نشرت الصفحة الإلكترونية لمجلة «فورين بوليسي» الأمريكية مقالا طويلاً أجوف، بلا رؤية أو عمق سياسى للخبير فى الشئون المصرية والشرق أوسطية فى مركز سانتشرى فاونديشن المصرى الأمريكى «مايكل وحيد حنا»، الذى اعتاد التطاول على مصر وقيادتها حمل عنوان «عقيدة السيسى» ومعه صورة ذات مغزى للرئيس «عبد الفتاح السيسى»، وركز الكاتب عبر العناوين العريضة المصاحبة للمقال على أن: من غزة إلى ليبيا إلى العراق، الرجل القوى الجديد فى مصر يعمل على تطوير سياسة خارجية تقوم على القمع والاستقرار. وأشار الكاتب إلى أن السيسى يسعى إلى إبراز مسافة أكبر من الاستقلالية من الولاياتالمتحدة، ويقوم فى المقام الأول بمغازلة روسيا. ويرى السيد «مايكل حنا» أن الأحداث والخطوات الأخيرة للسيسى بالتأكيد تلفت العلاقة بين الولاياتالمتحدة ومصر، وإن كانت حكومة السيسى ما زالت حريصة وتقدر العلاقات مع الولاياتالمتحدة. فى حين أنه يرى أن العلاقة بين البلدين ستبقى باردة وأكثر خشونة، فلا أحد من الطرفين على استعداد لرؤية قطيعة كاملة. بدلا من ذلك، فإن التركيز الآن يكون على القضايا التى يمكن لواشنطن والقاهرة التوافق فيها بسهولة أكثر مثل: مكافحة الإرهاب والتعاون الأمنى. ويؤكد السيد «مايكل وحيد حنا» أن الصراعات الداخلية لمصر ستبقى ركيزة النظام الجديد فى المستقبل القريب مع وجود أزمات فى جميع أنحاء المنطقة، ولذا بات لزاما على نظام السيسى تطوير السياسة الخارجية مع حرص البعض على التركيز بقوة على التشدد وعدم الاستقرار، والسعى إلى تنشيط الوضع الراهن فى المنطقة. ويرى الكاتب أن هناك مفارقة فى عقيدة السيسى السياسية ، وإن كانت أبعد من البيئة المباشرة التى تعيشها مصر، وهى أن الحكومة أصبحت على درجة كبيرة من الواقعية، وهذا هو بالضبط ما كان مفقودا من السياسة الداخلية فى مصر منذ انقلاب العام الماضى (على حد قوله). وفى ختام المقال أشار الكاتب دون تركيز أو تحليل أو إيماءة محددة الى تصريحات وزير الخارجية «سامح شكرى» فى يوليو الماضى حول الوضع فى العراق، وتشديده على ضرورة حث الزعماء السياسيين فى العراق للوضع جانبا «الانتماءات الحزبية والمصالح الشخصية وتحمل المسئولية الوطنية الجسيمة الملقاة على عاتقهم لحماية العراق والحفاظ على وحدة أراضيه ووحدته». وتأكيد شكرى الى القيادات السياسية العراقية ان مصر تدرك وتعنى ما تقول. ويكفى أن تعرف الانتماءات الفكرية والسياسية لكاتب المقال السيد «مايكل وحيد حنا» ، ويعمل لحساب من فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، فهو يعمل فى «مركز سانتشرى فاونديشن» للبحوث فى قضايا الأمن الدولي، والقانون الدولي، والسياسة الخارجية الأمريكية فى الشرق الأوسط وجنوب آسيا الذى له صلة وثيقة للغاية بأجهزة المخابرات الأمريكية. حنا شارك فى تأليف كتاب «الاستعداد للتحول الإستراتيجى فى سياسة الولاياتالمتحدة تجاه مصر» (مع بريان كاتوليس2013)، وقاد مجموعة مؤسسة القرن الدولية فى باكستان، برئاسة السفير توماس بيكرينج، وشغل منصب المدير المساعد لمؤسسة القرن لفريق العمل فى أفغانستان، الذى اشترك فى رئاسته السفير بيكرينج والسفير الأخضر الإبراهيمى. ويكتب بغزارة فى مجلة «فورين بوليسي» حول السياسة الخارجية الأمريكية ، أيضا ينشر مقالات فى صحيفة «نيويورك تايمز» و«لوس أنجلوس تايمز» و«بوسطن جلوب»، و«كريستيان ساينس مونيتور»، و«الجمهورية الجديدة»، و«الديمقراطية»، و«تقرير الشرق الأوسط»، و«ورلد بوليسى جورنال»، ومنشورات أخرى، وهو مساهم بشكل منتظم فى «قناة الجزيرة» واحيانا فى برنامج «تشارلى روز شو» وخدم كمستشار« لهيومان رايتس ووتش» فى بغداد فى 2008. قبل انضمامه إلى «مؤسسة القرن»، كان حنا زميلاً فى معهد القانون الدولى لحقوق الإنسان. من عام 1999 إلى عام2004، مارس حنا قانون الشركات مع مكتب محاماة بنيويورك «كليري، جوتليب، ستين آند هاميلتون». يجيد اللغة العربية، ودرس القانون فى «جامعة نيويورك»، وعضو فى «مجلس العلاقات الخارجية». مايكل وحيد حنا لعب دورا خطيرا فى التخطيط والتواصل مع جمعيات المجتمع المدنى ، والمنظمات والحركات الثورية لقلب أنظمة الحكم وهدم الجيش فى مصر والعالم العربى سعيا وراء فرض نظرية «الفوضى الخلاقة» وعدم الاستقرار لإرباك المنطقة فى الصراعات والنزاعات الطائفية والعرقية، ونشر الفتن الدينية، ومحصلة خلاصة فكر وتخطيط العقول الشيطانية من هذه المنظمات الحقوقية فى واشنطنونيويورك نراها بوضوح لما يجرى فى مصر وليبيا، وسوريا والعراق والباقى فى الطريق.