إلى سيدة الصحافة أستاذة أساتذةالصحافة فاطمة اليوسف بمناسبة عيد ميلاد روزاليوسف، المجلة التى كانت تعتبر عيدا لميلادها،أهدى لها هذه الأبيات دنيا الصحافة يا روزا أنت باريزها وأنت الصبية الحلوة من عواجيزها غنى القلم يوم ميلادك والورق زغرط يا مدرسة كلنا كنا تلاميذها روزا تمثيلها الغنى يملا عينى فن وعظمى يتفكك منى لما تكتب وأقرأ فى المجلة والكلمة من روزاليوسف تنضرب الأمثال فى الأمثال بكل الحب والعرفان أبعث إلى أستاذتى وأستاذة الصحافة فاطمة اليوسف فى عيد ميلاد مجلة روزاليوسف.. ألف تحية تقدير وحب فقد كانت هذه السيدة العظيمة رائدة ومعلمة وقائدة لجيل من أهم كتاب وصحفيى مصر الذين بدأوا خطواتهم الأولى فى مدرسة روزاليوسف، إليهم جميعا ألف تحية حب وإلى كل الأجيال الجديدة التى ما زالت تعمل فى مدرسة روزاليوسف ألف تحية حب وزمالة عزيزة واعتراف بأنهم حافظوا على روعة مجلتهم وجعلوها سيدة المجلات المصرية.. بل سيدة المجلات العربية فى الشرق. وإلى صاحبة الذكرى فى عيد الوفاء لصاحبة السيرة العطرة التى كانت تعتبر عيد ميلاد مجلة روزاليوسف عيد ميلادها... أبعث إليها فى رحاب الله بكل كلمات الحب والعرفان والدعاء لها من كل من عمل وتتلمذ وكبر فى روزاليوسف الدار والصرح الصحفى الذى يحمل اسمها.. بكل الحب أبعث فى رحاب الله وإليكم أطال الله أعماركم بعضا من الذكريات.. أذكر أنه عندما يحل شهر أكتوبر كانت تخصنى ببعض ذكرياتها عن يوم الاثنين 26 أكتوبر عام 1925 وصدر العدد الأول من مجلة روزاليوسف مجلة أدبية مصورة فى ورق «ستانيه» هكذا كان نوع واسم ورق الصحف.. على غلافها صورة فنية لكبار فنانى عصر النهضة ومعظم أخبارها ومقالاتها وزعت على ست عشرة صفحة وكان كتابها.. الشاعر رامى والكاتب محمد التابعى وعباس محمود العقاد وعبد القادر المازنى وزكى طليمات.. وأحيانا كان يكتب أمير الشعراء أحمد شوقى الذى كانت تسكن فى عمارته بشارع جلال الست فاطمة اليوسف فى آخر دور والتى صدر منها العدد الأول.. والذى كان لابد أن يصعد إلى كل هؤلاء «95» سلمة حتى يصلوا إلى إدارة المجلة.. وكتبت السيدة فاطمة اليوسف افتتاحية العدد الأول.. قالت: لقد تحققت الأمنية وها هى صحيفتى تسعى إلى أبناء مصر الناهضة المجيدة العزيزة لدى ولدى كل من تذوق قطرة من نيلها! ثم استمرت فى مقال طويل عن الحرية والفن والمسرح حتى وصلت إلى أن قالت سميت صحيفتى باسمى وقالوا نزعة الشهرة، فأجابت: أليست صحيفتى شعبة من نفسي! هذه السيدة العظيمة التى لم أحب بعد أمى غيرها.. كانت عندى أعز وأحب من عاشرت.. كان فارق السن بيننا كبيرا.. ولكن التفاهم والتقاء الأرواح قريبا جدا.. صادقتها كما لم أصادق أحدا قبلها ولا بعدها كانت ترتاح لى وأرتاح معها كنت التقط ما تريد أن تقول قبل أن تنطق وكانت تقرأ ما فى نفسى مجرد أن تلقاني.. علمتنى الكثير واختصتنى بأدق ذكرياتها وكانت ترتاح وتثق كثيرا فى إعادة الماضى وكانت تقول من لا ماضى له ليس له مستقبل.. إن ماضى الإنسان تاريخه الذى يستفيد منه فى المستقبل.. وكانت تقول لى احتفظى بكل ورقة مكتوبة حتى لو كانت معايدة.. كانت تقول كل كلمة لها وقالت وقت نرجع لها عند اللزوم.. وفى يوم جاءت بصندوق به أوراق وقالت لى احتفظى بهذه الأوراق حتى تسليمها لإحسان فى الوقت المناسب ولما سألت متى الوقت المناسب قالت بعد عمر طويل يا عبيطة.. ولما وجدت التأثر على وجهى وأنا أقول لها بعد الشر يا ست.. قالت كلنا هنموت لكن هناك فرقا بين ناس تموت وتتمنى الموت وناس زيى تموت وتعيش بسيرتها وتاريخها. وكان من بين الأوراق شهادة ميلادها الأصلية.. قد تكون هذه المرة الأولى التى اكتبها.. وهو.. أنه فى عام «1888» ولدت طفلة جميلة فى مدينة طرابلس بلبنان من أبوين مسلمين أطلق عليها اسم فاطمة وقد ماتت أمها السيدة جميلة بعد ولادتها وسافر والدها محمد محيى الدين اليوسف التركى الأصل وتركها عند الجيران مع مربيتها حتى يباشر أعماله فى تركيا.. ولما كان الجيران «أقباط» وكان اسم فاطمة غريبا فى وسطهم فقد كانوا ينادونها باسم «روز» التى احتفظت به عندما بدأت العمل فى المسرح وهى ما زالت طفلة فى السابعة.. والتى بدأت بثلاث كلمات فى مسرحية «نابليون» حتى بلغت قمة المسرح وانتهت بلقب «سارة برنار» الشرق.. وسيدة المسرح.. لتبدأ حياة وأمجاد سيدة صنعت لنفسها ومن نفسها سيدة فى وعلى كل مجال تعمل فيه حتى جاء اليوم الذى أصدرت فيه العدد الأول من روزاليوسف المجلة التى تحتفل هذه الأيام بالعيد «90» التسعين لميلاد روزاليوسف المجلة وصاحبة السيرة السيدة فاطمة اليوسف.. هذا قليل من ذكريات كثيرة عرفتها منها وعايشتها مع ذكرياتها الكثيرة.. أما ما رأيته منها شخصيا فإنها كانت عبارة عن مجموعة من المتناقضات لا يمكن أن تجتمع فى شخص واحد فهى فى عملها عنيفة عاصفة صوتها الرفيع يرتفع ليزلزل مكاتب المحررين وعنابر المطبعة.. ومع ذلك من يعرفها كما عرفتها يعرف أنها صاحبة قلب طيب ينشر الحب والسلام.. رفيقة حنونة. وكانت رحمها الله ترأس تحرير الكتاب الذهبى وكانت تطلب منى أن أقرأ لها القصص قبل أن تنزل للطبع خصوصا لو كان الكتاب الشبان مثل يوسف إدريس ونجيب محفوظ وعبد الحليم عبد الله ومصطفى محمود وكانت تجبرنى أن أقرأ لها كل ما يكتبون وقد كانت تقول لسكرتير عميد الأدب العربى طه حسين عندما كان يخبرها أن العميد طالب زيادة عن المائة جنيه فى الكتاب.. كانت تقول له فيه كتاب كثيرون أحسن منه وأعظم منه يأخذ خمسين جنيها يحمد ربنا، اللى أنا بدفع له المية لتاريخه مش علشان أنه أحسن من نجيب محفوظ أو يوسف إدريس أو عبد الحليم عبد الله. هذه بعض من ذكرياتى مع سيدة الصحافة الست فاطمة اليوسف الشهيرة بروزاليوسف! لقد آمنت فاطمة اليوسف برسالة قاسم أمين وحققت أهدافه على هذه النحو العملي.. لم تكتبت عنه بقدر ما نفذت تعاليمه.. وكان إعجابها بسيرته وجهاده واضحا فيما استنت من سنن حتى إن حجرتها فى روزاليوسف خلت من الصور إلا صور قاسم أمين.. فلما نزل بها قضاء الله دفنت إلى جواره فى مقبرته كأى تلميذة تؤمن بزعيم وتراه جديرا بالصحبة الطويلة فى عالم الخالدين. والذكريات كثيرة والأيام مهما طالت قليلة والمكان لن يتسع لكل ما عندى مع هذه السيدة العظيمة فاطمة اليوسف وأستاذنا ومعلمنا الحبيب إحسان عبد القدوس والذين معهم فى رحاب الله من الحبايب وأمى وأبى وشقيقى إبراهيم عزت وشقيقتى هيام وأعز الزملاء والأصحاب وزعيم ثورة مصر الكبرى جمال عبد الناصر وزعيم الحرب والسلام شهيد العلا أنور السادات.. الدعاء لهم بالرحمة والمغفرة فى الجنة بإذن الله! وأتذكر هذه الأبيات لعمر الخيام يا ثرى كم فيك من جوهر يبين لو ينبش هذا التراب قد عصف الموت بهم فانطووا واحتضنوا تحت التراب الأبد نفسى خلت من أنس تلك الصحاب لما غدوا ثاوين تحت التراب روزاليوسف مدرسة الصحافة من بدايتها حتى اليوم.. وكل عام وأنتم وأنا والزملاء والحبايب بألف خير وحب.. وإليكم الحب كله وتصبحون على حب