مديحة عزت روزاليوسف الأسبوعية : 02 - 04 - 2011 فاطمة اليوسف إلى صاحبة الذكرى أستاذة الصحافة فاطمة اليوسف هذه الأبيات من مراثى أمير الشعراء أحمد شوقى ذكريات وذكرى رحيل أستاذتنا العزيزة فى رحاب الله. أخذت نعشك مصر باليمين وحوته من يد الروح الأمين لقيت طهر بقاياك كما لقيت «يثرب» أم المؤمنين أضجعت قبلك فيه «مريم» وتوارى بنساء المرسلين واقذفى بالهم فى وجه الثرى واطرحى من حالق عبء السنين أم الصحافة ومالى لم أقل أم مصر من بنات وبنين أدخلى الجنة من روضته إن فيها غرفة للصابرين رحم الله سيدة الصحافة فاطمة اليوسف التى تمر الأسبوع القادم ذكرى رحيلها «الثالثة والخمسون» «53» عاما فى رحاب الله وغفرانه ورحم الله أمير الشعراء أحمد شوقى الشاعر العظيم وصديق صاحبة الذكرى وصاحب العمارة التى خصص منها الشقة التى بدأت فيها سيدة الصحافة عملها الصحفى وصدر منها العدد الأول من روزاليوسف صحيفة أسبوعية أدبية مصورة صاحبة ومديرة المجلة السيدة روزاليوسف.. هذه كانت الترويسة!! تمر ذكرى رحيل فاطمة اليوسف القمة الشامخة والشخصية المجاهدة العنيدة الفنانة الرائدة التى كانت تقاوم الظلم والطغيان بكل قسوة وضراوة وتدعو إلى الحق والعدالة وكفاها فخرا ومجدا أنها رحلت عن عالمنا منذ نصف قرن وسوف تمضى السنوات وسيبقى ذكرها يتردد على كل لسان فقد عرفت كيف تحفر اسمها فى سجلات التاريخ وسيعترف بفضلها على مر الزمان كل من تربى وتخرج فى دار «روز اليوسف» حتى أصبحت «مؤسسة» هذا المعهد الحى المتدفق وسيذكرها بالاحترام كل من تأثر بها من قريب أو بعيد وهم من الكتاب السياسيين والأدباء والزجالين والفنانين والفنيين والعاملين والعمال والبعض منهم مازال يعمل فى مؤسسة روز اليوسف والبعض الآخر توزع وانتشر هنا وهناك بين دور الصحف المختلفة.. وهى إذا ما كانت تركتنا بجسدها من زمن إلا أن روحها الخالدة مازالت باقية تطوف حولنا هذا لأن الحق باق والخير باق والحب باق وهى كانت كل هذا. وبعد وبالمناسبة ومن الذكريات التى حكتها لى صاحبة الذكرى.. منها إن السيدة روزاليوسف قد أصدرت عدة صحف ومجلات أخرى غير مجلة روزاليوسف الأسبوعية كان يحدث هذا كما قالت.. إنه كلما كانت الحكومات تصادر مجلة روزاليوسف وأحيانا كانت تلغى رخصتها.. كانت تصدر مجلة بديلة حتى تنتهى الأزمة بينها وبين الحكومات، تعود إلى إصدار روزاليوسف الأم وهى «مجلة روزاليوسف» الأسبوعية ومنها مجلة «الرقيب» التى أصدرتها صورة طبق الأصل من روزاليوسف ومجلة «الشرق الأدنى» ومجلة «صدى الحق» ثم مجلة «مصر الحرة» ومجلة «الصرخة» وكانت كلما تصادر مجلة تصدر الأخرى وكانت كلها تصدر طبق الأصل لروزاليوسف الأصلية حتى إنها أخيرا أصدرت الجريدة اليومية عام 1935 التى لم تسلم من المصادرة وكانت تقول لقد خاصمت الأحزاب كل الأحزاب، ولم تهتز من المصادرة والتعطيل والسجن والتشريد وحاربت الملك فؤاد والملك فاروق وحوارييهم من وزراء وموظفين وانتهت الأحزاب وقضى على الملكية وبقى وجه صحيفتها واسمها وضاح الجبين وكانت دائما تقول «ما ضاع شعب حافظ أبناؤه على كرامتهم». هكذا كانت السيدة العظيمة فاطمة اليوسف التى عاشرتها كتلميذة وصديقة رغم فرق السن وأستاذة ومعلمة ولو أننى عدت إلى الماضى وحاولت أن أكتب عن الذين علمونى صغيرة وتأثرت بهم فى حياتى وفى بناء شخصيتى وكان لهم فضل كبير فيما وصلت إليه من العلم بالحياة وأسرارها والمعرفة بشئون الحياة والناس والفن والصحافة بلا شك فإن أستاذة الصحافة فاطمة اليوسف هى صاحبة الفضل الأول فى حياتى وحياة الكثيرين من الذين عاصروها وعاشروها وعملوا معها. وبعد أن استقرت مجلتها روز اليوسف الأسبوعية منذ أكتوبر 1943 والذى يعتبر تاريخ مجلة روز اليوسف الذى يعتبر تاريخها الصميم الصريح لم تصادر ولم تغلق حتى ثورة يوليو 52 فقررت أن تؤنسها بشقيقة أسبوعية فأصدرت «صباح الخير» فى يناير 1956 ولما سألتها لماذا الاسم «صباح الخير» قالت إن الصباح عندى هو رمز النصر والغروب رمز الهزيمة الصباح رمز للأمل والغروب فيه معنى الخيبة والفشل صباح الخير تحية فيها إشراقة الصبح وفيها أمنية الخير. أما هذه فأمنية صحفية ورجاء من كل من يهمه أمر استقرار الصحافة يارب بعد القضاء على الفساد تنتصر الصحافة القومية على المتسللين وراكبى الموجة للقفز على الصحافة بالطرق الملتوية وإشاعة الإشاعات وبهدلة سيرة الصحافة كذبا وافتراء ونميمة!! أما هذه فكلمة حب وشكر إلى الزميلة الكاتبة منى حلمى: يا زميلتى العزيزة قلبى معك وألف رحمة ونور وغفران إلى الراحل العزيز د. محمد فتوح الفنان العبقرى المفكر الموسيقار فى رحاب الله.. وليس تحت التراب.. ألف شكر يا منى يا عزيزتى على كتابه وديوانك القيم.. سابحة إليك تحت التراب المبدع شعرا!! وإليكم الحب كله وتصبحون على حب.