يستضيف مركز الجزيرة بالزمالك أربعة معارض تشكيلية لأربع فنانات اختلفن في الأسلوب والتعبير والتقنية والخامة والمضمون، هن: الدكتورة حنان الشيخ والفنانة ياسمين حسن والفنانة رانيا هلال والفنانة مريم عبد الوهاب. قدمت حنان الشيخ مجموعة من اللوحات التصويرية الإنسانية، فرغم استخدامها عناصر صامتة «عنصر الكرسي» و«عنصر الكبريت»، فإنها استطاعت أن ترسل من خلالهما رسائل، فجعلت الكراسي تتحاور وتتصارع، والكبريت يبكي من احتراقه، جعلت الكبريت واقفا في شكل آدمي شبه أشخاص تعاني من القهر، رسمت لوحة بها أربعة أعواد كبريت، وكأنها أربعة اشخاص في نزاع ومناقشات حادة، ولوحة أخري بعنوان «أحزان الكبريت»، أما عنصر الكراسي فمن تنوع أوضاع وزوايا واتجاهاته الشكل عبرت عن حالة صراع وتنافس علي الكراسي وصلت إلي حد التشابك العنيف، أما الجانب الفني فهي هندسية البناء، استخدمت أوضاع المنظور الذي خدم المعني الإنساني، الأعمال كلها أقرب إلي الاسكتش رمادية الدرجات، ومساحة الخلفية بيضاء في كل اللوحات، وهذا ما جعل العناصر تحاور كل من يراها. الفنانة ياسمين حسن قدمت رحلة ثورة الإنسان من خلال «الساقية»، من لوحاتها التصويرية الواقعية بتعبيرتها تحت عنوان «دوري يادينا»، تدور فكرته التي أثارت الحاضرين حول تتبع رحلة الإنسان في الحياة من خلال عنصر «الساقية» الذي يمر بمراحل انتقالية، استخدمت تقنية العجائن البارزة الملمسية لتجسم عنصر الساقية مع خلفية بيضاء، بدأت لوحات المعرض بلوحة للساقية كاملة النمو، ثم لوحات لحالة الاضطرابات الحياتية، ثم حالة انكسار الساقية بسبب الظلم، وختمت القاعة بلوحة للنبات متحررة، ثم لوحة الساقيه أعادت اكتمالها. أما الفنانة رانيا هلال مصممة الحلي بالسلك، فتميزت أعمالها بالدقة والمهارة، حيث قدمت الحلي الشعبي المعاصر، الذي يحمل أسرار الخامة في أعماقه، وهو الفن الذي اتقنته فقدمت لنا ما يمكن تسميته ب«الحلي الشعبي المعاصر»، الذي تشكله يدويا. قدمت الفنانة مجموعة من الحلي مستخدمة وحدات زخرفية تجمع فيها بين العنصر الشعبي الهندسي بتكرار علي مسافات متقاربة ومتباعدة في نغمة إيقاعية لتخلق حالة من الإبداع والتفرد، اعتمدت الفنانة علي الأحجار نصف الكريمة مثل العقيق بألوانه البرتقالي والأخضر والأسود والروز، كما استخدمت الكريستال والأكريليك الشفاف، والفصوص المتعددة الأوجه وبرعت بدقتها في اختيار حجم الحجر وألوانه، وبدا في الأعمال إلي جوار الطابع الشعبي الروح الفرعونية. أما الفنانة مريم عبد الوهاب فقدمت إعادة صياغة ورؤية مغايرة للعناصر من خلال لوحات تصويرية تعبيرية وتجريدية، تمردت ورفضت فيها أن يكون نهاية الشكل واللون في مشهد أو لقطة ثابتة ومعتادة، ومثلت أعمالها إعادة صياغة لمشهد فوتوغرافي، أضافت عليه معالجة فنية ببرنامج «الفوتوشوب» الذي استخدمته وكأنه «بالتة» ألوان متعددة الحلول. وحللت مريم مشاهد لوحاتها إلي مجموعة من الإضاءات التحليلة والأبعاد التي تظهرها في حالة أخري إبداعية، اختلفت شكلا ومضموناً عن أصل المشهد، وهذه اللوحات يطلق عليها Digital Panting، وهي التلوين علي المشهد الذي تم معالجة بالبرامج السابقة، ورغم أن اللوحات مستوحاة من لقطات فوتوغرافية مسبقة، فإن إعادة الصياغة والمعالجة تعد رؤية مغايرة بتقنية فنية حداثية، وتدل علي حس الفنانة مريم بتأمل كل من يمر أمام عينها من شكل ولون.