يتعرض العديد من المشاهير من الإعلاميين ومقدمى البرامج التليفزيونية وشخصيات عامة الى استغلال تصريحاتهم وما يقدمونه من برامج وكتابات صحفية الى هجوم واستغلال من قبل جماعة الإخوان الإرهابية، وهو ما يفسره البعض بأنها محاولات للنيل منهم من خلال مهاجمتهم وتصعيد المواقف ضدهم لما يعرضونه ويقدمونه عنهم من انتقادات وإثارة قضايا تتعلق بعنفهم وأدائهم السياسى ومدى ردود أفعال الشارع تجاههم، وهو ما يجعل الإخوان يوجهون لهم الهجوم والنيل من اعلاميين واستغلال ما يقولونه فى برامج التليفزيون أو صحفيين من خلال كتاباتهم بشكل يصل الى حد التحريض والاتهامات لهم بكل السبل غير المقبولة. بالاضافة الى ظهور تجاوزات وانتقادات ومشادات كلامية وصلت للسباب والتراشق بالألفاظ والاتهامات على الهواء فى العديد من البرامج ومع عدد من الاعلاميين ومقدمى البرامج والتى أصبحت مادة رائجة لجميع المواقع الإخبارية والقنوات الموالية للاخوان وخاصه عقب ما شهدناه خلال ايام مضت من تعرض الاعلامى وائل الإبراشى للسب على الهواء من كريم السبكى ابن المنتج أحمد السبكى بسبب انتقاده ما يقدمونه من أفلام لا ترتقى كما تم استغلال تصريحات الفنانة انتصار ببرنامج «نفسنة» على قناة القاهرة والناس بمشاهدة الافلام الإباحية لمهاجمة الدولة وتصريحات الإعلامية بثينة كامل ببرنامج «بدون ميكياج» مع الإعلامى طونى خليفة بشهر رمضان الماضى وذلك بالإضافة الى ما سبقها خلال عام مضى بالتصييد لاخطاء الاعلاميين والفنانين وجميع مقدمى البرامج بل لتصريحات بعض السياسيين المناهضين للجماعة الإرهابية فيستخدمها الاخوان للترويج ضد للدولة. «جريدة روز اليوسف» طرحت الموضوع على خبراء اعلام وتعرفت منهم عن اسباب ذلك ومدى استغلال الاخوان والتيارات المعارضة لتصريحات اعلاميين وشخصيات عامة ،بالاضافة الى الانحدار المهنى الذى يفسره البعض باعتباره تجاوزًا فى المشهد الاعلامى يستوجب التوقف امامه والعمل على تفعيل مواثيق الشرف الاخلاقية والاعلامية.. وتفاصيل اخرى فى التحقيق التالي: فى البداية يقول الدكتور سامى الشريف أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الأسبق: ان العمل الاعلامى يستوجب ان يحفظ الاعلامى شرف الكلمة التى يصرح بها وأنه مؤتمن على الكلمة التى يقولها، وبالتالى عندما يحدث هذا الانفلات والتراشق بين اعلاميين او شخصيات معهم تجد ان المنظمات او الهيئات المعارضة للدولة تتخذ وسيلتها لتشوه بعض الاعلاميين الذى يحسب بعضهم على النظام، لأن من يخرج فى برامج التوك شو لا يعرف مهنية وشرف العمل الذى يقوم به والكلمة التى يقدمها، وبالتالى الجهات المعارضة سوف تستغل ذلك لأنه من المحسوبين على النظام بشكل او بآخر. وأرجع الشريف بعض التجاوزات التى يتعرض لها اعلاميين او شخصيات عامة الى عدم وجود قانون او ضوابط تحكم الاداء الاعلامى نظرا لغياب المؤسسات التى من شأنها ان تشرف عليها سواء الاذاعة او التليفزيون او الصحافة ،حتى الان لم ينفذ ما نص عليه الدستور من انشاء المجلس الوطنى للاعلام ،والهيئات المناط بها تنظيم العمل الاعلامى والممارسة الاعلامية، وبالتالى يمكن ان نفعل القول:من امن العقاب اساء الادب «وهذا هو ما يحدث الآن من تجاوز البعض وخطأ آخرين لأنها لن تحاسب». وقال إن حالة الانفلات الاعلامى الموجودة الآن سببها عدم وجود هيئة مشرفة لضبط الاداء الاعلامى وتنظيم العمل الاعلامى مهنيا، والى ان يحدث ذلك لا تتحدث عن ضبط العمل الاعلامي، وبالتالى لو وجد قانون يحاسب المخطىء فسوف يخشى اى شخص التجاوز، ويتم توقيع عقوبات وفق القانون االذى يجب ان يوجد لضبط الاداء الاعلامى كما هو موجود فى كل دول العالم، وجهات تشرف على الاعلام. وتابع إن بعض البرامج أخذت منحنى بعيدا عن المهنية وتفتح مجالا للخلافات بشكل كبير وليس من المفترض أن نسمح بالخلافات والألفاظ الخارجة على الشاشة والمفترض من مقدم البرامج أن يتحلى بالحكمة وللأسف عدم وجود وزارة للإعلام أو بديل لها هو ما فتح المجال أمام الكثيرين للتجاوز فلابد أن نجد من يحاسب هؤلاء المتجاوزين ومن يتابع ويدير الإعلام بشكل صحيح وأظن أنا فى حاجة ماسة لوجود المجلس الوطنى للإعلام والذى سيكون المخول بتنظيم المنظومة الإعلامية بالكامل. وقال الدكتور صفوت العالم أستاذ العلاقات العامة والإعلان بكلية الإعلام جامعة القاهرة، ان اى تجاوزات لاى من الاعلاميين تجعله عرضة للنيل منه وبالتالى ليس للإعلامى الحق فى توجيه التهم حتى لو كان هناك أفراد قائمون بفعل ما موضع اتهام، فليس من سلطة الإعلام أن يكون قاض وحكمًا على المجتمع، ولكن من حقه أن ينتقد الظواهر المعيبة ويشرحها للجمهور بأسلوب حميد، بعيدا عن التشهير والخروج عن الآداب العامة، ودون أن ينتهك خصوصية المواطنين، وإلا لحمل الإعلاميون الضبطية القضائية باعتبار ان المجتمع اصبح فوضويا. واشار العالم الى أن انتشار ظاهرة التعبير باستخدام الشتائم والألفاظ الخارجة عن الأخلاق فى كثير من برامج التوك شو تمثل ترجمة صريحة لهبوط لغة أداء الإعلام المرئى ولذلك يجب اتخاذ قرارات سريعة من المسئولين لإيقاف سيل التجاوزات التى تشهدها الفضائيات فى غياب من يوافقون على تراخيصها أو يقدمون لها إشارة البث غير مهتمين بمضمونها الضار بالمجتمع بسبب برامج يكون ناتجها الفوضى ولذلك يجب أن تقر الجهة التشريعية قوانين لمعاقبة كل من لا يحترم المشاهد وينقل لغة الشوارع إلى الشاشة. واوضح العالم ان عدم التصدى لظاهرة انتشار الشتائم والألفاظ الخادشة للحياء على الفضائيات يجعل منها وضعا صادما للذوق العام لأنها تخرج من شخصيات عامة لها كثير من المحبة فى قلوب المشاهدين سواء كانوا من مقدمى البرامج أو ضيوفهم ومع مرور الوقت يصبح تداولها بين أفراد الأسرة أمرا حتميا لأنها لغة الحوار بين من يمثلون صفوة المجتمع.