إذا صح ما ذكره الدكتور سامي الشريف رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون من أنه سيعلن قريبا عن اكتشاف شركات وهمية دخلت مع قطاعات الإنتاج التابعة للاتحاد في إنتاج مسلسلات تليفزيونية بأسلوب المنتج المشارك.. والقطاعات التي كانت تقوم بالإنتاج في الاتحاد ثلاثة: أولها قطاع الإنتاج. وثانيها شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات. وثالثها مدينة الإنتاج الإعلامي. وجميعها كانت تتعامل مع شركات في القطاع الخاص لإنتاج المسلسلات التليفزيونية.. حتي تصبح الصورة أكثر وضوحا فإن القطاعات الثلاثة كانت تطبق ثلاث طرق في الإنتاج: الإنتاج الذاتي، حيث يقوم القطاع بإنتاج المسلسل من خلال العاملين به.. والإنتاج المشارك، حيث تتم المشاركة مع القطاع الخاص في المسلسلات التليفزيونية وكان يتم بمساهمته في الإنتاج نسب تتراوح ما بين 25% و50% من ميزانية المسلسل.. وغالبا ما تكون الميزانيات وهمية وغير حقيقة، حيث تصل إلي ملايين الجنيهات.. ودليلي علي ذلك ما ذكره المنتج شريف عبدالعظيم الذي تعامل مع مكاتب قطاع الإنتاج في أكثر من مسلسل أنه يتحدي أن يقوم أي منتج من الذين دخلوا المشاركة مع قطاعات ماسبيرو لتقديم الميزانية الحقيقية للمسلسل الذي شارك في إنتاجه، حيث إن تكاليف أي مسلسل لا تزيد تكاليفه عن ثلث المبالغ التي رصدت في الميزانية.. وذكر أنه تقدم أكثر من مرة لقطاعات الإنتاج في اتحاد الإذاعة والتليفزيون بميزانيات تقل عن نصف الميزانيات التي يتم تقديمها من خلال المنتجين المشاركين وبنفس الفنانين والفنيين، إلا أن هذه القطاعات كانت ترفض التقيد لأنهم لا يريدون أن يكشف عنهم. ومنتج آخر سألوه بعد ثورة 25 يناير وكان قبلها قد وضع خطة لإنتاج ثلاثة مسلسلات بنظام المنتج المشارك عن توقفه عن الإنتاج حيث أجاب: إنني كنت أقوم بالإنتاج من أموال الدولة.. أما الآن فإنني إذا قمت بالإنتاج فإن الإنتاج سيتم من مالي الخاص وإنني غير مستعد لخسارة أموالي التي جمعتها من المسلسلات التي أنتجتها مع قطاعات الإنتاج في ماسبيرو. وأكثر توضيحا فإن قطاعات الإنتاج كانت تشتغل بمنتجين وهميين لم يكن لهم علاقة بالإنتاج سواء في السينما أو في مجالات الإنتاج السينمائي، حيث يقومون بتقديم ميزانيات ضخمة تصل إلي ملايين الجنيهات وذلك يتم بالاتفاق مع رؤساء القطاعات التي تقوم بالإنتاج. والسؤال الذي أطرحه لماذا اتجهت قطاعات الإنتاج في اتحاد الإذاعة والتليفزيون إلي المنتج المشارك في عدد كبير من المسلسلات التي يتم إنتاجها كل عام ولم تقم بالإنتاج ذاتيا. والإجابة عن السؤال تحتاج إلي المسئولين الذين قاموا ببدعة الإنتاج المشارك.. مع أن كل قطاعات الإنتاج في ماسبيرو بها كم هائل من المتخصصين في الإخراج وإدارة الإنتاج والمصورين وغيرهم من الفنيين والاستوديوهات وغيرها.. وعلي سبيل المثال لا الحصر فإن قطاع الإنتاج في اتحاد الإذاعة والتليفزيون به أكثر من أربعمائة موظف ما بين فني وإداري ويستطيع إنتاج المسلسلات بأسلوب ذاتي دون الحاجة إلي منتج مشارك.. نفس الشيء في صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات ومدينة الإنتاج الإعلامي.. لكن فساد الأمكنة جعل المسئولين عن قطاعات الإنتاج في ماسبيرو يتمادون في إهدار المال العام.. وهذه جرائم يجب محاسبتهم عليها لأنها لا تسقط بالتقادم.. وعلي د.سامي الشريف أن يسرع في الإعلان عن الشركات الوهمية التي استولت علي المال العام في ماسبيرو وتقديم المسئولين الذين سهلوا لهم ذلك.. وتقديم الجميع إلي الكسب غير المشروع في وزارة العدل لمحاسبة الذين أثروا سواء من المنتجين الوهميين أو المسئولين في قطاعات الإنتاج في اتحاد الإذاعة والتليفزيون لاسترداد الأموال التي حصلوا عليها من أموال دافعي الضرائب من أموال الشعب الذي كان مغلوبا علي أمره قبل 25 يناير!