افتتاح ساحر للدورة الثالثة من الأقصر للسينما المصرية الأوروبية قدمته الفنانة هنا شيحة، وأخرجه محمد كامل القليوبى، حظى بحضور وترحيب واسع، كونه يزيد من فرص زيادة التدفقات السياحية ويسهم فى استعادة الأقصر لمكانتها على أجندة السياحة والفنون فى مصر، وبعيدًا عن جدل السياسة وعلاقتها بالفن، فقد اتسمت ليلة افتتاح المهرجان بغموض الفراعنة العظام وسحر الفنون الأوروبية واستمتع المشاركون فيها بالتجول والتقاط الصور وسط معالم معبد الأقصر الفرعونى، فى تأكيد على استعادة الأقصر لموقعها كعاصمة للفنون والحضارة الإنسانية، وشاهد المشاركون بحفل الافتتاح عرضا خاصا لفيلم الافتتاح «زوجة فرعون» للمخرج الألمانى ارنست لوبيتش بحرم المعبد وهو الفيلم الذى يعرض لأول مرة بمصر بعد فقدانه لأكثر من ثمانين عاما، فيما ألغيت العروض التى كان مقررا أن تقدمها فرقة الأقصر للفنون الشعبية فى إطار الحداد على رحيل العاهل السعودى. وكما يقول الباحث الأثرى المصرى أحمد البدرى فقد أعادت عروض وفعاليات المهرجان إلى الذاكرة من جديد فنون الفراعنة الذين مارسوا فنون التمثيل قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام. فيما قال وديد المدير التنفيذى للمهرجان إن حفل الختام سيقام بمعابد الكرنك الفرعونية على غرار ما كان يقوم به عشاق التمثيل فى مصر الفرعونية بتقديمهم العروض المسرحية على ضفاف البحيرة المقدسة بمعابد الكرنك التاريخية قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام، فى إشارة إلى أن المنظمين اختاروا وللعام الثالث على التوالى إقامة حفل ختام المهرجان بمسرح خاص يقام فى رحاب معابد الكرنك التى شهدت العروض التمثيلية لقدماء المصريين، وكانت لجنة المشاهدة بالمهرجان قد اختار من بين أكثر من 300 فيلما و66 فيلما فقط لعرضها ضمن فعاليات المهرجان الذى تقرر اهداء دورته الثالثة إلى روح سيدة الشاشة العربية الفنانة فاتن حمامة، بجانب الاحتفال بمئوية صلاح أبوسيف وتكريم خاص للسيناريست فايز غالى وكامل التلمسانى، ووجيه المهرجان رسالة للعالم أجمع بأن مصر آمنة والأقصر ترحب بضيوفها من مختلف دول العالم، فيما اختيرت السينما الفرنسية ضيفة شرف للمهرجان، والنحات آدم حنين رئيسا شرفيا لهذه الدورة. وقال وزير الثقافة الدكتور جابر عصفور فى كلمته التى ألقاها نيابة عنه محمد عفيفى الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة: دورة جديدة من مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية، تضىء بأضوائها جنوب مصر، إنه أحد انجازات المجتمع المدنى الذى تدعم وزارة الثقافة دوره بهدف نشر الثقافة والاستنارة فى جميع أنحاء مصر، ووصل الخدمات الثقافية المتميزة إلى جنوبها بهدفين أساسيين، أولهما أن صعيد مصر قد عانى طويلاً من نقص الخدمات فى مجال الثقافة، وثانيهما أن هذا المهرجان يقام فى واحدة من أّم مدن العالم وهى مدينة الأقصر التى تعد بحق عاصمة العالم القديم. يطالنا فحسب، بل ويطول العالم كله، وهكذا يسفر الإرهاب عن وجهه باعتبار أن الثقافة والفن ضده بالضرورة، وهى معركة تفرض علينا وسنخوضها بمزيد من الفن والإبداع والثقافة من أجل التقدم والاستنارة وضد الجهل والتعصب على مستوى العالم كله»، وقال وزير السياحة هشام زعزوع فى كلمته إلى المشاركين فى المهرجان: «يأتى مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوربية هذا العام تزامنًا مع الاستقرار الذى تشهده البلاد خاصة بحلول الاستحقاق الديمقراطى الثالث من خارطة الطريق، ويحدونى الأمل الذى تعود السياحة إلى سابق عهدها باعتبارها وبحق قاطرة التنمية لكى تنطلق نحو تحقيق أهدافها الاقتصادية. وقال محافظ الأقصر اللواء طارق سعدالدين: «يسعدنى أن أرحب بكل ضيوف الأقصر سواء القادمين من العاصمة القاهرة أو القادمين من مختلف المدن الأوروبية ترحيبًا يليق بأم الحضارات مصر التى طالما فتحت ذراعيها لكل الثقافات عبر العصور القديمة والحديثة.