أحبط الحظر الجوي الذي فرضته قوات التحالف علي ليبيا المحاولة التي قام بها عدد من عمد ومشايخ بعض القبائل المصرية التي تربطهم صلة قرابة ونسب بالقبائل الليبية لتهدئة الاوضاع في ليبيا. كان وفد مكون من 34 شخصا من عمد ومشايخ قبائل العمايم والقطعان والجمعات واولاد علي الاحمر والابيض قد قام بزيارة مؤخرا الي ليبيا استغرقت 4 أيام لمقابلة العقيد معمر القذافي. "روزاليوسف" التقت بعض العمد والمشايخ واوضح عبد الخالق السنوسي ان وفد القبائل البدوية الذي خرج من مطروح متوجها الي ليبيا ضم 34 عمدة وشيخا يمثلون جميع القبائل لافتا الي انهم انتقلوا الي مدينة طبرق الليبية ومنها الي مدينة بنغازي ثم الي مدينة طرابلس مكان اقامة القذافي والتقوا به لمدة ساعة ونصف الساعة في مقر اقامته حيث أكد القذافي للوفد رفضه لأي وساطة من أي نوع لأنه لا يوجد خلاف بينه وبين أي مواطن من أبناء الشعب الليبي، وإنما هو يقاتل ميليشيات مسلحة من تنظيم القاعدة والجماعات الإرهابية التي تستهدف الآمنين وانه سيدخل جميع المدن الليبية للتفتيش عن هؤلاء ومحاكمتهم ورجوع المدن الي سابق عهدها وتحرك المواطنين بشكل طبيعي بعد القضاء علي الارهابيين القادمين من تونس ومصر. وقال العقيد إنه لن يتفاوض مع هؤلاء الذين يمثلون المجلس الانتقالي لانهم أقلية ولا يمثلون شعب ليبيا وانما هم مدعومون بعناصر ارهابية من تنظيم القاعدة لافتا الي انه طالب بوقف الهجوم الوحشي الظالم علي ليبيا، مشبها إياها بالغزو الصليبي وانهم يرتكبون عملية إبادة لشعب آمن وعملية تدمير لبلد نام. واضاف "القذافي" ان هذا العدوان الاستعماري الصليبي الغاشم يتنافي مع كل الأعراف والمواثيق الدولية، ضد شعب عربي مسلم داعيا الشعوب العربية والإسلامية وكل أحرار العالم للوقوف بجانب المدنيين الأبرياء في الجماهيرية ضد هذه المؤامرة الصليبية، كما دعا المراقبين الدوليين للحضور إلي الجماهيرية، والتأكد علي أرض الواقع من حقيقة ما يحدث، مثلما حدث في كل من كوسوفو والعراق وأفغانستان. واشار الي أنه فوجئ بشن قوات التحالف هجوما علي بلاده وانه ليست لديه نية للتنحي عن السلطة، و أنكر قيام الحكومة الليبية بقصف المدنيين في بنغازي، مشيرا إلي أن المدينة يحكمها "الإرهابيون" و"الميليشيات المسلحة" الذين يهاجمون المدنيين والجيش الليبي. وكشف "السنوسي" ان القبائل المتواجدة بطرابلس التي تؤيد القذافي كانت تجهز لمسيرة صلح مع اهالي مدينة بنغازي لولا ما حدث من قيام قوات التحالف بضرب الاهداف الحيوية بليبيا. ويقول مرضي عبدالجليل احد مشايخ مدينة براني إنهم لم يتمكنوا من مقابلة المجلس الانتقالي الليبي وتم اجراء مكالمة تليفونية بكل من رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفي عبد الجليل، وعبد الفتاح يونس . واكد عبد الجليل خلال المكالمة ان الثوار الليبيين ليس لديهم الا طلب واحد ولن يتم التنازل عنه وهو اقصاء الرئيس القذافي وانهم غير مستعدين لاجراء اي تفاوض بعد هذه الجرائم التي ارتكبها ضد الشعب الليبي. اضاف "عبدالجليل" انهم في البداية عندما دعوا للتظاهر كانوا يسعون لبناء بلد حر ديمقراطي يحترم حقوق الإنسان والتناوب السياسي لكن القذافي واجه هذه التظاهرات السلمية بعنف شديد وبدأ في ضرب وقتل المتظاهرين وقال إن الشعب الليبي أقدم علي خيار صعب عندما قرر مواجهة القذافي كما طالب خلال المكالمة الناس الذين يحيطون بالقذافي بأن يتخلوا عنه. واوضح أنه سيجري انتخابات حرة ونزيهة لضمان الانتقال إلي الديمقراطية في حال إلاطاحة بالقذافي وأنهم يطمحون إلي إقامة دولة حديثة وحرة وموحدة موضحا أن المعارضة الليبية لم تطلب من التحالف الدولي المساعدة في الإطاحة بمعمر القذافي، وإنما فقط حماية الشعب الليبي من خطر الإبادة الجماعية.