يعد القس رافائيل ثروت راعى كنيسة الشهيد مارمينا الأثرية بفم الخليج واحداً المهتمين بمجال التنمية البشرية، ودائماً يقول: اخترت هذا المجال لأننى مشغول به على مستوى المصريين جميعاً، فالاحتياج الأساسى لمصر هو تنمية البشر وأرى أن المشكلة ليست مشكلة الفقر، ولكنها مشكلة العقول بالأساس. وتحقق حلم القس رافائيل بافتتاح معهد القيادة والإدارة بكنيسة مارمينا.. وحول هذا المعهد ودور التنمية البشرية فى الكنيسة، كان لنا هذا الحوار مع القس رافائيل مدير معهد القيادة والإدارة. ■ من أين جاءت فكرة المعهد؟ - جاءت لى فكرة المعهد أثناء سفرى خارج مصر للدراسة، حيث وجدت الكثير من المعاهد المسيحية العالمية للقيادة وسألت نفسى لماذا لا يكون لدينا فى كنيستنا القبطية الأرثوذكسية معهد للقيادة المسيحية وخصوصاً أننا فى احتياج شديد، لذلك بسبب كثرة الاحتياج لقيادات فاعلة ومؤثرة فى مجالات الخدمة المتعددة، وعندما عرضت الأمر على قداسة البابا تواضروس وأنبا يوليوس النائب البابوى والأسقف العام لكنائس مصر القديمة والمنيل وفم الخليج رحبوا جداً وبتشجيعهم تم افتتاح المعهد. ■ وما أهداف ورؤية المعهد؟ -رؤية المعهد إعداد قائد مسيحى فاعل ومؤثر فى كنيسته وبيته ومجتمعه. ونحن نساعد الكنيسة فى فهم إعداد القادة، والآباء الكهنة ورؤساء وأعضاء المجالس والأمناء فهم قيادات الخدمة، بحيث بانتهاء الدراسة يكون كل منهم قائداً مؤثراً وفاعلاً فى خدمته الروحية والرعوية، وذلك من خلال دراسة مجموعة من المواد المهمة مثل: القيادة فى الكتاب المقدس، مهارات فى القيادة ( التحفيز والتفويض والعمل الجماعى والبناء الداخلى للقائد استقامته وبيته وإدارته لوقته، مهارات التفكير العلمى والنقدى والإبداعى، فنون القيادة مهارات العرض والتقديم، وإدارة الأزمات والصراعات). ■ من يقوم بالتدريس فى المعهد؟ - يحاضر فى المعهد مجموعة متميزة جداً منهم: نيافة الانبا يوليوس، والقس ميخائيل سمير والقس داود مكرم والقس رافائيل قلينى والدكتور أشرف بسكالس، والأستاذ أيمن كرم، والدكتور ماجد حليم. ■ انتشرت مؤخراً المعاهد بالكنائس عن المشورة والكتاب المقدس والألحان، فكيف ترى هذا الانتشار صحياً ومفيداً أم أنه أمر شكلي؟ - انتشار المعاهد أمر صحي بشرط أن يتوفر مناخ تعليمي جيد مثل: هيئة تدريس قوية، منهج قوي، إدارة قوية، مكان ملائم للعملية التعليمية، هذه المعاهد في منتهي الأهمية فكل منها يسد احتياج مثل معاهد المشورة المسيحية وغيرها. ■ ما طريقة ونظام التدريس فى المعهد؟ - مشروع تخرج يقيس مدى فهم الدارس بشكل 40٪ MCQ التقييم فى المعهد يتم كالتالي: 40٪ اختبار تحريرى بنظام العملي، حيث يقوم الدارس بتقديم مشروع خدمة روحية أو رعوية داخل كنيسته 20٪ مشاركة وتفاعل الدارس أثناء العام الدراسي. ونفكر مستقبلاً فى عمل فروع المعهد فى الإيبارشيات بالتنسيق مع الآباء والأساقفة لسد هذا الاحتياج. وتشمل الدراسة حضور مؤتمرين بهدف التعايش والمشاركة بين المحاضرين والدارسين، كما أن الدراسة تتم بأسلوب المشاركة والتفاعل والحوار والتدريب وليس التلقين. ■ قدمت بعض الكتب فى مجال التنمية البشرية، ما هى أفكارها الأساسية؟ - أول كتاب كان بعنوان مهارات التفكير وهو يعلم الشباب المهارات التالية، وتنظيم الأداء الذهنى والتفكير التحليلى والتفكير النقدى والتفكير الابداعي، ثم قدمت كتاب فن قيادة الآخرين وينظم مجموعة مهارات يحتاجها كل قائد مثل الرؤية والهدف وإدارة الوقت والتفويض والتحفيز والتعامل مع الشخصيات الصعبة، أما كتاب مهارات لازمة للحياة، فهو يقدم للشباب أموراً مثل معنى النجاح والطموح والحوار وكيف يتعامل مع وسائل الإعلام وكيف تتغير العادات وكيف يصنع مستقبله، وهناك كتاب الذكاءات المتعددة أشرح فيه نظرية الذكاءات المتعددة لهورد جاردنل التى تتلخص فى أن الذكاء ليس مفرداً ولكنه ذكاء متعدد مثل اللغوى والرياضى والمنطقى والحركى والموسيقى والاجتماعى والشخصي، وكتابة العادات السبع للنجاح وهو يقدم رؤية مسيحية للمبادئ والعادات التى تقود الإنسان للنجاح فى الحياة.