العيدية واللحمة.. وجهان لعملة الفرحة

أطفال وبلالين ولبس جديد وعيدية.. هذه هى مظاهر العيد التى اعتدنا عليها، تتلون الشوارع بلون الفرحة والبيوت بطعم البهجة، فيه ينتظر الكبير قبل الصغير أن يملأ يديه وجيوبه من أموال العيدية التى يرتب أن يحصل عليها من أبويه وأقاربه بل وأحيانا يمنون أنفسهم أن تأتيهم من حيث لا يدرون، فلا مانع لدى الكثيرين أن يأخذوها من أى شخص يعرض عليهم ذلك، كل هذا من أجل تحقيق هدف العيد المنشود وهو تحصيل أكبر قدر من العيدية تمكنه فيما بعد من استثمارها فى عدة أشياء قد نوى وحضر لها لتكون فى خبر المفعول ولسان الحال يقول: «اللهم أرزقنى عيدية تفوق توقعاتى.. وحرم علينا عيدية العشرين جنيه وأرزقنا بورقة ب 200جنيه».
ولكن هيهات أن تصبح هذه مجرد طموحات وأمانى كانت بالأمس القريب فى عيد الفطر آمال متاحة ومشروعة ولكنها تتحطم أمام صخرة عيد الأضحى لتكون الجملة الأبرز والأكثر تداولا «مفيش عيدية.. العيد ده عيد اللحمة»، فالعرف الذى ساد بين المصريين بأن هذا العيد خاص بالأضاحى ولحم الضأن وليس من المقبول رفع المطالب الفئوية المنادية بالعيدية لأنه «عيد لحمة مش عيد فلوس».
قال الطفل على محمود إنه لا يهمه إذا كان عيد لحمة أم عيد عيدية فهو لن يشعر بفرحة العيد بدون أن يحصل على أموال العيدية، لافتا الى أنه أصر أن يمنحه والده عيدية حتى يشعر بفرحة العيد.
وأضاف على قائلا: «إنه لا يرغب كثيرا بأكل اللحوم ولكنه يفضل العيدية لشراء لعب العيد».
بينما أوضح الطفل زياد عادل أن والده وأعمامه يمنحونه العيدية دوما، مؤكدا أنه يرغب فى أكل اللحوم أيضا ولكنه يفضل أخذ العيدية أكثر، وأكد زياد أن والده لم يعطيه عيدية لكنه لم يحزن لأن أعمامه أعطوه.
فيما قال الطفل عمر محمد إنه يفضل أكل اللحوم عن العيدية قائلا: كيلو لحمة أحلى من العيدية، وأضاف: «أنه لم يحزن لأن والده لم يمنحه عيدية فهو يعلم أن عيد الأضحى لا يعطون به عدية لأنه عيد لحمة.
ويقول هانى مصطفى، محاسب، : إنه يمنح أبناءه وإخوته العيدية من أجل رسم البهجة على وجوههم، لافتًا إلى أنه لا يقتنع بقول البعض «عيد الأضحى للحمة بس مفيش فيه عيدية».
فيما قال رامى منصور، مدرس، إنه يعطى أبناءه «العيدية» لأن فرحة الأطفال بالعيد لا تكتمل بدونها، مؤكدًا أن عيد الأضحى به روحانيات لوجود مناسك الحج به، بالإضافة إلى فضل العشرة الأوائل من ذى الحجة.