وسط مئات المصطافين تراهما يسعيان على شاطئ مطروح يحمل كل واحد منهما مثل وزنه هواء فوق كتفيه وينادى عوامات للبيع وعلى حسب النوع يكون السعر، اللون البرونزى يزين وجههما نتيجة ماء البحر والشمس، يبرز متألقاً وسط ألوان العوامات وأشكالها المختلفة إنهما فارس وزياد ومن حوار بسيط تكتشف أن فارس صار مسئول علاقات عامة بسيط فطريقة حواره مع زبائنه وإدارته للحوار تؤكد أن شهور الصيف صنعت منه رجلاً كبيراً مسئولاً عن نفسه وعائلته وتاجر شاطر يقنع المشترين ببضاعته ليشتروها وهم راضون.. وأما زياد محمد الذى تجاوز الثانية عشرة من عمره يصطحب شقيقه الصغير زياد الذى لم يتجاوز الرابعة من عمره على شاطئ روميل بمطروح ويؤكد زياد لنا أنه أتى من محافظة مركز طهطا بسوهاج وهو مثله ومثل عشرات الأطفال الصغار الذين أتوا مع أهلهم الذين يعملون طوال فترة الصيف فى مطروح لكى يحصلوا على مصاريف المدارس، فالرزق فى مطروح فى الصيف واسع ويعمل أغلبهم ما بين بائعى ملابس ومؤجرى لنشات أو بائعى نظارات شمسية ويقول فارس عن أخيه الصغير زياد أنه يأخذه يومياً معه فى الشاطئ ليس لكى يبيع معه ولكن لكى يجعل جلسته معه فسحة فمنها أنه يساعده فى البيع ومنها أنه يقضى وقتاً ممتعاً على الشاطئ، يحفظ الشاطئ واستراحاته المختلفة، يصادق كل البائعين والمؤجرين للشماسى، بدأت ساعات العد التنازلى لرحيل فارس وزياد عن مطروح لبلدتهما ساحل سليم فى سوهاج، فقد أوشكت المدارس أن تفتح أبوابها، ميكروباص مخصوص مع الأهل والأقارب سيحمل فارس وباقى من فى عمره كى يذهبوا لمدارسهم.