سر الساعة السادسة صباحا التى يفضلها الإرهابيون

شدد خبراء أمنيون على أن العملية الإرهابية التى استهدفت القنصلية الإيطالية بالقاهرة، فى وقت مبكر من صباح السبت، تعكس حالة إفلاس بعد تصاعد الضربات الأمنية بضبط عدد من خلايا التنظيمات الإرهابية، ومحاولة لإحداث دوى عال بالخارج، بعد تضييق الخناق على تلك التنظيمات بالداخل.
ودلل الخبراء على رأيهم هذا، بلجوء الإرهابيين إلى مبنى يمارس دورا ثقافيا، مستغلين ثغرة أمنية بالوصول للمبنى من شارع جانبى، وتوقيت مبكر فى السادسة والنصف صباحاً، كونها فترة ارتخاء أمنى بعد تشديدات طوال الليل.
وقال اللواء فادى الحبشى رئيس مباحث العاصمة السابق، استهداف القنصلية الإيطالية عملية صغيرة من حيث الأثر التدميري، والتخطط أيضاً لكن الهدف منها هو إحداث الصوت العالى.
وأضاف الحبشى اختيار العناصر الإرهابية هذا التوقيت المبكر من اليوم لتنفيذ عمليتهم الإرهابية، كونه توقيت ارتخاء أمنى، وأن هذا لا يعنى تقصيرا أمني، بدليل استخدم الإرهابيين شارعا جانبيا لتنفيذ العملية بعد أن تم تضييق الخناق عليهم بالضربات الأمنية الاستباقية التى اسقطت عناصرهم يوما بعد اليوم، لافتًا إلى أن موقع الحدث يشير إلى استخدامهم الثغرة الأمنية الممكنة.
ويرى الحبشى أن اللجوء إلى السفارات الأجنبية، يستهدف إحداث أثر خارجى بعد فشلهم الكامل فى الداخل، وكذلك استخدام وسيلة طبيعية حيث إنه يمكن لأى شخص أن يقف بسيارته فى أى مكان.
وأكد الحبشى أن هناك فرقا بين العملية التى حاولوا فيها مواجهة الجيش وبين استهداف القنصلية الإيطالية، موضحًا أن هناك رسالة يريدون توصيلها بأنهم موجودون وما زالت لديهم القدرة على عمل شىء بأن يصل صوتهم للخارج، إلا أن ذلك سيأتى عليهم بالأثر السلبى، وأنهم تلقوا فى سيناء درسا قاسيًا لن ينسوه واستكمالاً لهزيمتهم وأن خيالهم المريض أوهمهم بتلك المواجهات.
ودعا الحبشى الاعلام لوضع الأمور فى نصابها وعدم التضخيم، وفى الوقت ذاته دعا إلى أهمية اعادة الاهتمام بالتربية الوطنية بالمدارس لغرس روح الانتمتاء فى الأجيال القادمة، وتجفيف المنابع التى يستقطب منها الارهابيون عناصرهم.
ويرى اللواء عادل عباس القلا، الخبير الأمني، أن اختيار التوقيت الذى تمت فيه عملية استهداف القنصلية الإيطالية، يتسق مع فكر التكفيريين فهم يظنون أنهم يتقربون إلى الله ومن ثم يتباركون بعملياتهم بعد الفجر، وفى أيام شهر رمضان.
وأشار القلا إلى أن استهداف القنصلية يحاول بها التأثير على الموقف المصرى السياسى والدبلوماسى من خلال إحداث أثر لدى الغرب، خاصةً مع اقتراب افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة.
وأوضح عباس أن جميع العمليات التى يقوم بها الإرهابيون تستهدف المواطن البسيط لخلق حالة من الغضب بإفساد أى محاولة للصعود باقتصاد البلاد.
ووصف اللواء محمد أيمن عبدالتواب نائب محافظ القاهرة، الحدث بأنه لا يزيد على دوى كبير وغير مؤثر، موضحًا أن أى دوى صادر عن طلقات نارية يسمعه الجميع ولكن لا يتأثر به كل من سمعه.