في حوار ساخن مع النجم أحمد عز حول تصريحاته التي أغضبت الشباب أثناء الثورة، لدرجة وضع اسمه في «القائمة السوداء» للفنانين، تحدث عز بصراحة ووضوح عن الظروف التي تحدث فيها، وما كان يقصده، مؤكدا أنه فوجئ بما فعله الشباب، ولم يكن يتخيل أنه يمكن حدوثه، فإلي حديث أحمد عز الذي واجه فيه كل الاتهامات التي طاردته الفترة الماضية. بداية لماذا هاجمت شباب الثورة؟ - أنا لم أهاجم الثورة مطلقا وهذا اتهام باطل لا يصح أن يتم توجيهه لي أنا علي التحديد، لأني من الشباب الذين ساندوا الثورة بشدة. لكن لم يشاهدك أحد في «ميدان التحرير» مثل أقرانك من عمرو واكد والصاوي غيرهما؟ - عدم تواجدي في «ميدان التحرير» لا يعني أنني ضد الثورة أو أسيء إلي شبابها، فقد كنت أقوم بعمل آخر مع الثورة في منطقة المعادي محيط سكني، حيث كنا نقوم كلجان شعبية بحماية الممتلكات العامة والخاصة وأعراض نسائنا من البلطجية وأرباب السجون الذين انطلقوا يرهبوننا ويروعون أمننا فالثورة لا تعني التواجد في ميدان التحرير، فقط فكل منا لديه دور كان يجب القيام به، فالصحفي لابد أن ينير الطريق بكلماته للبسطاء، وكذلك الشاعر والمغني، ولكن كون الممثل لن يستطيع أن يقوم بدور أو يجسد عملا عن الثورة أثناء اندلاعها، فيقوم بدور آخر مثل الذي قمت به وفعله كذلك زميلي أحمد السقا وأشرف عبد الباقي. لكنك وصفت شباب التحرير ب«المغيبين» علي الهواء مع الإعلامي عمرو أديب؟ - دعني أقول لك الصدق، هذا حدث بالفعل، ولكن هذا الكلام قلته يوم 27 يناير، أي قبل «جمعة الغضب» التي فارقنا فيها شهداءنا وتألمنا لما حدث لجرحانا، بالإضافة لأنني كنت أقصد بهذا الوصف انقطاع أبناء «ميدان التحرير» عن كل وسائل الاتصال، بسبب قطع الإنترنت والتليفونات، والدليل علي ذلك مطالبتي في نفس المكالمة بوضع شاشات لنقل الأحداث لشباب ميدان التحرير، كما أنني لم أكن شاهدت الوجه القبيح للنظام الراحل هذا من جانب. ومن ناحية أخري كنت أري الموجودين بميدان التحرير قلة تعطل حركة الوطن، ولم أكن أدري أبدا أن هذه إرهاصات لثورة عظيمة، فقبل هذه الثورة كانت تطالعنا الصحف والقنوات الإخبارية عن مجموعة من المواطنين متظاهرين أمام «نقابة الصحفيين»، أو «دار القضاء العالي» أو أمام «مجلسي الشعب والشوري»، ولكن كان هؤلاء ينصرفون في نهاية اليوم، ولكن الأمر في تلك المرة كان مختلفا حيث امتد التظاهر لمدة ثلاثة أيام، وما قلته كان بدافع حرصي علي مصر. إذن موقفك كان نابعا عن عدم تصور أن ما يحدث ثورة؟ - الحقيقة نعم، لأن ثقافة الثورة ليست لدينا إطلاقا ولم نعرف معني كلمة ثورة سوي من الكتب، وفي بداية الثورة لم يكن أحد يعرف شيئا حتي أمريكا التي تتمتع بمكانة سياسية وقدرات تحليلية هي الاهم في العالم، كان موقفها مترددا ومتغيرا بسرعة ففي بداية الأحداث كانوا يطالبون الشعب المصري بالصبر ثم بدأوا بمناشدة الرئيس السابق والشعب الحفاظ علي الوطن وبعدها طالبت أمريكا مبارك بإصلاحات سياسية وأعقب ذلك مناشدة لمبارك بانتقال سلمي للسلطة ثم المطالبة بالتنحي هذا كان موقف أعتي دولة في العالم، فما بالك بفنان لا يحمل أي اتجاهات سياسية بالإضافة لأن الانطباع الذي كان سائدا في السنوات الأخيرة هو أن الشباب المصري مغيب بفعل البطالة والعنوسة وضيق الحال فهذه الأمور خلقت صورة رديئة وسطحية عن الشاب المصري، ولم يكن أحد يتصور أن شبابنا بهذا الوعي والعمق السياسي ولم يمر بخيال أحد أن شبابنا سيصنع ثورة يتحاكي بها العالم وتدرس في أوروبا ولم أحلم يوما بأن هؤلاء الشباب يعزلون رئيس الجمهورية ويقدمونه للمحاكمة هو ونظامه المستبد، إن ما حدث فوق مستوي الاستيعاب للعقل والخيال أيضا. أغضبك وضع اسمك في القائمة السوداء للفنانين أعداء الثورة؟ - أغضبني أكثر دعاوي التخوين التي أطلقها البعض تجاه الآخر، فمن نصب هؤلاء لقياس وطنية هذا أو ذاك فهذه ثقافة جديدة علينا، ويجب أن تمحيها الثورة، أما وضع اسمي فيما يسمي القائمة السوداء فأنا أعرف جيدا قدر وطنيتي، وأقول لمن وضعوني بهذه القائمة والذين لا أعرف من هم، أشكركم وأذكركم أنني مواطن مصري ولست من دولة معادية. ما رأيك الآن فيما حققته الثورة؟ - الثورة حققت مكاسب كبيرة ما كانت تتحقق لنا دون ثورة قبل 50 عاماً، وبالطبع أنا مع مكتسبات الثورة من محاكمة النظام الفاسد ورجاله، ومع حياة سياسية غير متعثرة بوجود أحزاب قوية، ومع تداول السلطة واحترام الشعب كل هذه مكاسب رائعة، ولكن علينا الآن إعادة بناء مصر من جديد، ولابد أن نقدم الغالي والرخيص من أجل تحقيق هذا الهدف، ولكني متخوف بعض الشيء من البسطاء، الذين لا يعون ذلك، ويعطون فرصة لفلول النظام السابق للتخريب، فأنا منزعج من مهاجمة أقسام الشرطة، والفتنة الطائفية، وآخرها ما حدث بمنطقة إمبابة وراح ضحيه 13 مواطنا، بخلاف المصابين فلابد أن تنتهي هذه الأمور من أجل وطننا. هل تري انعاكسا للثورة علي السينما؟ - بالطبع فأنا مثلا عانيت بعض الظلم والتعسف من الرقابة والأمن بسبب فيلمي مع السقا «المصلحة» ولولا الثورة ما كان خرج هذا الفيلم بالشكل الذي نريده، فالدولة البوليسية كانت تحمي فساد النظام السابق من خلال سطوتها علي الرقابة علي المصنفات الفنية، وقد أثر ذلك علي السينما بشكل كبير حيث تم منع الكثير من الأعمال الفنية التي تنتقد سلبيات النظام، وتطرح فساد رجال السلطة. لكن تردد أن فيلمك مع السقا تم تعديله ليمجد في جهاز الشرطة؟ - إطلاقا، فأحمد السقا يجسد شخصية رجل شرطة حسن السمعة، وأنا أقوم بدور تاجر المخدرات ويدور صراع كبير بيننا، وفي النهاية ينتصر رجل الشرطة، لأن هذه هي النهاية المنطقية، فرجل الشرطة يحمي القانون، وليس لأن المؤلف أراد تمجيد رجل الشرطة. ما صحة ما تردد حول تقديمك عملا عن الثورة؟ - أي فنان يتمني في هذه الفترة تقديم عمل عن الثورة وبالفعل تحدثت مع بعض الأصدقاء في هذا الشأن وحينما أجد العمل المناسب سأقدمه فورا، ولكني أريد تقديم عمل مناسب ولن أقدم عملا من أجل تقديم فيلم والسلام.