تزايدت الهجرة غير الشرعية فى مصر بعد انهيار نظام الحكم فى ليبيا، واستغلال الأول مافيا التهريب حالة الانفلات الأمنى التى شهدتها البلاد على الحدود «المصرية الليبية» فى تهريب الشباب إلى طرابلس، استعدادا لنقلهم إلى دول الاتحاد الأوروبى ما دفع دولة إيطاليا إلى إعادة النظر فى التدخل عسكريًا للحد من الظاهرة. كانت الهجرة غير الشرعية قد ظهرت فى الكنانة بعدما سافر بعض المصريين لطلب الرزق وبحثا عن حياة كريمة وأفضل من الموجودة على أراضى الوطن بعد الانفتاح الاقتصادى أواخر القرن الماضى على دول الاتحاد الأوروبى عن طريق العراق، حيث كان الشباب يسافر إلى هناك ويتجه إلى تركيا ومنها يدخل الدول الأوروبية المجاورة بحثا عن العمل وتحسين المعيشة. وبعد ظهور الثراء الفاحش على المصريين العاملين فى أوروبا من خلال السيارات الفارهة وشراء أراض وبناء فيللات فى القرى المصرية دفعت الكثير من الشباب يجعل حلم حياته أن يسافر إلى أوروبا ويرى الخلاص من حالة الفقر والبطالة التى يعيشها أغلبهم فى السفر. ولعبت غيرة الشباب من أقرانهم الذين سافروا إلى أوروبا وكونوا ثروات ضخمة دورًا كبيرا فى المخاطرة ومحاولة السفر عن طريق السفن بدائية الصنع، ما يجعل مصيرهم ينتهى فى جوف أسماك القرش بدلًا من تحقيق حلم الثراء وامتلاك الفيللات الفاخرة والسيارات الفارهة، حيث تجد قرى يطلق عليها أسماء الدول الاوربية مثل قرية ميت الكرما وكفر الجنينة بمركز طلخا وميت ناجى بميت غمر «إيطاليا» وقرية بساط كريم الدين بمركز شربين «اليونان» وقرية ميت عنتر بمركز طلخا ونوسا الغيط ونوسا البحر وميت حلاوة بمركز أجا وتلبانة وكوم الدربى بمركز المنصورة«فرنسا»، وتطون الفيوم«إيطاليا» تكاد تكون قطعا من أوروبا. حياة مأساوية يعيشها أبناء القليوبية بسبب صعوبة بل إنعدام الحصول على فرص عمل فور الانتهاء من الدراسة الجامعية وما يعادلها، ليجدوا كل ابواب الوظائف مغلقة وبعد ان ضاقت بهم الأحوال، بدأ الشباب فى العمل للخارج عن طريق الهجرة غير الشرعية الى الدول الأوروية وخاصة دولة إيطاليا عبر الحدود الليبية. يقول عماد السيد، أحد المهاجرين بالقليوبية: فى بداية الرحلة يتفق الشباب مع سمسار مصرى لتهريبهم الى ايطاليا مقابل ما يعادل 30 الف جنيه مصري، وارتفع المبلغ الى 70 الف جنيه، منوها إلى أن منهم من باع ميراثه او ارضه وغيره باع كل ما يملك ليصل الى ايطاليا. ويتابع: وبعد عناء شديد بين الشواطئ والحدود فى الوقت الذى كنا نستهدف فيه الوصول الى صقلية وبمجرد دخولنا الحدود الايطالية وجدنا طائرات هليكوبتر فوقنا وبدأت بإصدار بعض الاشارات والاصوات فأوقف قائد المركب المحرك واستمرت الطائرات تحلق فوقنا3 ساعات ثم استنجد قائد المركب بهم ورفع لهم راية استغاثة بعدها اقترب منا قاربان كبيران للاغاثة وقامت قوات الشرطة الايطالية بنقلنا اليهما. ويوضح: أنه حينما حان وقت الترحيل والعودة إلى مصر شاهد البعض يقوم بكسر ساقه او يده حتى لا يتم ترحيله او يحاول القفز فوق اسوار المعسكر للهروب وكان بجانبهم بعض المصريين اتفقوا جميعا على الخروج بصورة جماعية، لكن باءت جميع المحاولات بالفشل رغم محاولات الهروب من جميع المعسكرات بما فيها معسكر أفريقي، إلى أن انتهى باللجوء إلى الغابات والمزارع. ويروى محمد إبراهيم 25 سنة احد المهاجرين بالطريقة غير الشرعية حديثه عن هذه الرحلة الشاقة فكان يرغب فى السفر الى اليونان والذى ضحى والده بقطعة أرض من أجل سفره بسبب عدم توافر فرص عمل له فى بلده فقد واجهته العديد من الصعاب ابتداءًا من سفره من مصر الى السودان ثم الى سوريا، ومضى هناك يومين واخذته سيارة لحدود تركيا ووصل رحلته لدول الأتحاد الأوروبى. ويستنكر محمود إمام 35 سنة الوضع القانونى للمهاجرين غير الشرعيين حيث صدرت بعض القوانين والتشريعات الايطالية مؤخرًا بضرورة تقنين اوضاع المهاجرين غير الشرعيين وكان على ان استعين بسمسار لإثبات اننى اعمل بصورة دائمة ولدى دخل ثابت وكانت عمولة السمسار 6 الاف يورو وهو مبلغ ضخم لكن السمسار نصب على مئات المصريين وقدمنا ضده بلاغًا ولم تعثر عليه الشرطة منذ 2010 وبالتالى لم تعد هناك فرصة للبقاء الا بالزواج فقدر الله لى ان وجدت فتاة ايطالية من اصل مغربى وعقدت الزواج عليها بالمعهد الاسلامى بميلانو وعندما ذهبت للسلطات الايطالية لإثبات زواجى رفضوا وطالبونى بعقد الزواج بالقنصلية التى فرضت رسومًا ضخمة وتعقدت الأمور.