دعا اتحاد الناشرين المصريين دور النشر للمشاركة في معرض الكتاب بالجزائر، لإعادة تفعيل العلاقات الثقافية المصرية الجزائرية، وهي الدعوة التي أثارت عدة مشاكل لا تتعلق بالعلاقات المصرية الجزائرية التي تأثرت بعد المباراة الشهيرة بين منتخبي البلدين في السودان، وإنما تتعلق بوضع دور النشر غير الأعضاء بالاتحاد التي اشتكت من التجاهل، هذا التحقيق يستعرض أراء الناشرين، عادل المصري، رئيس لجنة المعارض العربية والدولية باتحاد الناشرين المصريين يقول: لم نكن موافقين علي قطع العلاقات الثقافية مع أي دولة عربية بسبب مباراة كرة قدم، وعندما اعتذرت الجزائر عن مشاركتها في معرض الكتاب بمصر العام الماضي، أكدت أن السبب لا يعود إلي المباراة، وإنما بسبب التخوف من انفعال الجمهور. وأضاف: مصر يجب ألا تختفي أو تعتذر عن أي مشاركة ثقافية، وبعد العالم كله ينظر إلي مصر بعد الثورة بشغف، فقد شاركنا أثناء الثورة في العديد من المعارض العربية، وهذه الدورة القادمة للمعرض بالجزائر يجب أن تكون بداية لعودة المشاركة المصرية الجزائرية الثقافية. أما أصحاب دور النشر الأعضاء بالاتحاد وغير الأعضاء ومنهم: الروائي مكاوي سعيد المسئول عن دار"الدار" الذي فجر موضوعات ساخنة بخلاف موضوع المشاركة بالمعرض وقال: رغم تقديري لشخصيات الاتحاد، فقد أخذت موقفا من اتحاد الناشرين لوضعه شروطا غير مفهومة لالتحاق دور النشر بالاتحاد، ومنها دفع مبالغ مالية سنويا بدون خدمات فعلية تشجع علي المشاركة، كما يتحكم الاتحاد في مسألة المشاركة في المعارض الدولية، ويحجر علي حق الناشرين غير الأعضاء، رغم أنه من حق أي دار نشر أن تشارك بصفتها الشخصية بعيدا عن الاتحاد، خاصة أن هناك دور نشر غير أعضاء لها دور ملحوظ ثقافيا، مقابل دور أعضاء بالاتحاد ليس لها دور يذكر ويمكن اعتبارها مطابع لكتب الطبخ والموضة والكتب المدرسية، كما أنه ليس من المنطقي أو اللائق أن يتم قطع العلاقات الثقافية بين دولتين بسبب كرة قدم، لأن كرة القدم كانت سلاحا يستخدم سياسيا في النظام السابق. واختلفت مع الرأي السابق الناشرة فاطمة البودي صاحبة دار نشر "العين" وقالت: أعتبر اتحاد الناشرين مظلة مهمة لدور النشر، وأوافق علي منع دور النشر غير الأعضاء "دور نشر بير السلم" من المشاركة الدولية، فهي دور نشر بدون هدف ثقافي، ولا تراعي الصياغة الأدبية، ولا ترسخ القيم في المجتمع المصري، ولا أصول المهنة ولا الموضوعية في طرح القضايا، ومنعها من عضوية الاتحاد يحافظ علي مستواه. وعن المشاركة في معرض الجزائر قالت: علاقاتنا الثقافية بالجزائز لم تنقطع، ولكن ربما تأجلت كنوع من الحذر من الطرفين حتي تهدأ النفوس، حروب كرة القدم كان سلاحا يستخدمه من يريد تدمير عقول الشباب وشغلهم عن القضايا الحقيقية. محمد جميل مسئول دار "كيان للنشر" تساءل مستنكرا: من الذي وضع شرط عضوية اتحاد الناشرين للمشاركة الدولية لمعرض الكتاب؟ فالعلاقات الثقافية بين دور النشر العربية والمصرية لاتحتاج من يقودها، ومن حق أي دار نشر لها إصدارات أن نشارك باسم مصر، فالحرية الفكرية والعقائدية وإطلاق حرية الثقافة كانت من أهم مطالب ثورة 25 يناير. وأكمل: لابد أن تتمتع المرحلة الثقافية المقبلة في مصر ب"حرية المشاركة وحرية النشر"، ثم ماذا يقدم اتحاد الناشرين المصريين من خدمات للدور النشر حتي أسعي لأكون عضوا فيه، فأي إصدار يعتبر وثيقة وتم مراجعته من متخصصين، لا يحكم علي صلاحيته للنشر سوي المتلقي، وقد شاركت "كيان" مؤخرا في معرض بالجامعة الأمريكية وكان معرضا ناجحا جدا. محمد هاشم صاحب دار "ميريت" قال: دور اتحاد الناشرين فتح منافذ دولية لدور النشر، لكن عليه ألا يمنع أحدا من المشاركة طالما أن الإصدارات تترقي باسم مصر، وتطرح فكرا تنويريا. ولو وجهت لي دعوة للمشاركة بالتأكيد سوف أشارك، فهذه الفترة من أهم فترات مصر في الإصدارات الثقافية، لأن الشعوب العربية توحد فكرها الآن علي الثورات وكأنها شعب واحد. واستنكر تأثر العلاقات الثقافية بأزمة مباراة كرة قدم قائلا: صراعات كرة القدم من اختراع الأنظمة الفاسدة السابقة، وموقف الشعبين المصري والتونسي بعد أحداث مباراة الزمالك والإفريقي التونسي، تعكس وعيا وإدراكا لما يحدث، فالثقافة تواصل واتصال وليس انقطاعا.