محافظ أسيوط يشارك في وضع حجر الأساس لمجمع سكني مشترك للأطباء والمهندسين    رئيس جامعة بنها يشهد ختام فعاليات المهرجان الرياضي الثالث    مجلس الوزراء يكرم الأمين العام السابق للمجلس ويهنئ الأمين الجديد بتوليه المسئولية    ننتهج استراتيجية تعتمد على الابتكار والرقمنة.. وزير الري: نصيب الفرد من المياه لا يتجاوز 560 متر مكعب سنويًا    العمل تعلن دورات تدريب مجانية ل "التسويق الرقمي" والذكاء الاصطناعي    تداول 16 آلاف طن و756 شاحنة بضائع عامة ومتنوعة بمواني البحر الأحمر    مدبولي: الحكومة ماضية في نهج الإصلاح الاقتصادي الذي تتبعه    عاجل - مدبولي: رسائل الرئيس في القمة العربية تجسد ثوابت الموقف المصري تجاه قضايا المنطقة    أمير قطر في عمّان لبحث التطورات مع العاهل الأردني    نزوح مستمر من غزة وسط قصف مكثف وخيارات محدودة للهروب    وليد صلاح الدين: زيزو لم يطلب التأهيل في الخارج    محافظ شمال سيناء يفتتح مهرجان الهجن بالعريش    منتخب الناشئات يتوجه إلى غينيا الاستوائية لخوض التصفيات المؤهلة لكأس العالم    ضبط قائد ميكروباص تسبب في وفاة موظف وهرب دون رخصة قيادة    مصرع زوجين وإصابة جارتهما في تصادم قطار بتروسيكل بالشرقية    7 ملايين جنيه.. حصيلة قضايا الاتجار في العملات ب"السوق السوداء"    الداخلية تواصل حملاتها المكثفة لضبط الأسواق والتصدى الحاسم لمحاولات التلاعب بأسعار الخبز الحر والمدعم    عيد أبو الحمد يكشف تفاصيل أزمته الصحية الأخيرة ويشكر متابعيه    محمد قناوي يكتب: 4 ملاحظات علي المؤتمر الصحفي لمهرجان الجونة في دورته الثامنة    فرقة التراث تحيي ذكرى رحيل منير مراد على المسرح الكبير (تفاصيل)    قبل عرضه بالسينما أكتوبر المقبل.. تعرف على أحداث فيلم «فيها إيه يعني»    بعد إصابة إمام عاشور بفيروس A .. أعرف أسباب الإصابة بالمرض    «الدميري»: الفحص قبل الزواج خطوة لبناء أسرة صحية وسليمة    انخفاض أسعار الدواجن اليوم الأربعاء بالأسواق (موقع رسمي)    وكيل تعليم الشرقية يطمئن على جاهزية المدارس لاستقبال العام الدراسي    فيديو - أمين الفتوى: تزييف الصور بالذكاء الاصطناعي ولو بالمزاح حرام شرعًا    الأزهر للفتوى: يجوز للزوجة التصدق من مال زوجها دون علمه في حالة واحدة    عالم أزهري يكشف لماذا تأخر دفن النبي بعد موته وماذا جرى بين الصحابة وقت ذلك    «التضامن» تقر قيد تعديل 4 جمعيات في محافظة البحيرة    229 درجة في الأماكن الشاغرة.. بدء المرحلة الثالثة لقبول طلاب الثانوية العامة بسوهاج    في ذكرى ميلاد خليل الحصري.. قارئ أضاء تاريخ التلاوة بصفاء صوته    "عليهم أن يكونوا رجالًا".. هاني رمزي يفتح النار على لاعبي الأهلي عقب تراجع النتائج    «التعليم» توضح 11 نقطة حول تفاصيل «البكالوريا» وسداد المصروفات الدراسية    قبل بدء الدراسة.. تعليمات هامة من التعليم لاستقبال تلاميذ رياض الأطفال بالمدارس 2025 /2026    تخفيضات وتذاكر مجانية.. تعرف على تسهيلات السكة الحديد لكبار السن 2025    عاجل- انقطاع الإنترنت والاتصالات الأرضية في غزة وشمال القطاع بسبب العدوان الإسرائيلي    "البديل الذهبي" فلاهوفيتش يسرق الأضواء وينقذ يوفنتوس    أبو مسلم يهاجم ترشيح فيتوريا لقيادة الأهلي    ملكة إسبانيا فى زيارة رسمية لمصر.. أناقة بسيطة تعكس اختياراتها للموضة    آخرها فيروس «A».. تعرف على تاريخ إصابات إمام عاشور مع الأهلي    مصر تطلق قافلة "زاد العزة" ال39 محملة ب1700 طن مساعدات غذائية وإغاثية إلى غزة    «جوتيريش»: سيذكر التاريخ أننا كنا في الخطوط الأمامية من أجل الدفاع عن الشعب الفلسطيني    مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 17سبتمبر2025 في الشرقية    سياسي ألماني يطالب حكومته بإفساح المجال أمام فرض عقوبات على إسرائيل    «ڤاليو» تنفذ أول عملية مرخصة للشراء الآن والدفع لاحقًا عبر منصة «نون»    «ليه لازم يبقى جزء من اللانش بوكس؟».. تعرفي على فوائد البروكلي للأطفال    بتقديم الخدمة ل6144 مواطن.. «صحة الشرقية» تحصد المركز الأول بمبادرة «القضاء على السمنة»    «طلبت الطلاق أمام البنات».. ضبط «جزمجي» أنهى حياة زوجته في الغربية    وزير الدفاع السعودي ولاريجاني يبحثان تحقيق الأمن والاستقرار    كندا: الهجوم البري الجديد على قطاع غزة «مروع»    الصورة الأولى للشاب ضحية صديقه حرقا بالشرقية    بهدف ذاتي.. توتنام يفتتح مشواره في دوري الأبطال بالفوز على فياريال    خطوات إضافة المواليد على بطاقة التموين 2025.. الأوراق المطلوبة والفئات المستحقة    حرق من الدرجة الثانية.. إصابة شاب بصعق كهربائي في أبو صوير بالإسماعيلية    مسلسل سلمى الحلقة 25 .. خيانة تكشف الأسرار وعودة جلال تقلب الموازين    توقعات الأبراج حظك اليوم الأربعاء 17 سبتمبر 2025.. الأسد: كلمة منك قد تغير كل شيء    أوقاف الفيوم تنظّم ندوات حول منهج النبي صلى الله عليه وسلم في إعانة الضعفاء.. صور    قافلة طبية مجانية بقرية الروضة بالفيوم تكشف على 300 طفل وتُجري37 عملية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حسين سالم رجل الموساد الأول وعميل حزب الله

عندما نتصفح الموسوعة الدولية بحثا عن تعريف لكلمة الجاسوس المزدوج نجدهم يقولون: «هو الجاسوس الذي يعمل لحساب دولتين في وقت واحد وهو أذكي وأخطر أنواع الجواسيس ولا يمكن أن ينجح في هذه المهمة سوي الشخص الذي يتصف بالذكاء والمكر الشديدين حتي يستطيع أن يكسب ثقة الطرفين ويخدع كلاً منهما في وقت واحد، وغالبًا ما تكون حياة الجاسوس المزدوج هي رهن لأي خطأ بسيط يقع فيه دون قصد، لكن ما يحققه من مكاسب كبيرة من هذه اللعبة الخطرة يجعله لا يبالي حتي بحياته في سبيل ما يحصل عليه من أموال من كلتا الدولتين، ومن أهم أدواته فتح مكاتب تجارية بالتعاون مع أفراد البلاد التي يعيشون فيها وعرض رؤوس الأموال لتأسيس شركات وتنفيذ مشاريع عمرانية وإنشائية بالتعاون مع أبناء البلد الآخر والمشاركة في الصحف ودور النشر وشراء الفنادق جاهزة أو إنشاؤها بنفس الطريقة والانتقال إلي البلد المطلوب التجسس فيه والتظاهر بممارسة مهنة معينة يحتاج إليها أبناء ذلك البلد» والكلام كله للموسوعة العالمية للتجسس..
وكان «رافي إيتان»- ولد في إسرائيل في 23 نوفمبر 1923 وعضو لجنة الخارجية والأمن بالكنيست السابعة عشرة عن حزب جيل - ربما قد أضاف مصطلحا جديدا وهو «المثلث» ذلك الجاسوس الذي يخدم نفسه بطريقة استغلال الطرفين الآخرين، ربما استغل حسين سالم مبارك إلي أن حرقه واستغل سي آي إيه لضمان حمايته كما استغل الموساد وعب من أموالهم المليارات، وأكيد أنه كان هناك ثمة ثمن ما قدم سالم «ربما لا يزال» جزءاً منه المؤكد أن شركاءه قد قدموا الجزء الأخطر، فهل يمكن أن يكون سالم مثلثًا؟ والمعلومات المتوافرة علنا والوصف الذي يكاد ينطبق عليه بهم تشابه كبير؟
في بداية عام 1976 بإحدي فيللاته التي خصصها للقاءات الأكثر سرية استضاف حسين سالم ثلاثة أصدقاء لتكوين شركة سلاح كشفتها المخابرات الأمريكية في القضية رقم 147 لسنة 1983 وقدمت الشركاء فيها للمحاكمة بالمادة 13 من الدستور الأمريكي بتهمة «خيانة الأمانة»، وهي المحاكمة التي ظلت سرًا دفينا، بينهم شخصيتان بتلك الجلسة كان لهما وقتها منصبان رفيعان وثالث كان صهر أحدهما، اجتمعوا تلك العشية وفي نية كل منهم غرض خفي يختلف عن غرض الآخر الجالس بجانبه، فمنهم من كان عسكريا حالمًا له رغبة مساعدة الدول المحرومة من السلاح، ومنهم من كان يسعي للعظمة والمال دون حساب، ومنهم من كان يريد ركوب الموجة للإمساك بالمال والسلطة معًا مثلما يمسك المرء بالأرنب من أذنيه، أما المضيف فقد أراد أن يكون الرجل الأكثر خطورة وغموضًا ليس في الشرق الأوسط وحده بل في العالم كله.
أولهم هو العقل المدبر والمنظم الملقب ب«المهندس» في مصر وإسرائيل والموسوعة العالمية للشخصيات المهمة و«المدير» في سي آي إيه، إنه حسين كامل سالم المولود لإحدي عائلات قبائل بدو سيناء في عام 1928 بمصر وهو ما يفسر لكم سر الحظوة التي يلعب بها في سيناء -شرم الشيخ حيث تحميه القبائل هناك وهو ذات السر الذي جعل قبائل سيناء تعلن عن أن مبارك تحت حمايتها حاليا وهو يقيم في بديل سجنه بالمستشفي، سالم صاحب مجموعة «إتش كيه إس جروب» وهو أيضا رئيس مجلس إدارة وصاحب مجموعة «ماساكا للاستثمار» التي يديرها من مقرها في سويسرا التي يحمل جواز سفرها طبقا للقانون السويسري علي أساس أنه مستثمر رفيع المستوي،
وقد خدم سالم في القوات الجوية في أوائل الستينيات حيث تعرف إلي «الحارس» أو كما كانوا يلقبونه فيما بينهم، وقد عمل سالم معه عن قرب ونجح في فك شفرته الإنسانية ما مكنه بعدها من السيطرة عليه بداية من تلك الليلة وحتي مساء يوم 28 يناير 2011.
سالم حافظ علي علاقته بالحارس وفي خلال مدة خدمته كان يعمل باجتهاد مشهود له بالكفاءة من أجل الحصول علي أكبر قدر من الخبرة والتعليم الذي استغله وطوعه لأغراض كانت في أحيان كثيرة غير مشروعة. سالم لم يكن مثل غيره ممن يجلسون بجانبه في تلك الجلسة التي كانت سرًا فيما بينهم حجبوه عن الرئيس المصري محمد أنور السادات - ولد بقرية ميت أبوالكوم بمحافظة المنوفية في 25 ديسمبر 1913 واستشهد في 6 أكتوبر - لأشهر قليلة حتي فوجئ بالأمر ليس منهم بل من الرئيس الأمريكي «جيمس إيرل كارتر» المولود في 1 أكتوبر 1924 والرئيس الأمريكي التاسع والثلاثون - صديق السادات والذي أكن له الاحترام.
تصرفات وخطط الرجل تجعل أي إنسان لا يفهم الكثير، كان قد تعلم أن سر النجاح يكمن في التخطيط الجيد والمدروس ثم البقاء في الظل وربما في الظلام لو صح التعبير، وهي الطريقة التي لعب وتمسك بها ليومنا هذا، سالم كان قد حلل قبلها بشهور نفسية ضيوفه بل قالوا إنه دفع آلاف الدولارات لخبير أمريكي كان يتعاون مع المخابرات الأمريكية كي يضع له كتيب التشغيل النفسي لضيوفه تلك الليلة، وهو ما يفسر لنا كيف لعب بهم مثل عرائس المسرح ولكي نفهم كيفية تحليل الموقف طبقا لنظريات مدارس المخابرات ركزوا جيدا في من بقي قويا حرًا طليقا تحميه أجهزة مخابرات عدة بالعالم حتي بعد انهيار المعبد وسقوط الضيوف؟ إنه بالقطع «المهندس».
كانت طريقة الرجل وعلاقاته بالمخابرات الأمريكية والموساد هي ما جعلت مبارك ينبهر به وينقاد وراء خططه مثل المنوم مغناطيسيا، حتي إنه بالمخالفة لجميع البروتوكولات عينه وسيطا سريا خاصًا له تارة وتارة أخري بالإعارة لأصدقائه في تل أبيب، فقام سالم بدور الوساطة بين الموساد وحزب الله اللبناني في الحرب الأخيرة علي لبنان، الخبر ليس مقلوبا فالرجل لعب دور الوسيط وبعلم مبارك وتكليفه الشخصي، بل حمل ملفاً أعده له الموساد و«إيهود أولمرت» - ولد في 30 سبتمبر 1945 في مستوطنة نحلات جابوتنسكي بفلسطين - وكان ملف تبادل الأسري بين حزب الله وإسرائيل، وفيه سلم حزب الله إسرائيل جثث الجنديين اللذين قامت الحرب بسبب قتلهما علي أيدي حزب الله، أما الوساطة فكانت بتوقيع من مبارك لسالم علي بياض بالتعامل مع الكل في وقت واحد!
سالم نجحت وساطته مع مبارك بتكليف من الموساد في فك أسر الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام الذي حكمت عليه المحكمة المصرية بالسجن 15 عامًا في يوليو 1997 ولنتذكر يوم عودة عزام لإسرائيل والمؤتمر الصحفي العالمي الذي حضره بجانب عزام رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق «أرائيل شارون» - ولد في 26 فبراير 1928 بقرية كفار ملال بفلسطين - بمقر رئاسة مجلس الوزراء الإسرائيلية وبحضور ضباط الموساد الإسرائيلي في 5 ديسمبر 2004 وأمام شاشات العالم حيا رئيس الوزراء الإسرائيلي شارون دون الكشف عن الأسماء رجالا بأعينهم كان شارون يعرفهم جيدا بقوله: «إننا في إسرائيل نشكر كل هؤلاء الذين ساهموا في مصر من أجل عودة عزام عزام لبيته في إسرائيل» وكان الكاتب الإسرائيلي «دودو أورن» قد أشار لتلك الواقعة في كتابه الذي صدر باللغة العبرية في 2005 بتل أبيب «هل أنت عميل موساد»؟
سالم يفعل أي شيء وفي أي مكان وهو أيضا أول المعزين، وربما كانت فاجعة استشهاد الرئيس المصري السابق أنور السادات قصة أخري لا يعرفها أحد فقد تطوع الرجل بإخلاص منقطع النظير باستضافة ابنه «جمال السادات» الشاب الصغير الذي كان يعتبر سالم أبا له علي طائرته الخاصة ليقله إلي القاهرة سريعًا ليشارك والدته وأسرته الفاجعة وليكون في خلفية صور وكالات الأنباء العالمية علي أساس أنه يشعر بالأسي لموت بطل الحرب والسلام.
سالم كان قلبه يرقص فرحا، حيث ابتسمت الدنيا له ذلك اليوم فقد تحقق له «ربما بالصدفة الإلهية البحتة» حكم مصر اقتصاديا من وراء ستار المسرح الرسمي للرئاسة.
أما الثاني في التشكيل أثناء تلك الجلسة العربية وربما الأقوي بينهم ذلك اليوم فقد كان طبقا للملفات محمد حسني السيد مبارك وشهرته حسني مبارك المولود في 4 مايو 1928 الرئيس المصري السابق من 14 أكتوبر 1981 وحتي 11 فبراير 2011 نائب الرئيس المصري السادات بداية من أبريل 1975، كان حاد الذكاء حاد الطباع لأقصي درجة وربما سقوط الرجل في الأسر في أثناء حرب الرمال الشرسة التي جرت بين المغرب والجزائر في أكتوبر عام 1964 وتعرضه لأهوال التعذيب بالمغرب التي اضطرت طائرته - ومعه آخرون - للهبوط اضطراريا بها كانت سببا مباشرًا في تمثله في تلك الشخصية العنيفة والدموية متعللا بأن القائد العسكري لا بد أن يكون هكذا.
أما حسني مبارك فقد كان يحلم بالمال وليس المال الذي يمكن أن نحلم به نحن بل شلالات الأموال والسبائك الذهبية وحتي البلاتينية، وربما كانت حياته الصعبة صغيرًا هو العامل الذي دفعه نفسيا للمحتوم وحرمه من التفكير السليم لإنقاذ ما جمعه بعدها بأعوام طويلة، كانت السلطة قد بدأت تلوح لمبارك في الأفق غير أن السادات النزيه كان عائقا، فأمامه كان مبارك حنونا مهذبا رقيق المشاعر وفي الخلفية شخصية حظكم الجيد أنكم لم تحظوا بشرف لقائها بل ربما حظيتم بذلك في 28 يناير 2011.
ثالثهم طبقا للرسميات هو منير صالح ثابت مواليد 29 أكتوبر 1936 والمولود لأب مصري يدعي صالح ثابت، كان يعمل طبيبا للأطفال بمحافظة المنيا وبالتحديد في قرية مطاي بصعيد مصر، وقد تزوج يومها من ممرضته الإنجليزية الحسناء التي كان قد تعرف عليها أثناء فترة دراسته للطب في جامعة كارديف وتدعي طبقا للملفات «ليلي ماي بالمز» المولودة بمقاطعة ويلز الإنجليزية وكانا قد تزوجا في 16 مارس من عام 1936 لتنتقل معه في مدن صعيد مصر حتي يرزقا بمنير في أواخر العام نفسه، منير ثالث الجلسة جلس بجانب زوج شقيقته وصديقه حسني مبارك وكان مبارك قد أحضره للجلسة ليس لأنه رجل أعمال كبير ولديه الملايين بمفهوم تلك الأيام بل لأنه أراد أن تكون الأوراق موقعة من طرف غيره لحساسية مركزه ولأنه كما قال عنه العديد من أصدقائه وممن عملوا معه بل ومن حاربوا معه: «كان دائما يفضل اللعب في المضمون» ولم يكن يتورع عن أن يضحي بمنير نفسه لو كانت الظروف قد دفعته أيامها لذلك.
منير كان يسعي لأي دور من تلك الصلة المحظوظة التي ستتيح له بعدها مثلا امتلاك فندق باريس ماريوت العظيم، فمنذ البداية كان يحلم بالإمساك بأرنب المال والسلطة مرة واحدة، ويشاع أنه يعشق أكل الأرانب التي كان يطلبها خصيصا من مربيتهم الصعيدية التي كانت تتقن طبخها في طفولته.
منير للحقيقة لم يكن نكرة بل كان هو الآخر وسيمًا ذكياً مثقفًا حاصلا علي بكالوريوس العلوم العسكرية والملاحة الجوية عام 1956 بامتياز، ناهيك عن أن الرجل متعدد المواهب والثقافات والدليل أنه تقلد العديد من الوظائف العامة والخاصة خلال حياته فقد عمل رئيسا للشركة المصرية لخدمات الطيران ورئيسًا لمجلس إدارة شركة مرسي علم المصرية لخدمات الطيران ومسئولا رياضيا بعدها عام 1998 كعضو في اللجنة الدولية للأوليمبياد العالمي وكان قد شغل منصب رئيس اللجنة الأوليمبية المصرية منذ عام 1990 وحتي 1993 ثم مرة أخري من عام 1996 حتي 2009 ولكي نعرف الرجل فهو نجم حقيقي وصلت به قدراته لممارسة المحاماة والرماية والتنس والجمباز وتاريخه الرياضي يسجل في ملفه أنه كان عضوا بفريق الرماية الوطني لمصر عام 1965 بل حائزا لوسام الرياضة من الدرجة الأولي من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر عام 1966 وقد تقلد مناصب أخري عديدة.
أما رابع تلك الجلسة الذي ظل إلي وفاته ينكر وجوده ذلك اليوم أو غيره مع هؤلاء الشركاء وكثيرا ما نفي للصحافة العالمية معلوماتها عن ذلك اليوم وتلك الشركة، فقد كان المشير محمد عبدالحليم أبوغزالة المولود في 15 يناير 1930 بقرية زهور الأمراء بمركز الدلنجات محافظة البحيرة لعائلة ترجع في أصولها لقبائل أولاد علي الذي لا يمكن أن نعدد أوسمته أو بطولاته هنا في ذلك التقرير ونؤكد أنه ظل ينكر تلك العلاقة حتي في لقائه مع امبراطور الصحافة والإعلام الأمريكي ونجم سي إن إن «لاري كينج» ولد باسم لورانس هارفي في 19 نوفمبر 1933، وكان أبوغزالة قد أنكر القصة التي ساقها إليه لاري كينج عن شراكته بالشركة الفاسدة التي جاء ذكرها مفصلا في المحكمة الفيدرالية الأمريكية كما جاءت أخبارها في كتاب بوب وودوارد «الحجاب».
وطبقا للقصة ففي الجلسة كان أبوغزالة يحمل ألقاباً عديدة وسيكون وزيرًا للحربية والإنتاج الحربي في مصر في 1981 وهو بطل من أبطال حرب أكتوبر ومن قبلها أحد الضباط العظام ممن أطلقوا علي أنفسهم الضباط الأحرار، وقد خاض كل حروب مصر التاريخية وحصل في كل منها علي الأوسمة والنياشين حتي أصيبت بزته العسكرية بالتخمة وربما حب الجيش المعلن له ما جعل حسين سالم يجد في الرجل ضالته، فلو تواجد طبقا لخطته سيضمن سالم بقاء مبارك قويا يحمي المجموعة،
فوحده لم يكن مبارك ليستطيع الكثير.. فقد كان دائما يحتاج لرجل قوي بجانبه يحميه ويستند إلي سمعته وينهل من شرف رصيده بشرط ألا يشعر بأنه تحول لمنافس يشكل خطرًا عليه، لأن ساعتها كانت زوجته سوزان صالح ثابت المولودة في مطاي بالمنيا في 28 فبراير 1941 - لا تتورع عن اتخاذ التدابير لإزاحته من أمام زوجها، وكم من الرجال منعتهم من الحصول علي ما يستحقونه تاريخيا والدليل الحي هو السيد عمر سليمان - عمر محمود حسين سليمان ولد في قنا إحدي مدن صعيد مصر 2 يوليو 1936 رجل حاد الذكاء ذو شخصية قوية كان له حق الترشح لمنصب نائب الرئيس لكنه لم يعين إلا أثناء الثورة المصرية وقد ظلم كثيرًا طبقا لما ورد بموسوعة الأحداث العالمية الرسمية - ولندع التاريخ يحكم علي الرجل بما عليه وقد كان له، دون إنكار جاحد الكثير.
سوزان خارج صورتنا فلندعها قليلا لأنها ستحل محل أحد الشركاء في تلك المجموعة بعد ذلك بعامين تقريبا لنسجل تاريخا جديدا كان الكاتب الأمريكي المتخصص في علوم المخابرات الأمريكية بوب وودوارد والمولد في الولايات المتحدة الأمريكية في 26 مارس عام 1971 والمعروف رسميا باسم «روبرت أبشور وودوارد» قد كتب عنه في كتابه الشهير «الحجاب - تاريخ الحروب السرية للمخابرات الأمريكية من 1981 إلي 1987 - قصة جاسوس القرن» الصادر عام 1987 برقم ترقيم دولي 2-60117-671 ايسبن الذي لا يزال ليومنا هذا متصدراً لأسماء الكتب الأكثر مبيعا بالعالم.
ولا يمكننا الانتقال إلا بعد هذه المعلومة المهمة ففي إحدي نشرات الدفاع الإسرائيلية وجدنا ربما لأول مرة الموساد يصف مجموعة ما علي أساس أنها من أهم أصدقاء إسرائيل بالشرق الأوسط وهم شركاء بشركة سلاح وذكرهم تقرير الموساد بالاسم المشفر «سمس» وكأنك تفك حجر رشيد فعند تحليل البيانات وجدنا تلك المعادلة: «سالم - محمد - منير - سوزان» وبالقطع ليس أبوغزالة بينهم فقد خرج الرجل من الصورة منذ أعوام وليس بين الأحياء أساسا، وربما ذلك ما يبرئ ساحته بشكل كامل.
نعود لكتاب الحجاب وللتاريخ.. كان هناك رجل شجاع في مصر يدعي النائب «علوي حافظ» نائب دائرة الدرب الأحمر ترجم الكتاب وسجلت له مضبطة مجلس الشعب المصري فضحهم وفضح أول معلومات عن تلك الجلسة التي كونوا فيها شركتهم، ففي إحدي جلسات مجلس الشعب المصري في عام 1988 قدم الرجل استجوابا حول فساد ثلاثة من أبطال قصتنا وكان علوي قد حدد فسادهم في تجارة السلاح والمعونات الأمريكية والقروض «ولم يكن بينهم أبوغزالة كما هو مسجل في مضبطة هذه الجلسة».
علوي أثبت بناء علي مستنداته وما ورد في كتاب «الحجاب» أن هناك قضية بالمحاكم الأمريكية تحمل رقم 147 لسنة 1983 حوكم فيها أشخاص يحملون الجنسية المصرية أحدهم يدعي حسين سالم وذلك بموجب المادة 18 من الدستور الأمريكي وهي الخاصة بخيانة الأمانة الفيدرالية للولايات المتحدة الأمريكية، وكانت أوراق القضية تشير إلي أن المتهمين يومها قد تقدموا بفواتير شحن مزورة لوزارة الدفاع الأمريكية مقابل قيامهم عبر شركتهم بشحن أسلحة لدولة ما تشهد العديد من التوترات التي كانت المخابرات الأمريكية تمدها بالسلاح سرًا، وطبقا لأوراق القضية التي تورط فيها سالم مع عدد آخر من ضباط المخابرات الأمريكية سي اي ايه وآخرين «كانوا في مراتب سياسية رفيعة ببلادهم»، طبقا لتعبير النائب العام الأمريكي وهم من أطلق عليهم الكاتب الأمريكي «بيتر ماس في كتابه - ولد في أمريكا في 27 يونيو 1929 وتوفي في 23 أغسطس 2001 - الصادر عام 1986 باسم «مان هنت» أو صيد الرجال - رقم ترقيم دولي 55293-394 ففي الصفحة 139 والصفحة 224 ذكر الرجل القضية بالأسماء مطلقا لأول مرة علي تلك المجموعة من الضباط السابقين بأجهزة المخابرات المختلفة الاسم الذي سيظل متداولا ومعروفا بعدها في التاريخ الحديث وهو اسم «مجموعة الضباط الفاسدين»، ربما تنبأ الرجل بهذا الفساد لكنه كانت له مستنداته وأسبابه بلا شك.
في القضية أشار محامي المتهم حسين سالم علي موكله من أجل الهروب من العقاب بالسجن عشرين عاما دون فرصة تخفيف العقوبة أن يستفيد هو وشركاؤه في الشركة المصرية، حيث كان موقفهم القانوني واحداً من مزايا القانون الأمريكي ويعترف بالجريمة ليتمتع بالعفو وأنهم سيدفعون لوزارة الدفاع الأمريكية وللخزانة الأمريكية التعويض الذي سيحكم به القاضي لتنتهي القضية، وبالرغم من أن ذلك الاعتراف كان سيجبر سالم علي الوشاية بدور كل من ضباط المخابرات الأمريكية وشركائه في مصر فقد فعلها دون تفكير، وهو نفس الشيء الذي فعله مع مبارك في الخبر قرأناه يوم 11 فبراير الماضي في جملة علي لسان سالم قالها لمبارك من مهربه وهي: «اعذرني يا أبو علاء مفيش في إيدي حاجة»، فعلا لم يكن سالم بيده شيء في تلك المحاكمة وفي التحقيقات التي أجراها معه ضباط كبار من إف بي آي الأمريكية والمخابرات الأمريكية، حيث إن القضية سلاح دولي فاسد جاءت قصة «الرجل القوي في مصر»، بالتفصيل وكانت فرصة لن تعوض للمخابرات الأمريكية وهي التي سترسم ولأعوام طويلة بعدها شكل العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وحسني مبارك في الشرق الأوسط.
القاضي الأمريكي نظرا لخطورة معلومات كل متهم وخطورة القضية علي سمعة الولايات المتحدة وبضغوط من المخابرات الأمريكية فضل الحكم عليهم جميعا بالغرامة فدفع سالم ومن معه 3 ملايين و20 ألف دولار أمريكي هي القيمة الحقيقية لعدد 8 شحنات أسلحة مستعملة من بين 34 شحنة أخري شحنتها شركتهم التي ذكرت بالقضية باسم «اتسكو» أما الضباط الذين سلمهم سالم من مجموعة الفاسدين فقد دفعوا بقية مجمل الغرامة المفروضة علي كل المتهمين وهي مبلغ 8 ملايين دولار أمريكي.
ومن هنا كان الخيط ف«اتسكو» ذكرها القاضي الأمريكي في الأوراق علي أساس أنها شركة الشركاء المصريين وعلي حد ما كتبه: «يساهم فيها رجل رفيع المستوي في السياسة المصرية» وكان يقصد مبارك، والتزم القاضي بالتسمية التي حددها النائب العام الأمريكي في قرار إحالته الذي تسلمته المحكمة في خطاب شمع بالشمع الأحمر وبه تعليمات رئاسية أمريكية بعدم الكشف عن اسم مبارك وهو ما طلبته النيابة العامة الأمريكية بأوراق القضية وقد كتبت المحكمة في حيثيات حكمها في ذلك اليوم تقول: «إن المحكمة راعت ظروف سرية القضية فهناك متهمون آخرون أوصت النيابة العامة الأمريكية بعدم إذاعة أسمائهم في الجلسة: «نظرًا لحساسية مواقعهم في حكم بلادهم» هذه الحيثيات قلبت الصحافة الأمريكية التي راحت تضغط بكل قوتها لكشف أسماء هؤلاء المذكورين بالاتهام دون أسماء تقريبا في سابقة كانت جديدة عليهم في تلك القضية.
لا ننسي هنا أن نشير إلي أن «يوسف والي» وزير الزراعة والأمين العام للحزب الوطني المنحل هو مستشار سالم الأول كما هو مسجل بالأوراق وأنهم يعملون معا منذ عشرات السنين وأن والي بالفعل قد وضع لسالم العديد من الخطط خاصة في علاقات سالم - إسرائيل. غداً الحلقة الثانية
المدعي العام الإسرائيلي يطلب سالم للتحقيق
أذاع راديو جيش الدفاع الإسرائيلي في خبر عاجل له بالأمس في نشرة الصباح عن إصدار المدعي العام الإسرائيلي «إيهود فاينشتاين» مذكرة أحيطت بالسرية طبقا لما جاء بالخبر تسلمها مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو حول عزم النيابة العامة في إسرائيل فتح تحقيق رسمي مع يوسي مايمان وشركائه في صفقة الغاز الطبيعي الموقعة مع مصر والتي تثير التساؤلات ويحاكم عليها حاليا وزير البترول الأسبق في عهد مبارك وآخرون.
راديو جيش الدفاع فجر مفاجأة عندما أكد أن اسم رجل الأعمال المصري حسين سالم مطلوب للتحقيق أمام لجنة الأمن القومي والاقتصاد بالكنيست باعتباره شريكا في الشركة الإسرائيلية التي يملكها مايمان وأن سالم قد تم إعلانه بموعد للتحقيق معه في اتهامات أولية حددها الخبر في الفساد المالي وتلقي الرشاوي من الشركة الإسرائيلية دون الإعلان.
الخطير أن المدعي العام الإسرائيلي قد ذكر أسماء مصرية أخري علي حد تعبير راديو جيش الدفاع لم يعلن عنها بعد في إشارة واضحة لوجود مسئولين مصريين آخرين علي أعلي مستوي مطلوبين للتحقيق في إسرائيل.
الخبر الذي جاء مفصلا ومطولا بشكل غير اعتيادي في نشرات الصباح العادية أشار إلي أن لجنة محققين عليا قامت بتوثيق كل ما جاء بمذكرات إحالة المتهمين في صفقة الغاز بالتحقيقات المصرية والتي نشرت علنا في مصر علي حد تعبير الخبر وبعد دراسة ما جاء بها أصدر المدعي العام الإسرائيلي مذكرته الأولية، الخبر أشار إلي أن مذكرات المدعي العام الأولية من المعروف أنها دائما تكون المقدمة لتقديم المذكورين فيها للتحقيق الرسمي ثم المحاكمة الجنائية لو ثبت تورط المتهمين.
الخبر أشار أيضًا إلي أن تحقيق المدعي العام سيكون في تلك القضية بالتزامن مع تحقيقات لجنة الأمن القومي والاقتصاد بالكنيست الإسرائيلي والتي أصدرت مذكرات طلب دعوي مايمان وشركائه للتحقيق، وأكد الخبر أن السبب وراء إصدار المدعي العام تلك المذكرة كان في الفارق المرعب علي حد تعبير الخبر في فارق الأسعار التي ظهرت حقيقتها في الأوراق المصرية.
وأكد الخبر أن هناك تلاعبا في الأسعار تم بين سالم ومايمان في مرحلة ما حيث اتضح من الأوراق المصرية أنهما يحصلان علي الغاز من مصر بسعر 1.5 دولار أمريكي في حين أنهما باعاه للحكومة الإسرائيلية وللشعب الإسرائيلي بمبلغ 5.1 دولار أمريكي، وأكد الخبر أنهما طبقا للاتفاقية مع الحكومة الإسرائيلية فقد حصلا علي اتفاق ساري حاليا بمبلغ 15 مليار دولار أمريكي وأن أرباحهما علي مدي فترة سريان الاتفاقية ستكون بمجمل 90 مليار دولار أمريكي.
الخبر أكد أن مايمان في أوراق رسمية تقدم بها للحكومة الإسرائيلية منذ يومين كشف عن ورقة سرية فيها حصل بعض المسئولين في مصر لم يحدد الخبر أسماءهم أو صفاتهم علي عمولات كبيرة لإتمام الصفقة وهو ما علل به ارتفاع الأسعار حتي إنه قال: «لم أسرق أحدًا وأنا أدفع فارق العمولات».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.