز جمال الدين بعنوان «موجز العلاقات المصرية الحبشية عبر التاريخ» وأكد فيها أن الحبشة كلمة معناها المهد أو البيت الأول. وقد أطلق المصريون القدماء اسم «اتهيبي » ومنها جاءت الكلمة اليونانية اثيوبيا. المسيحية في ليبيا وحول المسيحية في ليبيا ألقي الدكتور جمال أبو زيد محاضرة قال فيها: إن كنيستنا القبطية قد ولدت يوم مولد الكنيسة الأولي، من رحم واحد كانت البداية ولم يكن مرقس الرسول الليبي المولد هو الكارز الأول لكنه المنظم الأول والمؤسس الأول للكنيسة القبطية، كانت مصر حاضرة يوم الخمسين مع دول الجوار من ليبيا والقيروان، وكانت مصر تمتلئ باليهود المتدينين والذين ولجوا إلي الكنيسة يوم الخمسين وعادوا إلي مصر لكي ينشروا الدين الجديد بين الناس، وكانت الإسكندرية عاصمة ثقافية يشار إليها بالبنان وقد بدأت المسيحية من الإسكندرية قادمة من الخمس مدن الغربية بنتابوليس ليبيا لأن مرقس آثر أن يبدأ وسط أهله في ليبيا، والتي هاجر منها إلي فلسطين ولكن بقي قلبه وصحبه وخلانه هناك فجاء إليهم يحمل الإيمان الجديد، وكانت أول كلمة سمعها مرقس خلال رحلته في شوارع الإسكندرية هي (يا الله الواحد) سمعها من إسكافي كان يصلح له حذاءه المهترئ، وكانت هذه هي بداية التبشير. وبيت الاسكافي هو أول البيوت التي أعلنت الإيمان المسيحي بل صار إنيانوس أول الجالسين علي كرسي الكرازة المرقسية بعد مرقس، أحد السبعين رسولاً. وكانت كنيسة الإسكندرية كنيسة تبشيرية لقد حملت الإيمان المسيحي إلي النوبة وأثيوبيا وتحملت مسئولية تنظيم الخدمة في الخمس مدن الغربية وهي كنيسة أفريقية قامت بترجمة الكتاب المقدس إلي لغة الأقوام التي تبشر بينها، فكانت أول كنيسة في العالم تقوم بحركة ترجمة الآداب المسيحية إلي اللغات الأجنبية.