دائما ما يتعرض العمل الفنى المركب للهجوم أو الرفض بشكل عام ومن بعض النخب ممن لديهم موروث معرفى ثابت عن الفنون وأيضا من بعض النقاد الذين يرون أن الفنون الحداثية قامت على هدم القيم والمسلمات والثوابت وأنها فنون أوروبية المنشأ ساهمت فى الابتعاد عن الهوية المصرية، هذه المقارنة ما بين الحداثة والهوية شكلت موقفًا عدائيًا ضد الفنون الحداثية بسبب عدم معرفة المتلقى بالمفاهيم الفلسفية والفكرية والتاريخية والثقافية والسياسية لفنون الحداثة وما بعد الحداثة، وتطرح أسئلة عن إمكانية انسجام هذا الرافد الغربى مع الروافد الجمالية المألوفة، بالإضافة إلى تعدد التفسيرات والتأويلات والمسميات والمصطلحات حول هذه الفنون ومنها: العمل الفنى المركب – التشكيل فى الفراغ – العمل الفنى المجسم – التشكيل الحر – تشكيلات ذات أبعاد ثلاثية وغيرها من المصطلحات، عن هذه الإشكالية المعرفية طرح الفنان الدكتور عادل ثروت كتابه الجديد تحت عنوان «العمل الفنى المركب وفن التجهيز فى الفراغ» ضمن إصدارات سلسله آفاق الفن التشكيلية بالهيئة العامة لقصور الثقافية. فى مقدمة الكتاب يقول الفنان والناقد عز الدين نجيب: «يقدم الكتاب المعرفة باتجاهات الفن التجميعى المجهزة فى الفراغ بعيدا عن الصور الذهنية المسبقة عن هذه الفنون، وربطها بالعوامل التاريخية والاجتماعية والسياسية ومحو الالتباس حول مفاهيم الحداثة معاير الجمال بشأنها، ارتكز الكتاب على الفن التجميعى فى الفن الغربى بعد ظهوره فى أوروبا فى العقد الثانى من القرن لعشرين من خلال جماعه «الدادية» وقد اختار المؤلف هذا الاتجاه لما له من أهمية فى حركة الفن العالمى المرتبطة بالحداثة وما بعد الحداثة إلى جانب فنون الميديا البصرية والسمعية التى دخلت عالم الفن تحت عنوان الفن المفاهيمى». الكتاب مقسم إلى ستة فصول، الفصل الأول حول مفهوم العمل الفنى التجميعى Assemblag وظهوره فى الساحة التشكيلية المصرية فى صالون الشباب عام 1989 وحالة التضارب حول ماهية هذا الفن ومرجعياته التاريخية فى حركة الفن التشكيلى العالمى. الفصل الثانى يرصد العمل الفنى التجميعى من الدادية الى الواقعية الجديدة، الفصل الثالث جاء بعنوان «فن الواقعية الجديدة كمعادل تشكيلى لمجتمع ما بعد الحرب العالمية الاول»، أما الفصل الرابع فجاء بعنوان «مفهوم ما بعد الحداثة فى الفن التشكيلى»، الفصل الخامس : فن التجهيز فى الفراغ بين المفاهيم الفلسفية والأسس الفنية»، وقد خصص «ثروت» الفصل السادس والأخير عن بعض الفنانين المصرين فى العشر سنوات الأخيرة من القرن العشرين «العمل الفن التجميعى وفن التجهيز فى الفراغ فى الحركة الفنية التشكيلية المصرية المعاصرة» حيث قدم قراءة نقدية للأعمال كل من: رمزى مصطفى، فرغلى عبدالحفيظ، فاروق وهبه، أحمد رجب صقر، عادل ثروت، عماد أبو زيد، شادى النشوقاتى، خالد حافظ، وائل درويش، أحمد بدرى.