معالجة درامية جديدة يقدمها المخرج مناضل عنتر المدير الفنى لفرقة الرقص المسرحى الحديث التابعة لدار الأوبرا، لرواية «الفيل الأزرق» للروائى أحمد مراد، فبعد نجاح «مولانا» لإبراهيم عيسى قرر مناضل العمل على «الفيل الأزرق» ويعقد حاليا عنتر جلسات عمل مكثفة مع مراد للانتهاء من المعالجة النهائية للرواية، التى من المقرر افتتاحها على خشبة المسرح الكبير بالأوبرا أيام 3،2،1 ديسمبر المقبل، وتعتبر هذه هى المرة الأولى التى تقدم فيها الرواية رقصًا حديثًا، وعن معالجته ورؤيته للرواية قال عنتر فى تصريحات خاصة: فى البداية كنت أريد تقديم «تراب الماس»، لكن نظرا لأن أحمد حلمى قام بشراء الرواية، اقترحت على صديقة مشتركة بينى وبين مراد، أن أقدم «الفيل الأزرق» خاصة وهى سبق وشاهدت «مولانا» وتابعت نجاحها، وبالتأكيد عندما اقترحت «الفيل الأزرق» تحمست لها جدا ووافقت بلا تردد، وأرى دائما أن أحمد مراد وأحمد خالد توفيق وعلاء الأسوانى هم من جعلوا الشباب يعودون للقراءة من جديد. ويضيف: قراءتى ل«الفيل الأزرق» جعلتنى أدخل فى قراءات أخرى متعددة لها علاقة «بالباراسيكولوجى» وعالم البرزخ، لأنه فى الرواية هناك مرحلة من الهلوسة هى فى رأيى أهم كثيرا من مرحلة الشرب والحشيش، وبالتالى لم أخش مقارنتى بالفيلم لأن الفيلم السينمائى قدم معالجة درامية مغايرة تماما للمعالجة التى سأقدمها على المسرح، وأكثر ما يميز الفيلم أننا فى مصر لأول مرة منذ تقديم «التعويذة» و«الإنس والجن» نقدم فيلم رعب ومثيرًا فهذه المنطقة كنا نفتقدها فى السينما المصرية، ومروان حامد وأحمد مراد قدما معالجة سينمائية تصلح للجمهور المصرى، لكن رؤيتى أقرب للرواية من الفيلم فعلى سبيل المثال، «ديجا» «شيرين رضا» فى الفيلم دورها مشهدان فقط لكن فى العرض وجهة نظرى أن ديجا هى السبب وهى المحور الرئيسى فى الأحداث، لأنها هى من أدخلت كائنًا موجودًا فى عالم آخر لعالمنا، وبالتالى كان يجب ان يكون دورها رئيسيا، وكذلك الخادمة دورها رئيسى أيضا فى العرض، ولبنى دورها فى العرض أهم من الفيلم، فالفيلم كان قائما بشكل رئيسى على كريم عبدالعزيز وخالد الصاوى وهذا طبيعى لأنه من أشد الحوارات فى الرواية المشاهد التى تجمع يحيى وشريف، ففى الفيلم السينمائى لابد أن يكون للشر كله بعد واحد والخير بعد واحد، وخالد الصاوى فى الفيلم لعب دور شريف والمأمون ونائل، بينما فى العرض سأقدم كل شخصية بمفردها على حدة، لأن شريف فى النهاية شخصيته مركبة فهو ما بين شريف الحقيقى المضغوط عليه من نائل ونائل الذى يتحدث دائما بلسان شريف. وعن كيفية تقديمه لمشاهد الهلاوس على خشبة المسرح قال: بالطبع لن استطيع تقديمها بنفس التكنيك السينمائى لأن السينما تمتلك مؤثرات بصرية أعلى كثيرا، لكننى سأحاول القيام بعمل مؤثرات بصرية على المسرح بينما سأضيف تجسيد هذه الهلاوس والأحلام بشكل حقيقى على خشبة المسرح، فعلى سبيل المثال الحلم الخاص بالمأمون، نفس الحلم يعاد وتحدث تفاصيله ثلاث مرات مع إضافة جديدة، وسيعاد فى كل مرة بالمسرح لنرى التفصيلة الجديدة حتى النهاية وهذا أعتقد أنه تحد لنا بالعرض. وعن مدى صعوبة تقديم «الفيل الأزرق» للرقص الحديث قال: فى «مولانا» كانت الرواية صعبة جدا لأنها أيديولوجية وتحمل أفكارًا كثيرة، لكن رواية «الفيل الأزرق» مرعبة ومرهقة ومشكلتها الحقيقية فى تفاصيلها الكثيرة وكم المعلومات الموجودة بها، كما أنها منطقة مختلفة تماما والشخصيات بها متعددة الجوانب، فالشخصيات بها كثيرة وفى نفس الوقت صعب الاستغناء عنهم، ومراد فى الحقيقة مهتم جدا بالعرض وهذا ما اسعدنى كثيرا، وهو يقول دائما إن هذا العمل سيكون أول عرض مسرح راقص يشبه عروض مسرح برودواى ويعيش كثيرا ويعاد مرات. ويضيف: أحمد مراد بالتأكيد قام بكتابة الحوار للمسرح، لكننى فى المعالجة قمت بعمل إعداد لتكثيف هذه الحوارات لأننا فى النهاية عرض رقص، وحتى لا يتحول العمل إلى خطابة لكن فى نفس الوقت لا يمكن الاستغناء عن الحوار بالعرض خاصة الحوارات التى تجمع بين يحيى وشريف، وبعض الكلمات على لسان ديجا فكل هذه الأشياء لا يمكن تجاهلها، كما أننا كعروض تعبيرية نتهم دائما بأن أعمالنا غير مفهومة وأنا أريد أن يفهمنى من لم يقرأ الرواية كما سبق وحدث فى «مولانا».