متي كانت آخر مرة نزلت فيها ميدان التحرير؟.. تفكيرك كل ده في السؤال يقودك لوحده إلي سؤالك عن "أين ذهبت الثورة؟".. مؤكد خطر ببالك الموضوع ده.. ولو أنا غلطان اعتبره سؤالاً موجهاً لك الآن، وخلينا نبحث سويا عن إجابة له. مبدئيا.. هل تلاحظ أن الثورة المصرية كما بدأت شرارتها علي الفيس بوك.. فقد انتهت بالفيس بوك؟.. فالجميع الآن، إلا قلة عندها صحة ونفس، عادوا من الميدان ليكملوا ثورتهم كل واحد علي جهازه.. خلاف المليوني مواطن مصري الذين أنشأوا حسابات علي الفيس بوك بعد الثورة.. ظنا منهم أن الثائر الحق يكفيه أن يكون لديه "أكونت" ع الفيس!!.. ولن أضايقك بذكر كل من ذهب ليبحث لنفسه عن "حتة" متبعا اسلوب" إلحق اخدها أنا قبل غيري".. وعنها وتراجعت الثورة ومكاسبها، بل بالعكس كل يوم يأتي لنا بكارثة.. مرة سلفيون يحاصرون الكاتدرائية عشان "كامليتهم".. والجيش يتحايل عليهم يروحوا عشان الليل جه.. ويبقوا ييجوا بكره من بدري.. ومحاولات هروب المساجين المتتالية من اقسام الشرطة.. كفاية تعامل الشرطة نفسها مع المواطنين حتي الان ومعاقبتهم علي الثورة.. وعمايل بتوع "احنا آسفين ياحرامي".. أو حتي خروج مرتضي منصور منتصرا من مكتب النائب العام.. وبالعند فيكوا هايترشح في الانتخابات الرئاسية.. نسيت "حركة المحافظين" ولا عاجبينك؟.. أشعر أن المجلس حشر في زورنا موضوع " المحافظين" ده كلفافة البانجو بتاعة السباعي. ولن أذكرك بما حدث في الجمعتين الأخيرتين في ميدان التحرير من شد وجذب ومهاترات من جميع الاطراف.. وماحدش عارف مين "فلول" ومين "دول".. ياراجل دول نقلوا مقر اقامة المظاهرة وفجأة لقيت نفسي قدام سفارة اسرائيل ويافلسطين يافلسطين.. وختامها مسك باحتفالية العمال بالميدان يوم عيدهم.. ويكفي يومها الهتاف ل "مجاور العمال" لكي ترجع كل اللي في صدرك من حماس. ثم.. ألم تشعر ياجدع أنه منذ تولي المجلس العسكري لمقاليد الأمور مصطلح من أيام المماليك اساسا_ وهو يتعامل مع الثورة والثوار بمبدأ.. "خلاويص؟؟" وكنا نردد كل جمعة "لسه".. فيتحقق بعض من مطالبنا التي ذهبنا من أجلها للميدان.. منذ جمعة شفيق.. مرورا بالقبض علي الرموز.. وصولا لمحاكمة مبارك.. مرددين.. الثورة بتتسرق.. ثم التطهير.. ثم رش علينا الجيش ميه.. وكل واحد يلعب قدام بيته بقي. طب إيه بقي اللي يخليك تركن وتقعد في البيت تراقب ما يحدث حولك بخوف وقلق مرددا في الدقيقة الف "طب وبعدين؟" مع كل خبر يصد نفسك.. ولا تكتفي بإقالة السباعي وتعتبره انتصارا كبيرا للثورة من غير ما ننزل التحرير في الحر ده.. مابقاش الا السباعي اللي ننزله التحرير كمان.. ودعني أنبهك بعدم الإفراط في استعمال المخدر الجديد "دي عمايل الفلول".. تحس إن "فلول" أخذت محل "ماس كهربائي" أيام مصائب عصر مبارك.. واسأل نفسك بعدها.. طب مين اللي بيحرك الفلول دي ولماذا لا يتم وقف عمايلهم؟.. حتي عشان شكل المجلس العسكري وهيبته ماتضيعش قدام شوية فلول!! وطبعا.. خدت بالك أنه كلما تراجعت الثورة زادت عمايل الفلول.. وشوية شوية هانبقي احنا الفلول وهما الثوار.. ألم يقل مرتضي منصور _ برضه _ وولده أنهما كانا مع المتظاهرين حتي يوم 28 بعدها الخونة سرقوا الثورة؟.. الخونة اللي هما احنا.. والثورة بتاعة مصطفي محمود!!.. ويكفي لكي تموت من الرعب علي الثورة وانت قاعد مطرحك أن تقرأ يوميا عن التعامل الرسمي في الهيئات الهامة بالدولة كرئاسة الوزراء ورجال زكريا عزمي برئاسة الجمهورية وكأن "مبارك" لسه ريس.. "هو لسه فيه موظفين هناك اصلا؟".. ياراجل ده كفاية اسم محطة مترو رمسيس التي اصبحت بعد تغيير اسمها "الشهداء".. ألم تسأل نفسك شهداء ايه بالظبط؟.. لأني شعرت أنهم مكسوفين من الثورة، ولذلك لم يحددوا أنهم "شهداء ثورة25".. أو "شهداء 25" بس وهاتتفهم لوحدها كي لا يتحجج احد بطول الاسم لو أضفنا كلمة ثورة!! هل فهمت أنني أحرضك علي العودة للتظاهر؟.. وأنني لا أخاف علي "العجلة" و"الاستقرار"؟ لا ياصديقي.. كل الفكرة أني أذكرك بأنه مازال أمامنا الكثير لنقول "كفاية".. وإن كنت تري وسيلة أخري لتحقيق المكاسب سوي النزول للتحرير.. دلني عليها وتبقي تشكر.. ولا أنت أصلا أصلا الوضع بالنسبة لك " تمام كده" كتب : محب سمير كاتب مصري ومؤلف له كتاب «مرة واحد مسلم»